أصحاب “الخوذ البيضاء”.. أبطال أرواحُهم فوق أكفّهم لإنقاذ الآخرين

الأحد ٩ أكتوبر ٢٠١٦ الساعة ١:٠٦ مساءً
أصحاب “الخوذ البيضاء”.. أبطال أرواحُهم فوق أكفّهم لإنقاذ الآخرين

المواطن – الرياض

اختاروا التطوع في صفوف الدفاع المدني، مخصصين وقتهم لتعقب الغارات والبراميل المتفجرة بهدف إنقاذ الضحايا، وأطلقوا على أنفسهم اسم “الخوذ البيضاء”.

عناصر الدفاع المدني البالغ عددهم نحو ثلاثة آلاف متطوع والناشطون في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في سوريا، حصلوا على إشادة عالمية بتضحياتهم بعدما تصدرت صورهم وسائل الإعلام حول العالم وهم يبحثون عن عالقين تحت أنقاض الأبنية أو يحملون أطفالاً مخضبين بالدماء إلى المشافي.

بعد إعلان اسم الفائز بجائزة نوبل للسلام الجمعة، سارع الدفاع المدني الناشط في المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية أو “الخوذ البيضاء” إلى تهنئة الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس.

وقال رئيس المنظمة رائد الصالح لوكالة فرانس برس ، إن أفضل جائزة يحصل عليها متطوعو المنظمة تكون عند ” إنقاذ حياة إنسان “، مضيفاً: “هذا الإنجاز يغنينا عن كل الجوائز الأخرى”.

وتابع: “إننا سعداء بأن ثمة بلداً آخر انتهت فيه الحرب، وهذا يمنحنا أملاً بأن يكون دورنا في المستقبل لتنتهي الحرب”.

في كل مرة تحول غارة تنفذها قوات النظام أو حليفته روسيا مبنى من طوابق عدة إلى ركام، يهرع عناصر الدفاع المدني إلى الموقع المستهدف، يتسلقون الركام أو يبحثون بأيديهم وما توافر لهم من معدات تحت الأنقاض عن ناجين محتملين أو جثث ضحايا.

بين المشاهد التي تم تداولها في (يوليو) 2014، تلك التي يظهر فيها خالد المتطوع في الدفاع المدني وهو يعمل بيديه على إزالة الركام عن الرضيع محمود (شهران) من مبنى دمرته غارة جوية في حلب “شمال” بعد 12 ساعة من العمل المضني، قبل أن يحمله والدموع تغطي وجنتيه.

بعد عامين على تداول صورته، قتل خالد في غارة على شرق حلب في (أغسطس) الماضي، لينضم إلى 142 متطوعا قضوا في سوريا منذ اندلاع النزاع، وترك خلفه زوجة وطفلتين.

وكان خالد ذو البنية القوية من أوائل المتطوعين الذين انضموا إلى صفوف الدفاع المدني بعدما كان يعمل في طلاء المنازل والديكور، وفق الموقع الإلكتروني للدفاع المدني الذي ينقل عنه قوله في مقابلة باللغة الإنجليزية: “إذا مت وأنا أنقذ الأرواح، فأعتقد أن الله سيعتبرني حتماً شهيداً”.

ومنذ أيام، انتشرت مقاطع فيديو تظهر متطوعاً آخر في الدفاع المدني وهو يحمل الطفلة وحيدة معتوق (أربعة أشهر) ويبكي داخل سيارة إسعاف بعد إنقاذها من تحت أنقاض مبنى استهدفته غارة في مدينة إدلب.