هنا.. نص رسالة شكر أرسلها أردني لسعودي أنقذ حياة أسرة

الأحد ٢١ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ١٠:٢٣ مساءً
هنا.. نص رسالة شكر أرسلها أردني لسعودي أنقذ حياة أسرة

المواطن – متعب النماصي

وجّه المواطن الأردني، محمد يوسف الزيادي، رسالة شكرٍ لمواطن سعودي ساهم في إنقاذ حياة أسرة أردنية تعرّضت لحادث سير في محافظة دومة الجندل بمنطقة الجوف.

وأشاد الزيادي، في رسالته التي عنونها بـ”مواقف كرم نعجز عن شكرها”، بالموقف الإنساني النبيل والكرم العربي الأصيل وبالقيم السامية لذلك السعودي.

وكان نص الرسالة:

بِسْم الله الرحمن الرَّحِيْم

(مواقف كرم نعجز عن شكرها)

أمتنا بخير…. اكمل قرائتها…

سمعنا في أخبار الأوائل من سلف أمتنا قصصًا عن مكارم الأخلاق والشيم والطباع بما يكاد يكون ضربًا من الخيال… وسمعنا عن أشخاص ضربوا المثل وضُربت بهم الأمثال في المكارم والحلم وحسن الخلق من هذه الأمة في جاهليتها وإسلامها، وكانوا يتفاخرون بالكرم، ويتسابقون في ميادينه، وممن ذكرهم التاريخ لنا، واشتهر على كل لسان وضُربت بكرمه ومكارمه الأمثال حاتم الطائي الذي لا يذكر اسمه إلا مقرونا بالكرم. ومما يؤثر عنه في ذلك ما ذكره التنوخي في المستجاد قال: إن رجلًا سأل حاتم الطائي، فقال يا حاتم هل غلبك أحد في الكرم؟ قال نعم غلام يتيم. وذلك أني نزلت بفنائه وكان له عشرة رؤوس من الغنم، فعمد إلي رأس فذبحه وأصلح لحمه وقدّمه إلي. وكان فيما قدّم الدماغ، فقلت طيب والله، فخرج من بين يدي وجعل يذبح رأسًا بعد رأس ويقدم الدماغ، وأنا لا أعلم فلما رجعت لأرحل نظرت حول بيته دمًا عظيمًا، فإذا هو قد ذبح الغنم بأسرها. فقلت له لِمَ فعلت ذلك؟! قال يا سبحان الله تستطيب شيئًا أملكه وأبخل عليك به، إن ذلك لسُبّه على العرب قبيحة. فقيل يا حاتم فبماذا عوضته؟ قال بثلثمائة ناقة حمراء، وبخمسمائة رأس من الغنم. فقيل أنت أكرم منه، قال هيهات، بل هو والله أكرم، لأنه جاد بكل ما ملك، وأنا جدت بقليلٍ من كثيرٍ.

ومن الأجواد المشاهير في الجاهلية أيضًا عبدالله بن جدعان، وكانت له جفنة يأكل منها الراكب على بعيره ووقع فيها صغير فغرق، وذكر ابن قتيبة أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: [لقد كنت أستظل بظل جفنة عبدالله بن جدعان صكة عمَىِّ] أي وقت الظهيرة..

ويروى أنه جعل مناديًا ينادي كل ليلة على ظهر الكعبة أن هلموا إلى جفنة ابن جدعان. ومنادٍ آخر يسير نشطًا مسرعًا في طرقات مكة، فقال أمية في ذلك شعرًا:-

له داع بمكـة مشمعـــــل *** وآخر فـوق كعبتهــا ينـــــادى

إلى روح مـــن الشيـزى مـلاء *** لبــــاب البـــر يلبك بالشهاد

والعرب في جاهليتهم قدروا معنى الإنسانية الحقيقية بتقديم ما يحفظ على الإنسان حياته أو يسد رمقه أو يروي غلته، ولذلك عظموا الكرم وإطعام الطعام ووصفوا بالكرم عظماء القوم، وكان الكرم في مقدمة الفضائل والخصال التي يحرص، ويحب العربي أن يتحلى ويُوصف بها؛ بل إنهم كانوا لا يسودون عليهم إلا الكريم.

وجاءهم الإسلام ورسالته.. جاء الدين الحنيف بقيّمه وتعاليمه الكريمة معظمًا للكرم مادحًا للكرماء ذامًا للبخل والشح، غارسًا قيمه الشريفة في النفوس، فازداد المؤمنون كرمًا إلى كرمهم، وأصبحت غايته بدل التفاخر والمباهاة إرضاء الله تعالى الذي أمرهم بالإنفاق من رزقه..

قال تعالى: (وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السموات والأرض أُعدت للمتقين الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين) – آل عمران (133 – 134)، وقال تعالى: (إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرًا وعلانية يرجــون تجارة لن تبور) – فاطر (67)، وقال: (لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم) – آل عمران (92)، وقال: (مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم) – البقرة (261)، (وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنت لا تظلمون) – البقرة (272)، (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى) – الليل (5 – 10). كما ثبت عن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أنه قال: [لا يجتمع شح وإيمان في قلب عبد أبدًا] – صحيح الجامع (7616)، وفى حديث آخر [شر ما في رجل شح هالع وجبن خالع] رواه أبو داود وفي حديث آخر [اتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم] رواه مسلم.

