في مصر .. أسعار الدولار تشتعل.. توقعات بالأسوأ والمواطن يدفع الثمن

الثلاثاء ١٢ يوليو ٢٠١٦ الساعة ١:٢٨ مساءً
في مصر .. أسعار الدولار تشتعل.. توقعات بالأسوأ والمواطن يدفع الثمن

ارتفع سعر صرف الدولار الأمريكي، خلال الساعات الماضية متجاوزاً حاجز الـ11 جنيهاً، في تعاملات السوق السوداء، نتيجة زيادة الطلب بشكل كبير، بسبب ما تردد من أنباء حول نية البنك المركزي خفض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار الأمريكي في البنوك المحلية، مما سوف يؤدي إلى ارتفاع قيمة الدولار في السوق السوداء مقابل الجنيه المصري.

وشهدت أسعار صرف الدولار في السوق السوداء، اليوم الثلاثاء، قفزة كبيرة، مسجلًا 11.18 جنيه للشراء، و11.32 جنيه للبيع، مرتفعًا بقيمة 25 قرشًا عن أسعار الأمس، ووصل سعره في السويس 11.50 جنيه للبيع.

ويشهد سوق صرف الدولار حالة من الاضطراب منذ تصريحات محافظ البنك المركزي باحتمالات خفض قيمة الجنيه مقابل الدولار مجددًا.

واستقر سعر الدولار الأمريكي أمام الجنيه المصري خلال تعاملات، اليوم الثلاثاء بالبنوك ، عند 8.83 للشراء، و8.88 للبيع بحسب ما جاء في آخر تقرير صادر عن البنك المركزي.

ارتفاع جنوني في سعر الدولار

ويرى خبراء ومحللون اقتصاديون أن اتخاذ البنك المركزي المصري، قراراً بتخفيض قيمة الجنيه مقابل الدولار الأمريكي في البنوك المحلية، سيؤدي إلى ارتفاع جنوني في سعر صرف الورقة الخضراء في السوق السوداء، في ظل المضاربات التي يلجأ إليها البعض، ورواج السوق السوداء، وسط توقعات بأن يصل سعر الدولار إلى مستويات قياسية لم تحدث من قبل، وما سيلي ذلك من تبعات تتمثل في زيادة الأسعار بنسب لم تشهدها الأسواق من قبل.

تصريحات تؤزم الموقف

وجاءت تصريحات محافظ البنك المركزي طارق عامر الأخيرة، لتزيد الوضع اشتعالاً، والتي ألمح فيها إلى وجود نية لدى الحكومة باللجوء لخفض قيمة الجنيه المصري أمام الدولار إلى مستوى نحو 10 جنيهات خلال الفترة المقبلة، لجذب الاستثمارات الأجنبية وتوفير سيولة دولارية، والقضاء على السوق السوداء، إلا أن مردود تلك التصريحات تحقق سريعاً على أرض الواقع بوصول أسعار العملة الصعبة لأرقام جنونية.

مخاوف ونظرة تشاؤمية

وتوقع بعض التجار والمستوردين، ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء خلال الأيام القليلة القادمة لمستويات قياسية، في ظل استمرار المضاربات وتنامي الطلب على العملة الأمريكية لتلبية طلبيات المستوردين، والعجز المسجل على مستوى البنوك لتدبير احتياجات السوق.
يأتي ذلك في الوقت الذي يشكو فيه التجار من عدم توافر العملة الصعبة مما أثر بالسلب على مشروعاتهم واستثماراتهم، لعجزهم عن استيراد المواد اللازمة والتي يتطلبها السوق.

المواطن يدفع الثمن

وفي ظل اشتعال أزمة الدولار تتفاقم معاناة المواطن المصري خاصة في ظل الارتفاع الجنوني في الأسعار، وخاصة أن معظم السلع الاستهلاكية يتم استيرادها من الخارج بالعملة الصعبة، ما يعني أن أي زيادة في الدولار ستؤثر بالتبعية على سعر السلع الاستهلاكية وبالتالي زيادة الأعباء على كاهل المواطن.