سكان وادي نعمان يروون ساعات الرعب بجوار استراحة الإرهابيين المهجورة

الجمعة ٦ مايو ٢٠١٦ الساعة ١١:١٥ مساءً
سكان وادي نعمان يروون ساعات الرعب بجوار استراحة الإرهابيين المهجورة

لم يَدُر في مخيلة سكان وادي نعمان شرق مكة المكرمة، وبالتحديد في حي يتوسط الوادي، أن يتحول مقر سكنهم ملاذًا للإرهاب يومًا ما، بعدما عاشوا فيه سنوات طويلة تحفهم السكنية والطمأنينة.

“المواطن” تواجدت في الحي الذي نفّذت فيه وزارة الداخلية عملية أمنية كبيرة للقضاء على أربعة من الإرهابيين دون أن يصاب بأذى أي من رجال الأمن أو المواطنين.

وتحدث لصحيفة “المواطن” في البداية إمام مسجد الرحمة بالحي “أمين” الذي قال: إنه لم يشاهد أيًّا من الإرهابيين على الإطلاق من قبل، سواء في الحي أو المسجد، وأن جماعة المسجد معروفة لديه بحكم السنوات التي تصل إلى 4 سنوات.

وأضاف أن الحي يسكنه قرابة 200 ساكن ما بين مستقر وزائر، ويمتاز بكثرة الاستراحات فيه التي تنشط وقت الإجازة، مشيرًا أنه لم يلاحظ طوال عمله إمامًا للمسجد أي أمر يخل بالأمن أو شيء مريب، وأنه تفاجأ بوجود الفئة الضالة بحيهم الهادئ، وسرد قصة يوم الخميس الذي عانى فيه الأمرّيْن حتى وصل إلى المسجد.

وقال الإمام: إنه في صباح يوم الخميس صلى الفجر بالجماعة، وغادر إلى مكة المكرمة لزيارة والده هناك، وعند عودته في تمام الساعة العاشرة صباحًا ليتجهز لصلاة الظهر، لاحظ تواجدًا أمنيًّا كثيفًا بالحي، وعند وصوله للمدخل مُنع من الأجهزة الأمنية، وغادر صوب صديق له في أسفل الكرا، وعاد بعد صلاة الظهر وقد علم من خلال وسائل الإعلام بالحادثة، وأن التواجد الأمني سببه وجود مجموعة من الإرهابيين، وحمد الله على سلامة رجال الأمن والسكان.

وتحدث لـ”المواطن” غريب المالكي، من سكان الحي والذي يقيم به منذ 9 سنوات، حيث قال: إن الاستراحة التي كان يقطنها الإرهابيون كانت مطفأة الأنوار من بعد موسم الحج الماضي إذا كان بين فترة وأخرى يسكن بها صاحب الاستراحة، ولكن منذ أكثر من 6 أشهر وهي مغلقة ولا يوجد أمامها أي سيارات على الإطلاق، وأنوارها مطفئة منذ ذلك الوقت، معبرًا عن دهشته من تواجد الفئة الضالة داخل الاستراحة.

وقال “المالكي”: إنه في صباح الحادثة كالمعتاد أوصل أولاده إلى مدرسة، وعند عودته إلى المنزل وجد كل الطرق مغلقة، وتحدث إلى رجال الأمن موضحًا أنه من سكان الحي ويريد العودة إلى أسرته، وإجابة رجال الأمن أن أسرتك في أمان، لكن التدابير الأمنية تتطلب منك المغادرة.

ويضيف “المالكي” غادرت وأنا كلي إيمان بالله وببسالة رجال الأمن، وكنت مطمئنًا بعد كلامهم معي، وكنت على تواصل مع أخي الذي كان في المنزل حتى عودتي بعد نهاية الحملة الأمنية، ونحمد الله أولًا وأخيرًا، ونقدم نحن السكان شكرًا لرجال الأمن، ونسأل الله التوفيق للقيادة الحكيمة ولرجال أمننا، وأن يحفظ الله الوطن.

“المواطن” رصدت الموقع الذي توارى فيه الإرهابيون، وهي استراحة تقع داخل شارع مظلم للغاية، وطريق ترابي غير مسفلت، ويبدو أن الإرهابيين ظنوا أن موقع الاستراحة آمن لتنفيذ مخططاتهم الإجرامية والتخريبية ضد الوطن، ولم يعلموا بقدرة رجال الأمن البواسل في فضح مخططاتهم والقبض عليهم.

0