30 ألف مستفيد من كرسي خالد الفيصل لتأصيل الاعتدال

الأحد ٧ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ١٠:٢٤ مساءً
30 ألف مستفيد من كرسي خالد الفيصل لتأصيل الاعتدال

المواطن – حسن عسيري

اطّلع مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، على خطة تحويل كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي لمركز للاعتدال يحارب التطرف والغلو بكل أشكاله وأنواعه.
وخلال الاجتماع الذي ترأسه أمير منطقة مكة المكرمة في مكتبه بجدة، الأحد، لتحويل الكرسي إلى مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال، أكد سموه أن الدين الإسلامي قائم على الوسطية، مضيفًا: “إننا في الوقت الراهن أحوج ما نكون إلى الاعتدال، سيما وأن الأفكار الهدامة والتيارات بكافة أشكالها وصورها تعصف بالأمة العربية”.
وشدّد الأمير خالد الفيصل على أهمية الاستفادة من أبحاث الكرسي، وتحويلها لبرامج وعمل ميداني ومبادرات، لتحقق أهداف الكرسي الرامية لمحاربة الغلو بكافة أشكاله، وتعمل على ترسيخ الاعتدال في نفوس الشباب وعامة الناس.
واستعرض أمير منطقة مكة المكرمة جهود كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي خلال الفترة الماضية، وإسهاماته في محاربة التطرف والغلو، والتي حاز على ضوئها بجائزتين محلية وأخرى إقليمية، تقديرًا وعرفانًا لجهوده في نشر قيم الاعتدال والوسطية ومحاربة التطرف والإرهاب.
وبحسب العرض المقدم، فقد اعتمد الكرسي استراتيجية على التأصيل العلمي والبناء المعرفي في نشر الاعتدال ونبذ التطرف، مستندًا في ذلك على ثلاث محاور؛ هي: البحث العلمي البالغ مجموع أبحاثه 72 بحثًا علميًا، و 6618 صفحة في موسوعته العلمية، ومحور التدريب والتأهيل لأكثر من 30 ألف مستفيد من الشباب والفتيات، ومحور الأدلة التربوية والمناهج التعليمية، المتمثل في مشروع منظومة الاعتدال وأدلة نشاطات الاعتدال التربوية.
وتطرّق العرض إلى أهداف إنشاء الكرسي ويأتي في مقدمتها مبادرة وتوجيه الأمير خالد الفيصل إلى ضرورة مواصلة الجهود في نشر الاعتدال، ومحاربة الفكر المتطرف في المجتمع السعودي، إلى جانب المتغيرات العالمية المعاصرة والظروف المحيطة بالمنطقة، والمتمثلة في تحديات محاربة التطرف ونشر الاعتدال، جراء النمو المتزايد لتيارات التطرف والإرهاب خارج المملكة، ومحاولتها اليائسة لغرس جذورها الفاسدة في فكر الشباب السعودي.
وسيوسع المركز بحسب العرض، نطاق الجهود التي بذلها كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي في نشر ثقافة الاعتدال والتعريف بالمنهج المعتدل للمملكة في شتى المجالات، إضافةً للحاجة إلى توعية الشباب بخطر التطرف الفكري وأثره على الانتماء الوطني وتماسك الوحدة الوطنية والنسيج الاجتماعي للمملكة، لاسيما في ظل تعرُّض فئة الشباب عبر العالم الافتراضي للكثير من المحاولات الرامية إلى التجنيد والتحريض وكسب تأييد المتطرفين والإرهابيين.
وسيكثف المركز  الجهود التوعوية والوقائية وتضافرها في مجال نشر الاعتدال ونبذ التطرف والإرهاب بكافة أشكاله بين أفراد المجتمع السعودي، لاسيما أن المساحة الجغرافية للمملكة تفرض مزيدًا من الجهود في هذا السبيل، وتعزيز المواجهة الفكرية للفكر المتطرف الإرهابي عبر وسائل متطورة وآليات حديثة في مجال التوعية الوقائية وحماية الشباب والفتيات من الأفكار المنحرفة والمتطرفة.
