رئيس ديوان المظالم: نسعى للوصول لمحاكم إداريّة إلكترونيّة متكاملة

الإثنين ١ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ٥:٠١ مساءً
رئيس ديوان المظالم: نسعى للوصول لمحاكم إداريّة إلكترونيّة متكاملة

دشن رئيس ديوان المظالم، رئيس مجلس القضاء الإداري الشيخ الدكتور خالد بن محمد اليوسف، ظهر اليوم، حفل الخطة الاستراتيجية لديوان المظالم (1437هــ ــ 1442هـ)، بحضور رئيس المحكمة الإدارية العليا الشيخ إبراهيم بن سليمان الرشيد، ونائب رئيس الديوان الشيخ علي بن عبد الرحمن الحماد، وأصحاب الفضيلة القضاة؛ وذلك بمقر محكمة الاستئناف الإدارية بالرياض.

وقال المشرف على فريق إعداد خطة استراتيجية ديوان المظالم الشيخ إبراهيم المطرودي، في كلمته، إن التزام ديوان المظالم بالتخطيط الاستراتيجي ضرورة ملحة لمرحلة التحول القادمة، لما للديوان من دور ريادي في تحقيق العدالة، عبر أقضيته، والتي هي رسالته في المجتمع، وما يطمح إليه المجتمع منه من أن تكون أقضيته ناجزة عادلة مع التيسير في الوصول إليها قدر المستطاع.

وأضاف أنه وبعد صدور قرار رئيس ديوان المظالم رقم (1) لعام 1437هـ، القاضي بتشكيل فريق التخطيط الاستراتيجي، عمل الفريق على إعداد استراتيجية مبنية على الوضوح والشفافية، تم الأخذ بها، مشاركة مع منسوبي الديوان ومسؤولي الإدارات كشركاء نجاح في بنائها، امتداداً لعمل فرق التخطيط  في الديوان، وأن فريق التخطيط الاستراتيجي قام بعقد ما يربو عن 70 اجتماعاً، تم فيها العمل في كافة مراحل إعداد الخطة الاستراتيجية، كما تم تنظيم 20 ورشة عمل لمسؤولي الإدارات في عدة موضوعات تتعلق بالتخطيط الاستراتيجي والأهداف الاستراتيجية والمبادرات ومؤشرات الأداء، كما تم تنظيم ورش عمل أخرى لمنسقي الإدارات؛ بهدف التعريف بالتخطيط الاستراتيجي، ومتابعة تنفيذ الخطط التشغيلية، كما تم تحديد العوامل الاستراتيجية وتحليل البيئة الداخلية والخارجية، ثم صياغة الاستراتيجية التي تتضمن المحاور الاساسية: الرؤية والرسالة والقيم الجوهرية، والقضايا والأهداف الاستراتيجية، والمبادرات ومؤشرات قياس الأداء.

بدوره، قال رئيس ديوان المظالم، رئيس مجلس القضاء الإداري الشيخ خالد بن محمد اليوسف، إنَّ من نعمِ اللهِ علينا في هذهِ البلادِ المباركة أنْ وفَّقنَا للاستمساكِ بالوحيينِ، والالتزامِ بمنهجٍ إسلاميٍّ وسطٍ، لا غلوَّ فيهِ ولا جفاءَ، يحافظُ على الهُوِيَّةِ الإسلاميةِ ويعتزُّ بها، ويتطلعُ إلى النماءِ والتطورِ والمنافسةِ في ميادينِ النهضةِ والحضارةِ، إيماناً بأنَّه محل النجاح دائماً؛ لامتلاكِهِ مقوماتِه الحقيقيةِ، وأساسُها: الاعتصامُ باللهِ والتوكلُ عليهِ، ثمَّ العملُ الجادُّ الدؤوبُ.

وأكد د. اليوسف، أن الجميع يدرك أننا في بلادٍ مباركة اختطتْ للجدِّ والمبادرةِ طريقاً منذ نشأتِها، وابْتَنَتْ من هذهِ الصحراءِ دولةً كبرى، لها سيادتُها وهُوِيَّتُها، وما ذاكَ إلا لأنَّها أخلصت العمل لله وشعاراها التوحيد، واختارَتْهُ سبيلاً، وآمنتْ أنَّ همةَ الرجالِ تصنعُ المحالَ، فكانَ الملكُ عبدُالعزيز – طيَّبَ اللهُ ثراهُ – ورجالُه المخلصونَ، ثُمَّ أبناؤُه البَرَرَةُ الأوفياءُ، فالكلُّ منهم بَانٍ وسَاعٍ، حتى وصلت إلى مجدها بقيادتها الرشيدة “ومنْ يعتصمْ باللهِ فقدْ هُدِيَ إلى صراطٍ مستقيمٍ”.

ونوه اليوسف بما تعيشه المملكة اليومَ في عهدٍ من التنميةِ الذي يقودُ مسيرَتَهُ خادمُ الحرمينِ الشريفينِ الملكُ سلمانُ بنُ عبدِالعزيزِ -حفظهُ اللهُ ورعاهُ-، لِيَمتدَّ ماضي الهمةِ والعطاءِ، بخِطَطٍ تستشرفُ المستقبلَ وتتطلعُ إليهِ، وتنطلقُ من الهوية الإسلاميةِ والعربيةِ، لتصلَ إلى تحقيقِ العالميةٍ في شتى الميادينِ، وهو ما عبرتْ عنهُ (رؤيةُ ٢٠٣٠).

