قصة وفاء .. سعودي ستيني يبعث رسالة لزوجته من جبال الهمالايا !

السبت ١٣ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ٢:٤٧ صباحاً
قصة وفاء .. سعودي ستيني يبعث رسالة لزوجته من جبال الهمالايا !

المواطن- حسين المصعبي- وليد الفهمي

وفاء العشرة كلمة يعرفها الكثير من الناس، البعض يجحدها وينكرها، والبعض يعرفها ولا يلقي لها بالاً، والبعض يوصلها للطرف الآخر بطرق تقليدية وبسيطة للتعبير عن حبه لمن قضى معها معظم حياته.

فلم تعد بعد الآن قصة عبلة وعنتر التي ألفت فيها الكتب وتغنى في الشعراء وصنعت لها الأفلام هي المثال الوحيد الذي يضرب فيها الأمثال في الحب والوفاء.

كبر العمر لم يكن عائقاً له في إيصال رسالته، وتقاعده من العمل لم يكن نهاية لمغامراته، فلم تكن بعد المسافة حجر عثرة في وجهه، بل أوحت له بإيجاد طريقة فريدة من نوعها للتعبير عن وفاءه الذي قضاه في كنف الحب.

يشعر البعض باليأس بعد أن يمر بمراحل انخفاض في مسيرة حياته، الكثير والكثير من الناس يستسلم للضعف الذي يمر به، ونادرا جدا من يقاوم ويعيش كل لحظة في حياته يمارس فيها ما يجدد وينعش له جمال الحياة ونعيمها ليبني لها أبراجا يبدأ بها حلما وذكريات جديدة.

استغل فترة التقاعد لتكون نقطة ارتكاز ليمارس منها هواياته التي يميل لها، ألا وهي الهايكنق وهو المشي الجبلي، والذي لم يكن في أحد جبال المملكة بل قطع مسافات ليست بالقصيرة من أجل أن يوصل رسالته.

محب وفي غامر ليبعث رساله نادره، القليل من يعرض حياته للخطر ويقاوم كبر سنه من أجل أن يوصل رساله كان بالإمكان إيصالها كما يفعل البعض من مكان تواجده في منزله، إلا هذا المحب والذي من مواليد 1368هـ أوصلها بطريقة مختلفة.

أحمد محمد الغامدي رجل من سكان بني كبير بالجرشي بمنطقة الباحة يبلغ من العمر 69 عاما أب لعدد لأربعة من الأبناء وأربعة من البنات، إنطلق من منطقة الباحة مسافراُ إلى أعلى العالم بجبال الهمالايا ليوصل رسالتين أحدهما رسالة حب ووفاء لزوجته والتي قضى معها 42 عاماً والتي كانت بمثابة روح الأمل لدى هذا المغامر، ووقفت بجانبه وحملت مسؤوليه البيت والأبناء على عاتقها فترة غيابه لممارسة هوياته. وأخرى لتجديد البيعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز- حفظه الله-.

يقول الغامدي ” أبو فهد” في تصريحه لـ ” المواطن” إستغرفت 8 أيام صعودا للجبل وخمسة أيام نزولاً، قطعت خلالها 140 كيلو صعودا ونزولا ما يقارب 5600 متر عن سطح البحر، حيث لم يتبق من القمة سوى ما يقارب أقل من 3000 متر ، لإيصال رسالة لزوجتي عرفانا للتعبير عن مدى حبي لها والتي ساعدتني في مشوار حياتي، وشجعتني لممارسة هواياتي والمتمثلة في المشي الهايكنق وصعود الجبال.

ويضيف ” أبو فهد” في الوقت نفسه أحببت أن أوضح للعالم بأن المرأة مخلوقة تمثل الكثير لنا في حياتنا، فهي بمثابة جوهرة يجب على الكل إحترامها وتقديرها لما لها من دور كبير في حياتنا ولما تحمله على عاتقها من الكثير في التربية والعمل يصعب التخلي عنها.

وعن تفاصيل رحلته يقول: ” إنطلقت من العاصمة النيبالة “كتماندو” لمدينة “لوكلا” والذي يقع فيها أعلى مطار في العالم وله مخاطر في النزول والطلوع لقصر مدرج المطار. أخذنا قسطاً من الراحة لمدة ساعتين بعدها بدأنا المشي على الأرجل وبعد كل أربع ساعات نتوقف لتناول الأكل طيلة أيام رحلتنا حتى تمكنا من الوصول للنقطة المسموحة قبل القمة.

وعن طبيعة المنطقة يقول ” أبو فهد” تتميز المنطقة بالجمال الطبيعي الرباني الذي يبهر كل من يزوره إلا أن الفقر الذي يعانيه النيبالين سكان تلك المنطقة فاجأني، فكيف لمثل تلك المنطقة يعاني سكانها من الفقر. مشيراً إلى أن جبال الهمالايا تسكنها قبيلتين وهي قبيلة “الشيربا” وقبيلة “ري” .

وبين “أبو فهد” لـ ” المواطن”  بأنه لم يصل إلى قمة إيفرست كما يعتقد البعض وذلك بسبب أن القمة في فصل الصيف تقفل ، وذلك نظراً لذوبان الجليد والذي يشكل خطراً على المتسلقين، كما أن صعود للقمة يفتح فقط في فصل الشتاء فقط ولمدة ثلاثة أشهر، ويحتاج لما يقارب شهرين تدريباً لتكيف الجسم مع الأكسجين ،بالإضافة إلى أن تكلفة الصعود تتطلب مبالغ طائلة تصل لأكثر من مائتين ألف ريال.

 

المغامر الغامدي