علي الموسى يكتب عن شيلة تقتل مواطناً وكتائب “الهياط” بالسيوف والأسلحة

الأحد ٢١ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ١١:٣١ صباحاً
علي الموسى يكتب عن شيلة تقتل مواطناً وكتائب “الهياط” بالسيوف والأسلحة

المواطن – الرياض

سلط الكاتب السعودي علي الموسى في مقال نشر في صحيفة “الوطن” اليوم الضوء على حادثة القتل التي حدثت في صالة أفراح بخميس مشيط , متسائلاً : من الذي يجرؤ على أن يصدح بكلمة الحق في مكان عام أو خاص أو مغلق، تتمنطق فيه كتائب هذا “الهياط” بالسيوف والأسلحة البيضاء والنارية؟

وفيما يلي نص المقال :

فجع المجتمع السعودي مساء ما قبل البارحة بقصة مأساوية لحفل فرح وزواج تحول إلى عزاء ومأتم. تفاعل هذا المجتمع مع الهاشتاق في العنوان بعاليه بكل أطيافه وشرائحه الفكرية والعمرية حتى لتكاد تجزم بأننا نقول ما لا نفعل. تبادل أخبار المأساة بكثافة ولكن: تثبت البراهين أننا مجرد “هاشتاق” لفظي وقتي “لحظوي”، ولكن بلا أخذ للعبرة في المخرجات والنتائج. عرفت القتيل -رحمه الله- طالباً يسبقني بعامين في مدارس مسقط رؤوسنا الأولية، فكان عصامياً طموحاً، ويحزنني جداً جداً أنه مات هكذا بسبب كلمة حق وصدق قالها في محفل. تعلمت من هذا الدرس القاسي ألا أقول كلمتي مهما كانت بيضاء في حفل عام به من المشارب والفئام ما يصل إلى حد الاضطراب النفسي، وهنا لا أتحدث عن مجرد “قاعة” شاردة، بل عن كل قاعة من الطوال إلى رفحاء ومن القطيف إلى ينبع.

إنها أمراض “الطارئ” على ثقافتكم عادت إليكم. لا تقولوا أبداً إن الخلاف على “شيلة” هو السبب وحده، فأنا من قبل أقول إنها اكتساح مريض مختل لتربيتنا وثقافتنا مثلما هي تدريب على الهياط والدرباوية، بل أكثر من هذا سأقول بوضوح إنها رقصة ممنوعات ومنشطات.

تعالوا نكاشف أنفسنا بكل جلاء وصراحة: من هو الذي يجرؤ على أن يصدح بكلمة الحق في مكان عام أو خاص أو مغلق، تتمنطق فيه كتائب هذا “الهياط” بالسيوف والأسلحة البيضاء والنارية؟ من هو الذي أدخل إلينا هذه الثقافة المريضة حتى أصبح إهداء الأسلحة في صالات الأفراح يتم على العلن المكشوف في بيئة تعرف أعراف أهلها وتقاليدها التاريخية يوم كان السعودي الأصيل “ينفع” رفيقه وصديقه في زمن الحاجة بريالين.

من هو المواطن أو حتى رجل الأمن الذي يستطيع أن يقول كلمة الحق أو تفعيل القانون في وجه أرتال هؤلاء المراهقين الذين “يحتزمون” المسدسات علناً في الشوارع والإشارات وأمام نقاط التفتيش الأمنية؟

من هو الذي أضعف مدير المدرسة المتوسطة ومعلم الصف الثانوي إلى الدرجة المخيفة التي لا يستطيع معها تفتيش حقائب الطلاب، حيث تقول التقارير إن 10% من هذه الحقائب السوداء تذهب للمدارس بسكاكينها القاتلة؟ صاحبي وزميل مدرستي القديم لم يقتله الخلاف على “شيلة” بقدر ما قتلته هذه الثقافة الدخيلة.

من هو الأب الذي ربى ودرب ولده على احترام المجتمع وتقدير الكبير واحترام طالب العلم أو حتى على النقاش المؤدب في كل قضية نختلف حولها في الهدف والرأي.

سأختم برقمين مذهلين لبحث أكاديمي استقصائي لأستاذ علم اجتماع: 18% من الآباء أجابوا بأنهم يخشون من أبنائهم المراهقين عند كل اختلاف.