فأصبح الكرم طبع كل مسلم من عرب وعجم ومظهرًا من مظاهر تعبدهم، وأخذوا يفعلونه عبادة من عظيم عبادات الإسلام، وأصبح أمرًا طبيعيًا في حياتهم لا يستغربه ولا يستهجنه إلا من لم يترب على قيم الدين والعقيدة. إن المؤمن إذا جاد فإن الإسلام علمه أن يجود لله، وفي ذلك يقول الشاعر:

ليــس يعطيـــك للرجـــاء أو الخـــــوف *** ولكــــــن يلـــــــذ طعـــــــم العطــــاء

ومع ذلك سمعنا عمن فاقوا غيرهم من أهل الكرم، ومنهم الصحابة الكرام والسلف الصالح، وممن ذكروا وفاقوا أهل زمانهم مع أن الكل كان كريمًا.. أسماء ذكرت كثيرة لا يتسع المجال لذكرها، وقيلت فيهم الأشعار واشتغلت برواياتهم أهل الأخبار حتى ذكروا من فعالهم ما لا يكاد يصدقه أهل زماننا.

اليوم قابلت رجلًا منهم… ولمّا رأيته وعلمت ما قام به من فعل طيب نزر نظيره ومكرمة عز وجود من يقوم بمثلها تخيلته قدّم لنا مارًا عبر نفق التاريخ المجيد ليجسد لنا صورة كرام تاريخنا العظماء ليصدق أناس عصرنا روايات الكرم والسخاء التي رويت عبر صفحات التاريخ والمجد الشريف لرجال أمة حقًا كانت خير أمة أُخرجت للناس.. ولما تقدّمنا له بالشكر من باب من لا يشكر الناس لا يشكر الله.. قال كلمات تدل على أصالة طباع نفس سليمة لم تلوثها معطيات قيم ما يُسمى زورًا بالتحضر والاستغراب باتباع قيم الإفرنج.. قال أخواني لا يُشكر الإنسان على فعل ما يجب عليه فعله تجاه أخوته وبني أمته.. وإلا كيف تريدون منّا قيادة الأمم إن لم يشعر بعضنا ببعض.. أليست مهمتنا في العالمين قيادة الشعوب والأمم إلى الله تبارك وتعالى.. وإلا بماذا سنقودهم.. أليس بالقيم السامية والهمم العالية .. كلمات هزت أعماقي وأعماق الحضور من مسلم عربي بدوي يتمثل قيم الإسلام ومفاهيمه ورسالته العالمية للعالمين، ويدرك مسؤوليته، ويشعر بها وينفذها عملًا لا مجرد أقوال.. وأما ما قام به هذا الرجل الطيب الكريم هو أنه حصل حادث سير يوم الجمعة الماضي، وانقلبت سيارة بابن خالي- رحمه الله- فتوفي فورًا، وكان معه عائلته من زوجة وأطفال تعرّضوا لكسور وأخطرها الزوجة الحامل في الشهر الخامس، والتي أصيبت بعدة كسور في جسمها، مما يمنعها من حركة وتعقدت عملية إخلائهم من منطقة دومة الجندل إلى الأردن؛ فهب مسرعًا لنجدة إخوانه وأهله من بني دينه وعقيدته ومنعته غيرته من التقاعس والتكاسل؛ فلبى نداء النخوة والحمية لله والغيرة على امرأة مسلمة وأطفالها؛ فنقلهم بسيارته بعد أن جهّزها بوسائل الراحة للمرضى والمصابين، وما يضمن سلامتهم في الطريق الطويل الذي يزيد عن ستمائة كم ووصل بها فجر اليوم الماضي إلى أحد مشافينا المعروفة والذي لم يدخلها طبعًا هي وطفلة لها تعاني من كسر في الجمجمة إلا بتأمين مبلغ ستة آلاف دينار أردني.. هذا الرجل هو الشيخ أبو حمود حماد حمود الجميد من قبيلة السرحان بدومة الجندل في السعودية.

المواطن الأردني محمد يوسف الزيادي

وتواصلت “المواطن”، مع السعودي حماد حمود الجميد، الذي ذكر أن الذي فعله أمر واجب ديني وإنساني، مشددًا على أن هذا معروف بين الناس وما فعله يفعله الكثير، ولكن موضوعه وصل لناس يقدرون المعروف بين الناس وقاموا بالشكر من مبدأ “مَنْ لا يشكر الناس لا يشكر الله”.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • جروح شمر

    والله والف الف نعم بالجميد خصوصاً وقبيلة السرحان عموماً فهم اهلاً للكرم والنخوه والنعم فيكم انتم ايضاً يالنشاما

  • ابو عبدالعزيز

    ما هي غريبه من ابوحمود كفو وربي يعزك??

  • غير معروف

    والله وسبعه انعام بابو حمود والله يجزاه خير

  • عقلاء الخاتم

    حماد الجميد السّرحاني ليس نبتةً هُلاميّة فهو نسلُ المكارم من ( هل البويضا) اللتي تُعدّ هذه من اقل مايُقدّم وجزآءُ الإحسان من الأخ الزيادي الزيّادي كان علامةَ وفآء من نشامى الأُردن الحقيقيين لامَنْ غزوا الأردن بقضّهم وقضيضهم ،، مع التحيّه

  • يوسف الرويلي

    والله ونعم ب قبيله السرحان ولهي غريبه علي الطيب حمّاد حمود الجميد

  • سلطان الدهام

    كفو وبيض الله وجهك يوم تبيض وجوه وتسود وجوه

  • نصر العودات

    العم أبو حمود لك منا كل الاحترام والتقدير من الأردن ومن المغير راحوب اربد كفو والله وهذه من طيب أصلك

  • أبو الفهد السرحاني

    ونعم بأبو حمود أهل النخوة والشهامة وماهي غريبة على أهل الجوف كلهم وهو من عائلة كريمة عُرف عنهم الكرم والجود لاسيماً إغاثة الملهوف حمائد وعادات العرب الأصيلة الراسخة