اختلفوا في الفكر.. واتفقوا على الوطن

الأحد ٣ يوليو ٢٠١٦ الساعة ٩:٤٧ مساءً
اختلفوا في الفكر.. واتفقوا على الوطن

بينما أقود سيارتي في الصباح الباكّر، توقفتُ لأملأ خزان السيارة بالوقود، جاءني عامل المحطة يطلب الحساب، وإذا بالمبلغ المطلوب ٦٠ ريالاً، عندها تذكرت أنني كنت أملأ خزان سيارتي بالوقود في الدول الأوروبية بـ١٠ أضعاف هذا المبلغ، وأدركت على الفور أنني أُعيش في المملكة العربية السعودية، هذا الوطن صاحب الفضل الكبير على المواطنين.
تحركت من محطة الوقود، وكانت درجة حرارة الجو شديدة، تتجاوز الـ٥٠ درجة مئوية، وإذا ألاحظ إحدى الشاحنات يقودها شخص من الجنسية الآسيوية، وبجانبه يجلس شخص آخر مِن الجنسية نفسها، وإذا بهما في حالة تعب وإرهاق يرثى لها، الشاحنة قديمة ومتواضعة، مكيفها مُعطل، يتساقط منهما العرق فيلتقطه كل منهما بـ”فوطة” مبللة، بيد كل منهما.
شد انتباهي جملة في مؤخرة الشاحنة، وهي: “أنا أحب نيبال (بلدي)”، فكرت كثيراً وسألت نفسي.. ماذا فعلت لك بلدك كي تحبها أيها الآسيوي؟، بعت الغالي والنفيس لتأتي إلى بلدي تطلب المعيشة.. ماذا فعلت لك بلدك كي تحبها؟.. تركت أغلى ما عندك؛ عائلتك وأبناءك، لتأتي إلى بلدي.. ماذا فعلت لك بلدك كي تحبها؟، أتيت إلى بلادي للعمل ربما لكي يكمل أبناؤك الدراسة أو لعلاج أحد أفراد أسرتك.. فكرت في استيقاف الشاحنة والحديث مع السائق ومرافقه، ربما أجد إجابات على أسئلتي، وقد حدث، سلمت عليهما باللغة الإنجليزية، وسألتهما عما يجول في خاطري.. هل أنتما مسلمان؟، قال السائق: “أنا مسلم وصديقي بوذي!!”.. ثم سألتهما عمن فيهما صاحب عبارة “أنا أحب نيبال (بلدي)” في مؤخرة الشاحنة، فقال السائق: “أنا مسلم وصديقي بوذي، اختلفنا في الديانة، ولكن اتفقنا على حب الوطن”.
أيها الآسيوي ما هذا وماذا اسميه؟.. إنتماء أم وطنية أم حب الأرض أم هو الوفاء؟، ماذا أقول لقد فعلاً أخجلتني إجابتك أيها الآسيوي.
اتصلت بصديق لي مبتعث في الولايات المتحدة، لأحاكيه موقفي، وأطمئن عليه، فنحن من بلد واحد، وذات هوية واحدة ودين واحد، وكيان واحد، ولكن يوجد بيننا اختلاف في المذهب، ربما في الفكر والمعتقدات، ولكن نتفق على أن الوطن هو البيت الكبير، الذي نعيش فوق أرضه، وتحت سمائه، وننعم بخيراته.
فشكراً لله، أن جعلنا من أبناء هذا الوطن، وشكراً لأنه سخر لنا ولاة أمر صالحين، نلتف جميعاً حولهم.. الوطن هو الأمان والسند والهوية والعنوان.. ما نعيشه اليوم من أمن في مملكتنا الحبيبة، هو نعمة من الله تستحق الشكر.. اللهم أحفظ لنا الوطن وأحفظ أهلنا وولاة أمرنا، وأجعلنا جميعاً نتفق على حب الوطن.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • DR:FHAD

    كلام رائع وهادف. بمثال يستحق التمعن بوركت اناملك

  • DR:FHAD

    مقال رائع بمثال يستحق الوقوف فعلا بوركت أناملك

  • DR:FHAD

    مقال رائع يستحق الاشاده

  • الدكتور فهد

    مقال رائع يستحق الاشاده

  • أسامة سومة

    قرقر كثير

  • الدكتور فهد

    كلام اكثر من رائع سلمت يداك

  • نواف الشمري

    شكرا كاتبنا المبدع.بما خطته لنا اناملك.بحب الوطن ومانحن فية من النعم.التي لايستوجب مننا الا الشكر والحمد.
    آللهم لك الحمد والشكر.واحفظ بلادنا من كل من بة شر لهذة البلاد.
    وشكرا مرة اخرى لموضوعك الجميل.

  • غير معروف

    لاكون معك صريح ايها الكاتب عنوان جميل يجتذب القارئ لقوة وصحة مضمونه،لكني تمنيت لو وجدت مثال التفنيد أقوى من الاستشهاد بعمالة (تشعر فورا انه من الخيال محاكاتهم ووضعهم)
    هناك امثلة وطنيه اترك لك وخيالك التفكير بها.

  • محمد الديسان

    لاكون معك صريح ايها الكاتب عنوان جميل يجتذب القارئ لقوة وصحة مضمونه،لكني تمنيت لو وجدت مثال التفنيد أقوى من الاستشهاد بعمالة (تشعر فورا انه من الخيال محاكاتهم ووضعهم)
    هناك امثلة وطنيه اترك لك وخيالك التفكير بها.

  • ام عبادي

    خواطر رائعه ايها المهندس اشكرلك هذا المقال

  • فطيس العبدي

    حب الوطن من الايمان