32% من الآباء غير متأكدين أن أولادهم أو بعضاً منهم متعاطون أو مدمنون، بعدها تحدثوا بما شئتم عن السيف والمسدس في الشوارع أو بأيدي مثل هؤلاء في حفلة زواج.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • محمدبن منيعه

    كفوووووووو والله إنك ماقلت الا الصواب الله يكتب أجرك

  • سعيد

    ياليت احد يقراء ويستفيد من الاكاديميين واصحاب الفكر ام نبقى في نفس المكان.…؟

  • محمد سعد ال شريف

    اشكرك يااستاذ علي الموسى كلام في الصميم لماذا لاتطبق الانظمه بحق المخالفين في نظام حمل السلاح وخاصه المسدسات للمراهقين

  • عصام هاني عبد الله الحمصي

    الشيله لم تقتل مواطناً وإنما القاتل هو المربي الأعظم ومن وفر بيئة الجريمة إبتداء من المربي الفاضل الأقرب تأثيراً ثم المجتمع المحيط بنفذ الجريمة وإليك يعض الأسئله 1 ـ ( من وفر السلاح ومن وفر ذهاب العقل وما هي الضغوط الإجتماعية لسبب البهجة العنقاء أو الزعل الأحمق لدرجة فقد الإدراك لمنفذ أو لمنفذي الجرايم ) أليس من الصدق والشجاعة ذكر الواقع المؤلم 2 ـ هل عالجت مسببات وبيئة الجريمة 3 ـ هل عالجت العقاب والجزاء وردع وضيبط القيم السلوكيه الأخلاقيه 4 ـ هل عالجت التوجيه المعنوي المسلكي قبل المعالجه المادية حتى لا يتضضر المجتمع بسبب عدم التقبل لمخالفات العادات والتقاليد 5ـ هل حددت المسؤليه الإداريه ذات القوة والسلطان في ضبط التوجيه المعنوي والتمهيد للنعرات الإجتماعيه …. ما يجب أن تعرفه أيها الكاتب أنك محب لوطنك ومقالك مقال الساعه وتشكر عليه ولكم هل هناك من ينفذ للوقايه الأمنيه الإجتماعية ومنها : 1 ـ التفتيش على الإستراحات بشكل مفاجىء 2 ـ منع السلاح وسحبه وعدم السماح له إلا للضروره 3 ـ وقف النعرات الإجتماعيه وبالذات القبليه التي لا يحمد ( عقباها ) 4 ـ إعادة صياغة الجزاء والعقاب كل فترة بما يتناسب مع تطور المجتمع سواء طلبه ( سن المراقه ) أم غيرهم 5 ـ تنفيذ الفعلي والتفتيش لعابرين الطرقات ليلاً بساعات محددة 6 ـ ما هو وضع الأجهزة الكاشفه للمخمورين بنقاط التفتيش وسيارات النجده ( حول الإستراحات والمزارع ) ولماذا لا نراها حتى الآن 7 ـ عدم خروج المخمورين ومتعاطي المخدرات بكفاله إلا بعد تسليمهم لمصادر بضاعة إستخدامهم 8 ـ تنفيذ جزاء العقوق لمتحي أولياء الأمور وكذلك الأنظمة وخاصه المقننه التأديبيه 9 ـ إيجاد بدائل نظاميه لإشباع الرغبات تؤدي الى الفرح والبهجه ومنها إشتراط عدم إطلاق نار من أهل الزوج والزوجه 10 ـ إستمراريه التوجيه المعنوي بمختلف الوسائل لرفع درجة الإدراك الفكري . هل تدري أيها الكاتب أنك جيت بوقتك وموضوعك موضوع الساعة وهل تدري أن القربه المخرومه يضيع الماء منها وهل تدري أن هذا الموضوع يتطلب الشدة والصرامه من ولي الأمر وبالذات أطلاق نار وعندما يكون طالق النار من مجموعة مشبوها ويتحرك تحت ستار أفراح وما ( أكثر من يتخذ بعض الأمور ستاراً ) إنه موضوع الساعه وشكراً للكاتب ..

  • ابو مهند علي

    المقال رائع جدا وضع فيه الكاتب يده على الجرح وكذلك المعقب عليه. اطالب فعلا بالحزم والاستفادة مما كتب اعلاه وفق الله الجميع وادام لنانعمة الامن .