آل طالب من منبر الحرم: أدّوا زكاة فطركم واِفْرَحُوا.. وادعوا لمن يحمون ثغوركم

الجمعة ١ يوليو ٢٠١٦ الساعة ٣:٣٤ مساءً
آل طالب من منبر الحرم: أدّوا زكاة فطركم واِفْرَحُوا.. وادعوا لمن يحمون ثغوركم

أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب، المسلمين بتقوى الله عز وجل، والعمل على طاعته واجتناب نواهيه.
وقال فضيلته في الخطبة التي ألقاها في المسجد الحرام، اليوم: “إن شهركم الكريم الذي امتن الله عليكم به بأيامه ولياليه، قد فرطت أيامه وانقضت ساعاته، ولم يبق منها إلا أيام الوداع، ثلاث ليال أو أربع كقطرات ماء يتصابها صاحبها، إلا أن ما بقي من الشهر هو خيره وأرجاه، ففيه أرجى الليالي هي ليلة القدر، وفيه ليالي العتق من النار، ولآخر ليالي رمضان هيبة لا تضارع، فالاعتماد كل الاعتماد إنما هو على رحمة الله وحده، ولأنه شهر مبارك في ساعاته وأيامه، ولأن بركة الله لا منتهى لها ولا حد فتزودوا من ساعاته”.
وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام: “أن ليلة القدر هي أفضل الليالي، ليلة العتق والمباهاة، ليلة القرب والمناجاة، ليلة الرحمة والغفران، ليلة هي أم الليالي، كثيرة البركات عزيزة الساعات، القليل من العمل فيها كثير، والكثير منها مضاعف، ومن رحمة الله بعباده أن أخفى عليهم علم ليلة القدر ليكثر عملهم في الليالي العشر بالصلاة والذكر والدعاء، فيزداد قرباً من الله وثواباً”.
ودعا فضيلته، إلى الاهتمام بزكاة الفطر، فقال إن الله شرع لكم زكاة الفطر في ختام شهركم، وهي واجبة بالإجماع على القادر عن نفسه وعن من يعول، والعيد للغني والفقير والواجد والمعدم، وحتى يكون عيداً فلابد أن يفرح الجميع، فوقتها من قبل العيد بيوم أو يومين، فاحرصوا على أن تخرجوها على مستحقها.
كما دعا فضيلته، الناس أن يؤدوا صلاة العيد مع المسلمين وأن يصحبوا إليها أولادهم ونسائهم، فهي شعيرة من شعائر المسلمين، ويسن التكبير ليلة العيد وصبيحة العيد حتى يدخل الخطيب ويجهر بالتكبير في الأسواق والطرقات، فأعياد المسلمين تميزت عن أعياد الجاهلية بأنها قربة وطاعة لله، وفيها تعظيم الله وذكره بالتكبير في العيدين، وحضور الصلاة في جماعة وتوزيع زكاة الفطر، وإظهار الفرح والسرور على نعمة الدين ونعمة إتمام الصيام، فابتهجوا بعيدكم واشكروا الله على التمام وأسالوه القبول وحسن الختام.
وأوضح الشيخ صالح آل طالب، أنه ينبغي على من أكرمه الله بالإمامة لصلاة العيد والقيام بخطبتي العيد، أن تكون مضمون خطبته حول الفرح والتوسعة على الأهل وعلى الصلة ومواصلة العمل.
وبيّن أن القيام مع المؤمنين نعمة عظيمة في هذه الليالي، تحيَي العزيمة وتذكي الهمة، فأحسنوا الختام ختم الله لنا ولكم بالحسنى، والحوا على الله بالدعاء فإنه يحب الملحين، وتضرعوا لله وارجوه وتملقوا بين يديه سبحانه واستغفروه، وأطلبوا خيري الدنيا والآخرة لأنفسكم ولأهليكم ولقرابتكم ولبلادكم ولمن ولاه الله أمركم ولمن يدافعون عنكم على ثغور بلادكم وللمسلمين وأجعلوا حظاً من دعائكم لإخوانكم المنكوبين، وخصوا إخوانكم في سوريا وفلسطين وكل جرح للمسلمين ينزف، قال تعالى (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين).