المياه الإقليمية.. وكر للقرصنة الإيرانية بقوارب حوثية

الإثنين ٢٤ أكتوبر ٢٠١٦ الساعة ١٠:٣٤ صباحاً
المياه الإقليمية.. وكر للقرصنة الإيرانية بقوارب حوثية

المواطن – الرياض

لا يخفى على أحد الممارسات العدائية لقوارب الحوثي قبالة السواحل اليمنية، والتي كان آخرها الاعتداء على سفن أمريكية بمجموعة من الصواريخ، في محاولة من الحوثي المدعوم من إيران في إثارة القلاقل والاضطرابات وعرقلة حركة الملاحة في المنطقة.

وبحسب المراقبين فإن عبث طهران في المياه الإقليمية والدولية ومحاولات إرسال رسائل سياسية من خلالها ليس بالجديد، فهذا ما دأب عليه ملالي طهران في الخليج العربي وتحديداً مضيق هرمز. وهو ذاته ما تعمل على نقله لمضيق باب المندب عبر أذرعها الحوثية هناك، وفقاً لـ”الاقتصادية”.

فمع دخول حرب اليمن شهرها العشرين، تصاعد القتال إلى أبعد من حدود البلاد، من خلال قيام المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران بإطلاق ما يبدو أنها صواريخ موجهة إيرانية مضادة للسفن، وذلك على الأساطيل الأجنبية العاملة في مضيق باب المندب. فسفينة التموين المدعوة “سويفت” تعرضت للقصف في الأول من تشرين الأول (أكتوبر)، بينما تعرضت سفن البحرية الأمريكية في الأيام اللاحقة لهجمات باءت بالفشل. وردّت القوات الأمريكية بضرب معاقل الحوثيين على الساحل اليمني ودمرت ثلاثة رادارات مراقبة من نوع غير مُعلن استُخدمت خلال الهجمات الصاروخية وفقاً لبعض التقارير.

وفي حين أن مصادر الجيش الأمريكي لم تؤكّد بعد نوع الأسلحة التي أطلقت على سفنه، إلا أن “المشتبه به” الرئيس وفقاً لتقرير أعده ونشره معهد واشنطن للدراسات هو “نور سي-802″، الذي هو عبارة عن نظام صواريخ جوالة قيل إنّ إيران زوّدته إلى عملائها الحوثيين المعادين لأمريكا عادة.

ولكنْ ثمة احتمالان آخران لا يمكن استبعادهما بعد. الأول هو “سي-801” الذي هو صاروخ موجه ذو طراز أقدم موجود في ترسانة البحرية اليمنية الذي يمكن أن يكون قد وقع في أيدي المتمردين نظراً لتحالف الحوثيين مع عناصر سابقة من القوات المسلحة في البلاد واستيلائهم على مساحة كبيرة من الأراضي.

أما الاحتمال الثاني بحسب فرزين نديمي، معد التقرير والمحلل العسكري المختص. فهو نسخة معدّلة من صاروخ أرض-جو من نوع “أس-75” (“أس أي-2”). ومنذ عام 2015، تعرضت معظم منظومات الرادار والدفاع الجوي اليمنية لضربات التحالف الذي تقوده السعودية وأصبحت عديمة النفع، بسبب مخاوف من أن يتم استخدامها من قبل الحوثيين أو حلفائهم. ولكن المجموعة الاستشارية لإدارة الأعمال “أي إتش أس جاينز” أفادت في شهر كانون الثاني (يناير) بأن القوات المناهضة للحكومة اليمنية قامت بتعديل على الأقل بضعة صواريخ من نوع “إس-75” لضرب أهداف أرضية من نطاقات بعيدة. ولذلك من المحتمل من الناحية النظرية أن تكون هذه الصواريخ قد استُخدمت في الهجمات الأخيرة على السفن.

وعلى أية حال، لا يخفى أن الصواريخ الحوثية المضادة للسفن تشكل خطراً حقيقياً على النقل البحري الدولي. وبينما يُحتمل أن تكون إيران قد أرسلت صواريخ “سي-802” إلى المتمردين قبل بدء الحرب الراهنة في عام 2015، إلا أن ذلك لا يمنعها من الاستمرار في مساعدة الحوثيين على تحسين تكتيكاتهم وتجهيزاتهم وفعالية الاستهداف في محاربتهم للتحالف من خلال تزويدهم بالنظم والخبرات الأخرى.

ويقيناً أن هذه العمليات لنقل الأسلحة قد تكون مهمة صعبة في ظل الظروف الراهنة – فخلافاً لما يجري مع الميليشيات الأخرى في المنطقة مثل “حزب الله”، لا تملك إيران حالياً خطوط إمداد معروفة ومباشرة للحوثيين، بينما أفادت بعض التقارير بأن التحالف صادر عدة سفن شراعية تحمل شحنات متفرقة من صواريخ “كورنيت” المضادة للدبابات وغيرها من الأسلحة التي كانت متجهة إلى المتمردين.

وخلافاً للوضع في سورية، لم تعد إيران قادرة أيضاً على تموين الحوثيين جواً. ففي أبريل 2015، منعت المقاتلات السعودية طائرة إيرانية محمّلة بالركاب والشحنات من الهبوط في مطار صنعاء، ومنذ ذلك الحين لم يعد يُسمح لأي طائرة إيرانية بالهبوط في المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون.