بالصور.. هكذا يسعى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لتحقيق التعايش الاجتماعي

الخميس ٢٢ سبتمبر ٢٠١٦ الساعة ١٢:٣٨ مساءً
بالصور.. هكذا يسعى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لتحقيق التعايش الاجتماعي

المواطن – الرياض

تعزيز الوحدة الوطنية وحماية النسيج المجتمعي من خلال ترسيخ قيم التنوع والتعايش والتلاحم الوطني هي الرسالة التي يعمل عليها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بدأب وفاعلية، في وقت تواجه فيه المملكة الكثير من التحديات الإقليمية والدولية، التي تضع المجتمع السعودي أمام مسؤوليته في الحفاظ على قيم الوحدة والثوابت الوطنية. ومن هنا تبرز أهمية الحوار الدائم بين شرائح هذا المجتمع، للعمل الجاد والإسهام في قراءة ما يجيش به الواقع من إشكاليات وقضايا.

 

جسر للتواصل المجتمعي

إن الخريطة الحوارية التي رسمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني لا تصنع تضاريس أو أسواراً مغلقة بين اتجاه وآخر، فالمركز يقف على مسافة واحدة بين مختلف الأطياف الفكرية، لأنه يجعل المواطنة أساساً ترتكز عليه حواراته، ويدعو دائماً، بشكل مباشر أو بشكل ضمني، إلى أن يصل الحوار إلى تحقيق مبدأ احترام الرأي والرأي الآخر، والإعلاء من قيم التسامح، وصولاً إلى تحقيق التلاحم الوطني وتمتين أواصر التفاعل الاجتماعي بين مختلف الشرائح الوطنية.

وتشارك في صنع هذه الخريطة الحوارية معظم الأفكار ومعظم التيارات داخل الوطن التي تمحو الأهواء الذاتية، وتعلي من شأن الصالح الوطني العام.

وكشفت اللقاءات الوطنية للحوار الفكري التي عقدها المركز طوال السنوات الماضية، عن الحاجة الملحة للتواصل والتفاعل بين شرائح المجتمع. ففي أعوام ماضية كانت هذه الشرائح تعمل وفق دوائرها المغلقة عليها، كل حسب مجال اهتماماته وتخصصه. مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني استطاع أن يجمع كل هذه المجالات في حوارات حقيقية. استطاع أن يقارب بين المذاهب والتيارات، واستطاع أن يجمع مختلف الفئات في حوار منتظم، فرأينا الأكاديمي إلى جوار المعلم، جوار المحامي، ورجل الأعمال، والطالب الجامعي، جوار الموظف، والطبيب والمهندس، والداعية، والواعظ، والشيخ، والمفكر، من الجنسين.

وأفضت هذه الحوارات إلى تفاعل كبير، وإلى الوصول إلى قدر كبير من الأفكار والتصورات في مختلف اللقاءات التي عقدها المركز والتي يحتفظ المركز برصدها ووثائقها.

 

حاضنة فكرية ومركز لتوليد الأفكار

ونظم المركز وفق استراتيجيته الحوارية عشرة لقاءات حوارية فكرية، شارك فيها أكثر من 9000 مواطن ومواطنة من مختلف الشرائح والفئات الاجتماعية والعمرية، يمثلون الأطياف الفكرية للمجتمع، وفي جميع مناطق المملكة، لمناقشة قضايا وطنية متعددة.

وناقشت هذه اللقاءات موضوعات: الوحدة الوطنية، والمرأة، والاعتدال والتطرف، والتعليم والصحة، والإعلام، والموقف من الثقافات العالمية، والحوار مع الآخر، وقضايا الشباب، والعمل، ثم أخيراً قضايا التطرف. كما نظم المركز ثمانية لقاءات للحوارات النوعية بهدف الإسهام في صياغة الخطاب الثقافي السعودي عبر مناقشة جملة من الموضوعات الفكرية والثقافية والإعلامية.

