حكاية هواوي.. حافز الشباب السعوديّ لإنجازات عالمية

الأربعاء ٣١ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ٩:١٨ مساءً
حكاية هواوي.. حافز الشباب السعوديّ لإنجازات عالمية

المواطن- خضر الخيرات

نشرت صحيفة “المواطن“، اليوم، خبر حصول شركة هواوي الصينية على ترخيص لممارسة نشاطها التجاري بنسبة 100% في المملكة، ويتيح الترخيص الذي يعتبر الأول في المملكة لشركة تعمل في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، والأول لشركة صينية، بيع منتجاتها بشكل مباشر في السوق السعودية.

فقد تم اعتماد خطة عمل بين الهيئة العامة للاستثمار وشركة هواوي؛ نصت على إنشاء شركة هواوي مركز لعرض المنتجات الابتكارية، مع ترتيب مسابقة سنوية وربع سنوية في المملكة لتحفيز المواهب الشابة على الابتكار، وليصبح المركز منصة لعرض الابتكارات، واحتضان ورعاية الشركات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك إقامة مركز لكفاءات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات؛ يهدف إلى تدريب 4500 شخص خلال الثلاث سنوات القادمة من المهنيين المؤهلين في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، من ضمنها سيتم تدريب 900 شخص سعودي في مجال تقنية المعلومات، كجزء من المسؤولية الاجتماعية للشركة لتطوير الكفاءات السعودية في قطاع الاتصالات و تقنية المعلومات، وكذلك بناء صالة عرض لمبيعات التجزئة، إضافة لثلاثة مراكز خدمات.

ماهي شركة هواواي الصينية التي حظيت بهذا الترخيص الأول من نوعه خلال جولة يقودها الرجل الثالث في السعودية، ولي ولي العهد، وزير الدفاع، رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، الأمير الشاب محمد بن سلمان، قائد رؤية المملكة للمستقبل 2030؟.

خضرالخيرات .حكاية هواوي حافز الشباب السعودي لإنجازات عالمية

سؤال تبادر لذهني كمواطن سعودي تشكل له رؤية 2030 مستقبلاً جميلاً، ولعله تبادر لذهنك أخي القارئ الكريم.

ولكي نتعرف على شركة هواوي، وكيف بدأت وقصة نجاحها وماهي هواوي.. الآن دعني أعود بك لعام 1987 من ثمانينات القرن الماضي، حيث بداية تأسيسها على يد المهندس السابق بجيش التحرير الشعبي، رِن زتشنغفي، في مدينة شنزن، وهي الفترة التي دفعت الحكومة الصينية بخطط استراتيجية لتطوير البنية التحتية للاتصالات في الصين، وكان ضمن الجوانب المهمة في هذا التطوير، صناعة مفاتيح مقسم الهاتف، حيث كانت تعتمد الشركات الصينية في مجال الاتصالات على الشراكة مع شركات أجنبية، وكافة تقنيات الاتصالات في الصين مستوردة.

إلا أن شركة هواوي بدأت كشركة صينية لا تعتمد على الشركات الأجنبية برأس مال 3.5 ألف دولار أميريكي، وبدأت ببيع هواتف خاصة مستوردة من هونغ كونغ على مجال ضيق، ومع هذا ركزت على الاستثمار في مجال البحث والتطوير لصناعة تقنيتها الخاصة لتستطيع في عام 1990، البداية في تسويق مقسمات من صناعتها الخاصة في مجال ضيق يستهدف الفنادق والشركات الصغيرة داخل الصين.

ليكون قرار دعم الحكومة الصينية للشركات المحلية في عام 1996، نقطة التغيير في مسيرة هواوي، كونها الشركة الصينية التي لا تعتمد على الشركات الأجنبية وتعمل على الاستثمار في مجال البحث والتطوير، وهو ما يتوافق مع توجه الحكومة الصينية.

لتحدث تغييرات كبيرة على ترتيبها بين الشركات العالمية، حيث حققت مائة مليون دولار في نهاية العام 2003، وتحقيق توسع خارج الصين بمركز أبحاث في السويد، لتكون في عام 2010 ضمن أغنى خمسمائة شركة في العالم، بعد أن حققت أرباح تقدر بـ2.67 مليار دولار، ووصلت مبيعاتها إلى 21.8 مليار دولار؛ بحسب تصنيف مجلة فورتشن الأمريكية.

وتنتشر هواوي حاليًا، في أكثر من 140 دولة حول العالم، وتركز على البحث والتطوير ورعاية الابتكارات وبراعة الاختراع من الصين وخارجها، وتخصص لذلك مبالغ طائلة من عائداتها، وتضع معايير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في العالم، مع غيرها من الشركات العالمية.

وبالربط بين  تاريخ الشركة واهتمامها بالبحث والتطوير وبراعة الاختراع ورؤية المملكة 2030، وسعودة مجال الاتصالات في المملكة، والدعم المادي السخي الذي تقدمه الدولة، إضافة للتدريب لعمل الشباب السعودي من الجنسين في هذا المجال بالكامل، من كشك صيانة في محل جوالات، إلى أكبر ما يمكن تصوره، يتبادر لأذهاننا مستقبل عظيم يستطيع أن يضع أبناء المملكة بصمتهم على مستوى العالم، في مجال يعد من أهم جوانب إرتقاء الدول وصناعة الحضارات وانتصارها.

والأن، الدور على من يقول نحن لها، لتسرد الصحف بإذن الله، قصص النجاح العظيمة لشركات سعودية، بدأت من صغيرة لتكون عملاقة.