وبعد تحويل الكرسي إلى مركز؛ فإنه سيواصل تحقيق أهدافه بإلقاء المزيد من الضوء على منهج الاعتدال السعودي منذ تأسيس المملكة، والعمل على غرس مفهوم الاعتدال بين أبناء وبنات المملكة من النشء والشباب والكبار، إلى جانب الإسهام في تعزيز قيم الاعتدال، وتعميق روح الانتماء للوطن، ورصد وتوثيق جهود رموز الدولة السعودية منذ إنشائها وحتى هذا الوقت الحاضر في مجال تعزيز الوسطية، بالإضافة للإسهام في رفع الوعي المجتمعي وثقافته في مجال الاعتدال السعودي.
وسيتولى مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال مواصلة الجهود التي بذلها الكرسي لتأصيل منهج الاعتدال السعودي منذ تأسيسه، واستقطاب أكفأ الباحثين من أجل الإسهام في تحقيق أهداف المركز، وإجراء البحوث العلمية والدراسات المتخصصة في مجال نشر ثقافة الاعتدال وكشف أساليب الجماعات المتطرفة والإرهابيين، فيما سيركز على إجراء البحوث الميدانية والدراسات الحقلية لتعزيز منهج الاعتدال والوسطية الذي تنتهجه المملكة منذ تأسيسها، والتنسيق مع الجهات المعنية من أجل إمداد المناهج الدراسية في التعليم العام والتعليم العالي بأحدث الأساليب الجاذبة للبناء المعرفي الذي يتسم بالاعتدال.
وسيعقد المركز بعد تأسيسه ورش عمل وحلقات نقاش حوارية مع الشباب من الجنسين في مختلف مدن المملكة، لتعريفهم بسمات الاعتدال وفي الوقت نفسه بمخاطر التطرف الفكري وأهمية الانتماء لهذا الوطن، الذي يتبنى الفكر الاعتدالي والوسطي الذي هو من سمات الإسلام، وتعزيز كل ذلك في نفوسهم، كما سينظم محاضرات وندوات ومؤتمرات وبرامج تسهم في تعزيز ورفع درجة الوعي في المجتمع السعودي تجاه المخاطر والتحديات المحتملة.
وسيركز مركز الأمير خالد الفيصل للاعتدال على الشباب من خلال المسابقات والملتقيات الطلابية والمهرجانات الشبابية للوصول إلى جيل معافى تمامًا من خطر الأفكار الضالة والتوجهات المنحرفة، وعليه سيتم رصد الرؤى الشبابية في مجال اهتمامات المركز، وطرحها على طاولة الحوار، ومناقشتها بالموضوعية المطلوبة، للوصول إلى إنجازات فكرية يكون مرجعيتها المركز.
كما سيتولى المركز إصدار المطبوعات ذات السمة التوعوية الثقافية، إسهامًا من المركز في رفع درجة الوعي الفكري لدى فئات المجتمع السعودي؛ تعزيزًا لأهمية الاعتدال في كل المجالات الحياتية، ونبذًا للتطرف والغلو وكل مظاهر الإرهاب المادي والمعنوي، وسيركز على مدّ جسور التعاون مع الجهات ذات العلاقة داخليًا وخارجيًا، مما يسهم في تفعيل دور المركز محليًا وإقليميًا وعالميًا، وتحقيق أهدافه العامة والخاصة إلى جانب تزويد الجهات الأمنية والدينية والتربوية التعليمية، بكل النتائج التي تتمخض عن البحوث والدراسات التي يقوم بإجرائها المركز.
وعن منهجية العمل؛ فإن المركز سيبدأ فور تدشينه في بناء خطته الاستراتيجية لتعزيز الانتماء الوطني لدى المجتمع السعودي، وأجياله القادمة، ورفع مستوى وعي المجتمع السعودي وثقافته تجاه التيارات التي تحاول أن تعبث بأمن المملكة وسلامة أراضيها، كذلك نشر ثقافة الاعتدال، وحسر التيارات التي تدعو إلى الإرهاب والتطرف.
وكما سيعمل على إنجاز الكثير من الدراسات التطبيقية والميدانية والبرامج الثقافية والوقائية والتوعية في مجال الاعتدال ومحاربة الإرهاب والتطرف الرامية لتعزيز وإيضاح الصورة الحقيقية والواقعية عن المملكة العربية السعودية وتشريعاتها ونظمها داخليًا وخارجيًا في ضوء سياسة الاعتدال التي تنتهجها.
وكان كرسي الأمير خالد الفيصل لتأصيل منهج الاعتدال السعودي أُنشئ قبل نحو خمسة أعوام، وذلك بعد أن ألقى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل حينها محاضرةً في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، تحدّث فيها عن تأصيل منهج الاعتدال.