ويمتلك المركز الخبرة والقدرة على تصميم وتطوير وإدارة ورش العمل وحلقات النقاش لتوليد الأفكار وانبثاق التصورات الناجمة عن حوارات مباشرة بين أطراف متعددين. إن هذه الرؤية الحوارية تسهم بالفعل في تخصيب العمل الحواري والوصول إلى نتائج حقيقية فعالة تلامس الواقع وإشكالياته وقضاياه.

في ظل هذا الوعي أقام المركز أكثر من 850 ورشة عمل باستخدام أحدث التقنيات والبرامج الإلكترونية المعدة خصيصاً لرصد وإدارة وتحليل نتائج ورش العمل، حيث يتم عرض التوصيات ومناقشتها.

 

المركز والأفق الشبابي

العناية بالشباب بوصفهم الركيزة الأولى للمستقبل، والعناية بقراءة تطلعاتهم وأفكارهم وطموحاتهم، وبالقضايا التي تشغل فكرهم، تمثل ركناً جوهرياً من أركان الحوار لدى مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني. كان الاهتمام بالشباب مبكراً من قبل المركز، اللقاء الوطني الرابع للحوار الفكري الذي عقد قبل أكثر من عشر سنوات خصص لقضايا الشباب الثقافية والاجتماعية والعملية والتعليمية. ومن بعد هذا اللقاء الذي شارك فيه عدد كبير من الشباب والشابات، أصبح الاهتمام النوعي بالحضور الحواري للشباب يشكل استراتيجية واضحة لدى برامج المركز وأنشطته.

 

في إثر ذلك خصص المركز مجموعة من برامجه الحوارية للشباب وقضاياهم، ومن أبرز هذه البرامج:

قافلة الحوار: وهي قافلة شبابية ينظمها المركز لتنطلق من خلالها مجموعات من الشباب والشابات، في مختلف أرجاء البلاد لنشر ثقافة الحوار تبعاً لأنشطة حوارية موضوعة ومنظمة ولها عناصرها الموضوعة بدقة.

ويعقد المركز كذلك: “مقهى الحوار” وهو مجلس حواري دوري شبابي ينظمه المركز للنقاش والحوار عبر استضافة إحدى الشخصيات العامة.

وفي برنامج “بيادر” تتم إدارة الجهود التطوعية للشباب المشارك في الأنشطة إذ يبلغ عدد المتطوعين والمتطوعات أكثر من 1500 شاب وشابة.

ومن البرامج التي يقدمها المركز أيضاً، وهي تعمل على تحقيق التواصل والتفاعل بين الشباب، مما يؤدي إلى تمتين العلاقة فيما بينهم من جهة، وإلى التركيز على الهوية الثقافية الواحدة التي تتعايش فيها أفكار ورؤى، وتتلاقى فيها تطلعات الشباب بما يعزز من قيم الانتماء والإخاء وترسيخ القيم الوطنية.. من هذه البرامج برنامج: “تمكين” وهو يقوم على تنظيم ورش عمل موجهة للشباب لتوليد المبادرات، ومن ثم تقديمها إلى الجهات المسؤولة لتطبيقها على أرض الواقع، وبرنامج: “جسور” وهو مشروع حضاري يؤصل أسس الحوار والتواصل الثقافي بين الحضارات، ويهتم بنشر وإصدار مواد وأدلة تعريفية حول أدبيات الحوار، وبرنامج: “سفير” الذي يهدف إلى تدريب الشباب على التواصل مع أقرانهم من الحضارات والثقافات الأخرى، وتحقيق التفاهم بين الشعوب من خلال برامج حوارية ولقاءات تعريفية شبابية سواء مع من يقيم داخل المملكة أو عبر الوفود الزائرة من خارجها، وقد التقى الشباب السعودي وشباب أكثر من 60 دولة أجنبية وعربية.