ولفت معاليه إلى الدور المنوطَ بديوانِ المظالمِ، ومسؤولياتِنَا التي نتقاسَمُها جميعاً: قضاةً وأعوانَ قضاةٍ، ما تُوليهِ قيادتُنا الحكيمةُ لهذا الصرحِ القضائيِّ من مساندةٍ ودعمٍ، وما يتطلعُ إليه أطرافُ الدعوى للوصولِ إلى قضاءٍ عادلٍ، مبيناً أن تلكَ المسؤوليةُ وهذا الواجبُ كما أنه مصدرُ اعتزَازِنَا، فهو أمانةٌ علينا أنْ نسعى لأدائِها أحسنَ الأداءِ، وأنْ نعملَ مثابرينَ لأجلِهَا؛ وذلكَ بتطويرِ أدواتِنَا وإجرَاءَاتِنَا القضائيةِ، تحقيقاً للرؤية الطموحة لهذه البلاد المباركة.

وقال رئيس ديوان المظالم: إنَّ رؤيةَ (2030) تخاطِبُنَا جميعاً بوصفِنَا أولاً مواطنينَ: بأنْ نكونَ طموحينَ وإيجابيينَ في سلوكِنَا، وأنْ نؤمنَ بأنَّنَا قادرونَ -بتوفيقٍ منَ اللهِ- على تحقيقِ تطلعاتِ تلكَ الرؤيةِ… كما أنَّها تخاطِبُنَا ثانياً بوصفنَا منتمينَ لهذا الصرحِ القضائيِّ: بأنْ ندعمَ قنواتِ التواصلِ الايجابية، وأن نكثفَ التدريبَ، ونطورِ من مواردِنَا البشريةِ، وأنْ نستثمرَ التقنيةَ الاستثمارَ الأمثلَ، لنصلَ إلى محكمةٍ إلكترونيةٍ متكاملةٍ، بقيمٍ عاليةٍ؛ تتمثلُ بالعدلِ، والاستقلالِ، والمشاركةِ، والريادةِ، والتحسينِ المستمرِ، واستثمارِ رأسِ المالِ البشري، والبيئةِ المحفزة.

وأضاف أنه تمَّ تكليفُ نخبةٍ من أصحابِ الفضيلةِ والسعادةِ، من قضاةِ الديوانِ وقياداتِهِ، ومستشارينَ وخبراءَ؛ لإعدادِ خِطَّةٍ إستراتيجيةٍ لديوانِ المظالمِ، ترتكزُ على الخِطَطِ التَنْمَوِيَّةِ للملكةِ العربيةِ السعوديةِ، وتنبثقُ من رؤيتها (عشرينَ ثلاثين)، وتدركُ خصوصيةَ العملِ القضائيِّ في ديوانِ المظالمِ، مؤكداً أننا نحتفي بمنسوبي الديوانِ أجمع، وبما قاموا به من جهودٍ نتجت عن لقاءَاتٍ وورشِ عملٍ بحرصٍ ودأبٍ -يشكرُ عليه- منسوبي الديوانِ جميعاً بشكلٍ عامٍ، وفريقُ العملِ بشكلٍ خاص؛ حتى اكتملتْ خِطَتٌكم خِطَةُ ديوانِ المظالمِ الإستراتيجيةِ، والتي رُسمتْ أهدَافُها بإتقانٍ، وحددتْ مهامُ إداراتِهَا المختلفةِ بدقةٍ.

وذكر أن هذهِ الخِطةَ الاستراتيجيةَ لديوانِ المظالمِ تمثلُ مرحلةً جديدةً في ديوانِ المظالمِ، تنقلهُ من العملِ القضائيِّ الإجرائيِّ الذي يؤدِّي الواجبَ، إلى عملٍ قضائيٍّ يستشرفُ واجبَهُ المستقبليّ، ويتطلعُ إلى الريادةِ في القضاءِ الإداريِّ، مشيراً إلى أن هذه المرحلةُ تحدِّدُ مهامّنَا جميعاً بأنْ نعملَ وِفْقَ رؤىً واضحةٍ، وضمنَ أهدافٍ محددةٍ، لنصلَ جميعاً إلى تحقيقِ تطلعاتِ الخِطَّةِ الإستراتيجيةِ لديوانِ المظالمِ، والتي هي جُزْءٌ منْ رؤيةِ (2030).

بعد ذلك دشن معالي الرئيس، الخطة، إيذاناً لها بالبداية بما يستشرف مستقبل الجهاز، ثم كرم معاليه فريق إعداد الخطة الاستراتيجية، متمنياً لهم دوام النجاح، داعياً لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله -، بدوام التوفيق والسداد على دعمه لمرفق قضاء ديوان المظالم، ولولي عهده الأمين الأمير محمد بن نايف، ولولي ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهم الله -.