وادي نعمان.. عمرته زبيدة زوجة الرشيد واستغله الإرهابيون لهدوئه فاقتنصهم الأمن

الجمعة ٦ مايو ٢٠١٦ الساعة ٩:٥٥ مساءً
وادي نعمان.. عمرته زبيدة زوجة الرشيد واستغله الإرهابيون لهدوئه فاقتنصهم الأمن

كشف المؤرخ المعروف عيسى القصير تاريخ وادي نعمان، الذي تحصنت فيه أعضاء الخلية الإرهابية الذين قُتلوا على يد رجال الأمن يوم أمس، وما يمتاز به الوادي من هدوء ومتاخمة الجبال.

وقال “القصير”: إن الإرهابيين على ما يبدو استغلوا هدوء الوادي؛ حتى يتواروا عن الأنظار، ولا ينكشف سرهم، وحاولوا أن يدنسوا الوادي الهادئ، لكن رجال الأمن كانوا لهم بالمرصاد وفككوا الخلية في إنجاز أمني مميز.

وبالعودة إلى وادي نعمان قال “القصير”: هو أكبر الأودية بمكة المكرمة، ويصل عمقه إلى الطائف عبر طريق (كرا)، ونعمان وما حوله من بلاد هذيل والأشراف منذ القدم، وهو وادي عظيم يسلكه المسافر من الطائف إلى مكة المكرمة عن طريق كرا ثم إلى عرفات.

تكثر فيه المزارع والمياه الوفيرة، وتكثر فيه الشجر والشجيرات من السدر والسمر والسلم، ونعمان به بئر، وهي بداية عين زبيدة التي تنبع من أحد جباله من سفوح جبال كرا التي تجتمع في هذا الوادي من الأمطار والسيول.

وقد عمّرت العين السيدة زبيدة زوجة الخليفة هارون الرشيد، ويقال له نعمان الأرك الذي يكثر فيه شجر الأرك، وذكر أن تسميته من نعمة العيش ورغده وحسن موقعه، وقد تغنى به كثير من الشعراء والعشاق؛ لجمال موقعه المتميز والطبيعة الخضراء ومسيل مياه الوادي.

وقال أحد العشاق:

أرواح نَعمان هلّا نسمة سحرًا *** وماء وجُرة وهلّا نهلة بفمي

كما يمتاز وادي نعمان بجباله على حافتي الوادي، وتذكر إحدى الروايات التاريخية بأن آدم عليه السلام أبو الأنبياء خلق في هذا الوادي (نَعمان) (40 عامًا)، وهو طينٌ لم تدخل فيه الروح، أما الآن فقد أصبح جزء من وادي نعمان عمائر واستراحات سكنية في هذا العصر الزاهر.

وأشار “القصير” أن الإرهابيين إجرامهم كبير؛ كون الحرم لم يبعد سوى كيلو مترات عنهم، ومع ذلك لم يردعهم ذلك الأمر، واستمروا يخططون لأعمال إجرامية؛ فسلط الله عليهم بقوة من رجال أمننا البواسل التي كان لها أطيب الأثر في نفس المواطنين، في مثل هذه الزمرة المارقة والفئة الضالة مكانًا؛ لهروبهم من وجهة العدالة؛ فأصبحوا جثثًا هامدة من الخِزي والعار.