إن القيم الحوارية التي ينشدها المركز وفق هذه الأنشطة تسعى لتمتين النسيج الاجتماعي، وتلاقح الأفكار في وقت يشكل الشباب السعودي البنية الاجتماعية والإنسانية للمملكة حيث يمثلون أكثر من 60% من بنية المجتمع السعودي السكانية، وتعول المملكة كثيراً على الآمال المستقبلية التي سيكون شباب اليوم هم عمادها وركيزتها.

 

تلاحم النسيج الوطني

كثيرة هي الجهود التي يبذلها المركز والمؤسسات والهيئات الوطنية للوقاية من التطرف وحماية الشباب والأسر من هذه الآفة التي تهدد أمن وسلامة الوطن والمواطن. ويأتي برنامج : “تبيان” ليسهم في تعرّف المتدربين الذين يشاركون في برامج ودورات أكاديمية الحوار للتدريب، يسهم في تعرفهم على أهمية الحوار الفكري وحاجة الناس له، وتبصيرهم بالموقف الإسلامي من التطرف، إضافة إلى تحليل مكوناته، وأسباب نشوئه، والوقاية منه، واستنتاج أضراره وأخطاره، وتقويم دور مؤسسات التنشئة في الوقاية من التطرف، والبرنامج التدريبي “تبيان في الحوار الفكري”، يأتي استكمالاً للجهود التي بذلها المركز من خلال مشروع سفراء الوسطية، لنشر الوسطية والاعتدال بين الطلبة، والذي أطلقه سابقاً بالتعاون مع عدد من الجامعات في المملكة.

إن المركز يعمل دائماً، سواء بعدد من البرامج واللقاءات والأنشطة، أو بشكل ضمني من خلال إصداراته، ومطبوعاته العلمية على تعزيز الوحدة الوطنية وحماية النسيج المجتمعي من خلال ترسيخ قيم التنوع والتعايش والتلاحم الوطني، كما أنه يرسخ ثقافة الحوار وينشرها بين أفراد المجتمع بجميع فئاته بما يحقق المصلحة العامة ويحافظ على الوحدة الوطنية وذلك من خلال عدد من الاهداف: مناقشة القضايا الوطنيَّة الاجتماعيَّة والثقافيَّة والسياسيَّة والاقتصاديَّة والتربويَّة وغيرها، وطرحها من خلال قنوات الحوار الفكري وآلياته. تشجيع أفراد المجتمع ومؤسسات المجتمع المدني على الإسهام والمشاركة في الحوار الوطني. الإسهام في صياغة الخطاب الإسلامي الصحيح المبني على الوسطيَّة والاعتدال. الإسهام في توفير البيئة الملائمة لإشاعة ثقافة الحوار داخل المجتمع. وضع رؤى استراتيجيَّة لموضوعات الحوار الوطني.

وفي ظل هذا الوعي الحواري عقد المركز جملة من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم مع عدد من الوزارات والهيئات الحكومية والجامعات لكي تسهم جميعاً في تفعيل الظاهرة الحوارية والعمل على مشاركتهم في مناقشة القضايا الوطنية، وقد حقق المركز بذلك نوعاً من التمثيل المتوازن لمختلف الشرائح الاجتماعية، ومن هذه الشرائح: الدعاة وأئمة المساجد، هيئة كبار العلماء، المذاهب الإسلامية، المرأة، المعلمون وأساتذة الجامعات، فئات الشباب، رجال وسيدات الأعمال، مؤسسات المجتمع المدني، الإعلاميون، أصحاب التوجهات الفكرية من الكتاب والنخب والأكاديميين والعلماء.

والصورة الحوارية التي يقدمها مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني تظل صورة مشرقة محفزة لقراءة الوعي الوطني وتحولاته، ومحفزة لتفهم ما يحدثه الحوار من أثر إيجابي على تفاعل حركة العقل السعودي بمختلف رموزه، وتوجهاته، ومسمياته.

-على-دور-مركز-الملك-عبدالعزيز-للحوار-الوطني-في-تحقيق-التعايش-الاجتماعي-1 -على-دور-مركز-الملك-عبدالعزيز-للحوار-الوطني-في-تحقيق-التعايش-الاجتماعي