السديس تعليقاً على تفجيرات المملكة: تبًّا لمن باعَ الديانةَ والهُدى

الإثنين ٤ يوليو ٢٠١٦ الساعة ١١:٠٨ مساءً
السديس تعليقاً على تفجيرات المملكة: تبًّا لمن باعَ الديانةَ والهُدى

أعرب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس باسمه واسم أئمة وخطباء وعلماء ومدرسي الحرمين الشريفين ومنسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عن استنكاره وتألمه للحوادث الأليمة والأعمال الإجرامية الأثيمة الشنيعة التي حدثت في قرب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وما وقع من تفجير قرب مسجد في محافظة القطيف وما وقع بمواقف سيارات في مدينة جدة
وعدّ كل ذلك وأن أحدها بجوار المسجد العظيم وزائري مسجد المصطفى صلى الله عليه وسلم وفي شهر الرحمات , مستشهداً بقوله تعالى (ذَلكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ)سورة الحج 32 .
وشدد على أن هذه الأعمال الإرهابية و الأفعال الشنيعة والوقائع الغادرة هي خديعة أعداء الإسلام بهذه الوسائل الإجرامية التي جعلوا بلاد المسلمين ميداناً لتجربتها فيهم, لا سيما في بلاد الحرمين الشريفين وفي شهر رمضان المبارك، وقَوْلُهُ تَعَالَى : ( وَمَنْ يَقْتُل مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا ) النساء 93, وقوله صلى الله عليه وسلم: (لزوال الدنيا بأسرها أهون عند الله من قتل رجل مسلم).
وأشار إلى أن الشريعة الغراء جاءت لحفظ الدماء وتعظيم شأنها, وأهاب بالجميع الحذر من هذه المسالك الضالة, وتحقيق الأمن بجميع صوره لاسيما على الأنفس والأبدان. منوهاً بخطورة استهداف بيوت الله والمساجد ودور العبادة والمصلين بمثل هذه الأعمال الشنيعة فحق المساجد عمارتها وصيانتها وتجنيبها كل ما يخل برسالتها فضلاً أن تجعل مكاناً للجرائم والموبقات وعدم مراعاة حرمة المكان والزمان قال تعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) البقرة .
وقوله صلى الله عليه وسلم فيما صح عنه ( ومن أخاف أهل المدينة ظلماً أخافه الله عز وجل , وعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين , ولا يقبل الله منه يوم القيامة صرفاً ولا عدلاً ) وقال صلى الله عليه وسلم (إني حرمت المدينة حراماً ما بين مأزميها ؛ ألا يهراق فيها دم ولا يحمل فيها سلاح لقتال).
وأردف: “تبًّا لمن باعَ الديانةَ والهُدى *** ومضَى بغدرٍ يستبيحُ المسجِدَا.. تركُوا العدوَّ وراءَهم وتهافَتُوا *** يستهدِفُون الراكِعين السُّجَدَا.. كما تسببه من تعريض أمن بلاد الحرمين الشريفين للعبث والفوضى وخرق وحدة شعبه بتصرفات تجسد الفرقة وتذكي الطائفية وتخالف ما سارت عليه هذه البلاد المباركة منذ عهد الإمام المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود.
ودعا شباب الإسلام إلى الامتثال بالكتاب والسنة وفق فهم سلف الأمة والبعد عن تيارات الغلو وسبل التطرف والرد على العلماء الربانيين الراسخين وعدم الاجترار خلف شبهات المبطلين ودعوات المضلين , وأن يكون صفاً مع ولاة أمرهم وعلماؤهم ورجال أمنهم .
وأهاب بأبناء هذا البلد المبارك بالتعاون مع رجال الأمن والوقوف معهم ومؤازرتهم والشد على أيديهم والإبلاغ عن كل ما يثير الشغب والعنف والإرهاب .
وأشاد بجهود الجهات الأمنية في إحباط مثل هذه الأعمال الشنيعة الإرهابية التخريبية التي تزعزع أمن هذه البلاد وتنشر الذعر بين المواطنين والمقيمين والزائرين والمعتمرين لن تزيد لحمتنا إلا قوة, ومتانة وحدتنا إلا استقراراً وصلابة, وستتهاوى بإذن الله سهام الإرهاب أمام صخرة وحدتنا وتماسكنا قيادةً وشعباً.
ولا ننسى الجهات الأمنية في بلادنا من الدعاء والمآزره , فهم –بعد الله- سبب حفظ أمننا واستقرارنا , وهم العين الساهرة المتربصة بالأعداء ليلاً ونهاراً حتى في ساعات القيام والسحر, فلهم منا الشكر والثناء والدعاء .
وفي ختام تصريحه دعا الرئيس العام للمتوفين من رجال الأمن بالرحمة والمغفرة والرضوان وأن يتقبلهم من الشهداء كما دعا للجرحى بالشفاء والعافية و لولاة الأمر ولأهل المتوفين بحسن العزاء وجبر المصاب وإلهام الصبر والاحتساب وعظم الأجر والمثوبة وأن يحفظ الله بلادنا من عدوان المعتدين وإرهاب الحاقدين المتربصين وأن يديم علينا وعلى بلادنا و بلاد المسلمين الأمن والأمان والاستقرار والاطمئنان.