ما بني في دهر قد يفسده مسلسل

الثلاثاء ١٤ يونيو ٢٠١٦ الساعة ١٠:١٥ صباحاً
ما بني في دهر قد يفسده مسلسل

تمر بعض القنوات هذه الأيام بمنعطف خطير جداً، فهناك قنوات يفترض أن تكون معتدلة ولا تشجع على الطائفية ولكنك تجدها تخدم مذاهب طائفية بقصد أو بغير قصد. وتوقد نار الفتنة فيما بين أبناء الوطن الواحد. وهذا قد يؤدي إلى تطرف المعتدلين بسبب الظلم الواضح لطرف على حساب الطرف الآخر ، فما بنيناه في دهر قد يفسده مسلسل مُغرِض في شهر.
كثرت في شهر الخير المسلسلات التي تُرسل رسائل تخدم المذهبية والطائفية. فعلى سبيل المثال لا الحصر: هناك مسلسلات تجعل البطل ينتمي إلى مذهب محدد ويرد في هذا المسلسل أن هذا البطل وطائفته يتبعون إماما أو خليفة أو عالما يشهد له الجميع بحسن إسلامه وسيرته العطرة. أما من يُريد المخرج الإساءة إليه فيجعلهُ وطائفته أتباعا لشخص – سبق أن اتفق – السواد الأعظم – من المسلمين على أنه ليس قدوة لأي مذهب أو طائفة. وهذا فيه ظلم لطائفة على حساب أخرى. بل هذا يذكي نار الفتنة بين أبناء البلد الواحد. بل بين أبناء الأسرة الواحدة.
هناك إعلام ذكي وله مرجعيات استطاع تجييش قنواتنا، وإعلامنا، بل أبطال المسلسلات من وطننا الحبيب أصبحوا يخدمون الطائفية وإذكاء الفتنة وهم لا يعلمون.
هناك مخرجون وكتاب والبعض من أبطال المسلسلات يتعمدون خدمة المذهبية ، فهم يحاولون كسر عظم اللحمة التي ينعم بها وطننا ولله الحمد.
“وشهد شاهد من أهلها … “.الآية. نحن نستشهد على ظلم الإعلام الغربي للمسلمين بما يكتبه أو يورده بعض من ساستهم أو مثقفيهم عن أن المسلمين برآء مما ينسب لهم. وهم في يوم من الأيام سيستشهدون بما رمانا به أبناء جلدتنا.
يقال إن القائد النازي هتلر سُئِل ذات مرة عن ﺃﺣﻘﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﻲ حياته ؟ فماذا كان رده.
‏”ﻗــﺎﻝ : ﺍﻟــﺬﻳﻦ ﺳﺎﻋﺪﻭﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻼﻝ ﺃﻭﻃـــــﺎﻧﻬﻢ فسحقاً ﻟﻤﻦ ﺑﺎﻉ ﻭﻃﻨـــــه”
وهذا حقاً واقع الحال ، هناك مسلسلات تذكي الفتنة، وتفت في عضد اللّحمة، وتجعل صاحب الفكر المعتدل حيران ، من المستفيد من هذا الإطراء لمذهب وأتباعه على حساب مذهب آخر، ينبذ العنف ويحارب الاٍرهاب، بل هو من اكتوى بنار هذا الفكر الضال.
لماذا كثير من قنواتنا الفضائية تؤصل لمقولة أعدائنا بأن داعش خرجت من رحم أهل السنة والجماعة؟ لماذا بعض الاعلاميين وبعض القنوات الفضائية تعمل كبوق لأعدائنا، وتحارب البلد الذي مدّ لها يد العون والمعروف والإحسان بسخاء.
أنا لا ألقي باللوم على العدو، إنما ألقيه على ابن جلدتنا وابن الوطن الواحد والدين الواحد واللغة الواحدة والنسب المشترك. آمل أن يكون هذا الشهر الكريم بداية لصنع قرارات إعلامية حازمة، وذلك بوضع خطة إستراتيجية إعلامية يشارك فيها أهل الاختصاص من المثقفين والساسة والعلماء والاعلاميين من أبناء وطني الحبيب المخلصين والذين يعرفون من أين تؤكل الكتف.
ما نبنيه في دهر قد يفسده مسلسل مغرض في شهر.

* عضو مجلس الشورى

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • الضوء الخافت

    رفع الله قدرك يادكتور عوض مقال جميل جدا

  • عبد العزيز سالم العنزي

    ياللأسمري أمثالك أهل للوطنيه ويشكرون على مجهوداتهم ولو رجعت للقنوات التجاريه ( قنوات عبد الدينار ) لوجدتها مفزعه لدرجة تعليم الرزيله بشتى أنواعها الخلقيه والسياسية والإجتماعية ولكن لازم تعرف شيء مهم : أن الذي أهله ربوه على الأخلاق الحسنه لا خوف عليه وهو كالذهب يؤثر بالمجتمع ولا يتأثر ويجب : 1 ـ عند إدخال أي تلفزيون الى البيت يجب أقفال أغلب القنوات الفضائية لأنها فعلاً الكثير موجه من الأعداء 2 ـ يجب مراقبه الأطفال والجلوس معهم وأعطائم الوقت الكافي 3 ـ يجب التعميم من الحهات المختصة بشكل عام على وجوب أقفال القنوات المعادية والمغرضه والساقطه وتحميل كامل المسؤليه لمن يعرضها وبالذات بالمقاهي والفنادق والمستشفايات ولأسواق والمطاعم والمناطق العامة ، بإنتظار صدور أمر صارم يؤدب من لا يرتدع حفاظاً على المجتمع وشكراً للكاتب على مقال الساعة .

  • ابو علي

    يا دكتور عليك محاربه التطرّف واترك منك محاربة المسلسلات ، السكوت عن التطرّف مشكله دع الناس تعبر عنة وتنبذه بأي طريقة