وفد من دار نشر Brill يزور فرع مكتبة الملك عبدالعزيز في جامعة بكين لبحث آفاق التعاون
سرب يفتح باب التسجيل لدراسة الدبلوم في صناعة الخطوط الحديدية
انهيار عقار في شبرا مصر وانتشال ناجين من تحت الأنقاض
فتح باب القبول والتسجيل في الكليات العسكرية لخريجي الثانوية الأحد المقبل
القنصل العام الإيراني: ما قُدّم للحجاج الإيرانيين يعكس نهج السعودية الثابت في احترام الشعوب
نادي الصقور يرفع أعداد الوكري المهدد بالانقراض إلى 14 صقرًا عبر برنامج “هدد”
ارتفاع الأنشطة غير النفطية بنسبة 5.3% خلال عام 2024
بنوك يابانية كبرى تدرس إجلاء موظفيها من الشرق الأوسط
عادات شائعة تسبب شيخوخة الأمعاء
القبض على 4 أشخاص لترويجهم أقراصًا ممنوعة في حائل
المواطن- الرياض
قال الكاتب السعودي فايز الشهري عضو مجلس الشورى: إن ملخّص المشهد في صورة الطفل “عمران” ذي الأربع سنوات وهو يبكي العالم، وقبله الغريق “إيلان” ذي الثلاث سنوات، وقبلهما محمد الدرة، ما هي إلا حفلة من حفلات تقديم “القرابين” العربيّة البريئة لترفيه من يرسمون خريطة الشرق الأوسط الجديد.
وإلى نص المقال المنشور في صحيفة الجزيرة ..
هل ما يجري اليوم في عالمنا العربي هو مراجعة جديدة لمخططات قديمة مثل وثيقة “كامبل” (Campbell-Bannerman Report) التي وضع فيها المستعمرون رؤيتهم للمنطقة العربية الإسلامية سنة 1907م. أم أن معاهدة “سايكس -بيكو” سنة 1916م حرّكت حدود الدم والفتنة؟ كثيرون ينكرون وجود هذه الوثائق وهناك من لا يؤمنون بالمؤامرات. ولكن ألا يعيش العرب اليوم أسوأ مراحل التاريخ بحيث باتت علاقاتهم تؤسس بالدم والدمار؟ هل يمكن أن يكون كل هذا الاصطفاف العالمي بالمصادفة؟ تأمل ملخّص المشهد في صورة الطفل “عمران” ذي الأربع سنوات وهو يبكي العالم، وقبله بكى العالم صورة الغريق “إيلان” ذي الثلاث سنوات، وقبلهما محمد الدرة. ولكن سرعان ما عاد ضمير العالم إلى غفوته ونسي الناس في حين لم تتوقف حفلات تقديم “القرابين” العربيّة البريئة لترفيه من يرسمون خريطة الشرق الأوسط الجديد.
نعم تكالبت الأمم على هذا الجزء من العالم، ومُكّن شُذّاذ الآفاق من القتل باسم الدين والترويع تحت شعاراته. ومن العجيب أن ترى في بلاد العرب دولاً بلا حكومات، وحكومات بلا دول وعصائب الموت تتنافس في تجارة الخراب في حالة تاريخيّة استثنائيّة رأينا فيها كيف أصبح الأعداء أصدقاء، والأشقاء فرقاء.
وعلى حراب الفتنة رأينا “الروس” بزعامة القيصر “بوتين” يتحالفون مع الإيرانيين (حلفاء الغرب) لإراقة المزيد من الدم الحرام في سورية واليمن. كيف لم يعترض الأمريكيوّن والغرب؟ هل هذا معناه التقاء الغايات؟ والأعجب مشاهد تقاطعات مثلث إيران – تركيا – روسيا بين صخب سياسي تظنّ معه أن الحروب بينهم وشيكة، ثم لا تلبث أن ترى اللقاءات الحميميّة على ضوء الشموع في أنقرة أو طهران أو في ردهات “الكرملين”. نعم السياسة لها مصالحها ومخادعاتها ولكن لم يحدث عبر التاريخ أن تمرّ العلاقات بين الدول بهذا التضاد في ظرف أسبوع أو شهر ثمّ يتبدّل الحال من النقيض إلى نقيضه.
ما معنى هذا؟ من دروس التاريخ يمكن أن نقول إنّه حينما تتسارع الأحداث وتتبدّل المعسكرات والتحالفات المتسارعة فهذا يعني واحداً من احتمالين، الأول: أن هذه بعض ثمار حالة الفراغ القيادي في العالم وغياب العقلاء عن مسارح السياسة بحيث تحرّكت الطموحات وبات الكل يحلم بدور وحصّة مهما كان الثمن والمآلات. أما الاحتمال الثاني فيفسّر مثل هذه التحوّلات السريعة كمقدمات لترتيبات أمميّة كبرى لإعادة رسم ووضع خرائط جديدة للمنطقة. وفي مثل هذه الحالة عادة ما تبرز حالات الإرباك السياسي وصعوبات الحسم العسكري والسياسي للأزمات حتى يتقاسم الثعالب غنائم ما خطّطوا له.
ومما يبرّر قوّة هذا الاحتمال أن معظم أحداث المنطقة اليوم تدار مقاسمة بين أجهزة المخابرات -التي لا تتحدّث- والجماعات الإرهابيّة المجهولة التكوين والتمويل ظاهريًّا. أما الغاية الاستراتيجيّة التي يمكن قراءتها وسط هذه الفوضى فهي وضوح الحرص على أن تظل كل الدول الكبرى والمركزيّة في المنطقة في حالة انشغال واستنزاف حتى تكتمل الدوائر المخطّط لها. تأمل حال “العراق” وكيف أصبح مشغولاً بنفسه خارج المعادلات، وانظر إلى “مصر” وكيف تكسّرت الرماح على الرماح. وها هو ملف “اليمن” الجرح المفتوح. وهكذا هو حال بقية بلاد العرب بين جريح وكسيح. وخارج القوس العربي تجد “تركيا” تخرج من أزمة لتثور في وجهها أزمات.
قال ومضى:
من تألّم تكلّم