في غزة.. الجمعيات الخيرية تنهش عفة الفقراء وتتاجر بالمحتاجين

الأحد ١٩ يونيو ٢٠١٦ الساعة ٢:٥٤ صباحاً
في غزة.. الجمعيات الخيرية تنهش عفة الفقراء وتتاجر بالمحتاجين

يزخر قطاع غزة بعشرات الجمعيات الخيرية التي تنشط في شهر الخيرات؛ للتخفيف من معاناة الفقراء الفلسطينيين الذين خارت عظامهم بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أعوام؛ لكنَّها اتخذت منحًا جديدًا أثار الكثير من الانتقادات بنشرها صور المحتاجين والتشهير بهم.
واعتبر المواطنون الفلسطينيون، نشر صور الفقراء على شبكات التواصل الاجتماعي، استهتارًا بمشاعرهم ومتاجرة باحتياجاتهم من أجل استعطاف الداعمين، مطالبين بضرورة وقف هذه الممارسات التي تنهش عفة الفقراء من أبناء القطاع الذين ذاقوا الويلات في الأعوام الماضية بسبب الحروب المتكررة والحصار المستمر والانقسام السياسي المترهل.
#ساعد_بس_ما_تصوّر
وأطلق عددٌ من الناشطين في مواقع التواصل، وسمًا بعنوان “ساعد بس ما تصوّر”؛ لمحاربة الظاهرة التي زادت عن حدِّها خلال العام الجاري، وفق مدير حملة “فكّر بغيرك” الإنسانية كامل الهيقي.
وأوضح الهيقي في تصريح لـ”المواطن”، أن “هذا العام من أسوأ الأعوام على الفقراء في غزة، الكثير من الجمعيات اتخذت طريق التشهير بالمحتاجين من أجل أن يزيد حجم الدعم والتمويل، وقلنا لهم كثيرًا: ساعدوا الفقراء وليس شرطًا أن تذلوهم بالصور”، معترفًا بأنه يأخذ كثيرًا من الصور لمن يقدم مساعدات لهم؛ لكنها خاصة بالمتبرع كي يطمئن قلبه، ولا يتم نشرها على صفحات الجرائد ومواقع الإنترنت.
وأضاف الهيقي، أن الصور تهدف إلى تحفيز المتبرعين وتشجيعهم على العطاء؛ لكن نشرها والتشهير بالفقراء أمر مرفوض، مشيرًا إلى صورة طفل ينام في شوارع غزة تفاعل معها متبرعون من السعودية وألمانيا وبريطانيا، واستغلها الكثير من الأشخاص في جذب التبرعات لأنفسهم.
ودعا الناشط نضال الوحيدي، “الأصدقاء المقربين منّا والذين يعملون في جمعيات خيرية ويوزعون مساعدات على الناس ويتصورون معهم اخجلوا من أنفسكم”، وقالت نبيلة الجرجاوي: “يكفي إذلالًا وإهانة لكرامة الناس”.
اعتذار رسمي
من بين الجمعيات التي كانت تنشر صور الفقراء على “فيسبوك”، جمعية “ف.ح” التي استجابت للحملة وأكد مديرها التنفيذي م.ط، حذف صفحتها عن الموقع لاحتوائها على صور جارحة لمواطنين يتسلمون مساعدات إنسانية، مشيرًا إلى أن الجمعية لن تنشر أي صور خاصة بتوزيع المساعدات للفقراء.
ولاقت مبادرة مدير الجمعية صدى إيجابيًا بين المواطنين الذين تفاعلوا مع القضية، داعين بقية الجمعية إلى اتخاذ خطوة جريئة وعدم الرضوخ لإملاءات بعض الممولين الذين يشترطون نشر الصور من أجل إذلال الشعب الفلسطيني على حد قولهم.
ولعمله في المجال الخيري، بيَّن الهيقي، أن الكثير من المتبرعين يرفضون ذكر أسمائهم أو الإشارة إليهم من قريبٍ أو بعيدٍ عملًا بالحديث الشريف: “سبعة يظلهم الله في ظله، رجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه”, منوهًا بأن بعضهم يصر على رؤية الفئات المستهدفة من تبرعاتهم؛ لزيادة الثقة مع العاملين على توزيع الصدقات.