غزاوي في خطبة الحرم : رفع الشعارات الزائفة من أعظم الإلحاد في البلد الحرام

الجمعة ٩ سبتمبر ٢٠١٦ الساعة ٧:٠٩ مساءً
غزاوي في خطبة الحرم : رفع الشعارات الزائفة من أعظم الإلحاد في البلد الحرام

المواطن – واس

أكد إمام وخطيب المسجد الحرام، الشيخ فيصل غزاوي، أن من أعظم الإلحاد في البلد الحرام، رفع الشعارات الدعائية الزائفة، والسعي للإخلال بأمن البلاد وإثارة الخوف والذعر والقلق بين أهله وساكنيه، وإرادة الفوضى فيه وزعزعة الأمن، وتعكير أجواء العبادة على الحجاج، وأذيّة مشاعرهم، واستغلال هذا الموسم العظيم لتصفية حسابات سياسية وأحقاد مذهبية.

وحذّر من إلحاق الأذى والضرر أيًّا كان نوعه لحجاج بيت الله الحرام، الذين هُم وفد الله، وأن يصدر منك تصرّف يؤدي إلى انتهاك حرمة أخيك المسلم، فضلًا أن يؤدي إلى قتله، وقد نهى- صلى الله عليه وسلم- عن ترويع المؤمن؛ فكيف بما هو أعظم من ذلك، جاء ذلك في خطبة الجمعة في المسجد الحرام.
وقال إمام وخطيب الحرم، إن فعل المناسك من يوم غدٍ حتى نهاية أيام التشريق، وقال نذكر مجمل هديه- صلى الله عليه وسلم- في ذلك، فلما كان اليوم الثامن يوم التروية، اتجه صلى الله عليه وسلم إلى منى وصلّى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر يوم عرفة يقصر الرباعية، وفي يوم عرفة خرج عليه الصلاة والسلام من منى بعد أن أشرقت الشمس متوجهًا إلى عرفة، وصلّى بها الظهر والعصر جمعًا وقصرًا، وتفرّغ للدعاء والذكر حتى غربت الشمس ثم دفع إلى مزلفة فجمع بها المغرب والعشاء وقصر العشاء، وبات بمزدلفة وصلّى فيها الفجر، وذكر الله حتى ظهر النور وانتشر، وأفاض منها قبل أن تشرق الشمس، وفي يوم النحر يوم العيد رمى جمرة العقبة، ونحر هديه، وحلق رأسه، وطاف بالبيت، وفي أيام التشريق بات بمنى، وكان يرمي الجمرات الثلاث بعد زوال الشمس.
وشدّد الشيخ غزاوي على أن من أعظم الأحوال التي يتأسّى فيها برسول الله- صلى الله عليه وسلم- أحواله في الحج مع ربه، وقد أخذ ذلك صورًا وأشكالًا شتى؛ من أبرزها تحقيق التوحيد والعناية به، وعنايته- صلى الله عليه وسلم- بإخلاص العمل، وسؤاله ربه أن يجنبه الرياء والسمعة، ودعاؤه- صلى الله عليه وسلم- على الصفا والمروة بالتوحيد، إذ كان يقول: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وهو على كل شيء قدير، لا اله إلا الله وحده.. قال مثل هذا ثلاث مرات، ومنها دعاؤه- صلى الله عليه وسلم- في عرفة بالتوحيد، كما جاء في الحديث خير الدعاء دعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير.
كما حذّر إمام وخطيب الحرم المسلمين من إتيان السحرة والكهان، فهو أمر محرم لا شك في تحريمه، وسؤالهم وتصديقهم وفعل ما يطلبون من الذبح ونحوه شرك أكبر، ولقد قرر النبي- صلى الله عليه وسلم- مخالفته للمشركين بقوله: هدينا مخالف لهديهم، ولم يكن ذلك مجرد دعوى ولا شعار، بل كان يخافهم في كل شيء من هديهم، ويحذّر من التشبّه بهم في أقوالهم وأفعالهم.
واستكمل قوله: إن من صور أحوال النبي- صلى الله عليه وسلم- مع ربه أيضًا الخشوع والسكينة؛ فكان حاضر القلب، غير متشاغل بشيء عن نسكه، خاضعًا لربه فيه، ذليلًا منكسرًا بين يدي مولاه، مكثرًا من التضرع والمناجاة مع إطالة للقيام ورفع لليدين أثناء ذلك.