والد السياميتين #إيلين_وإيلان يكشف لـ”المواطن” عن ساعات الانتظار الصعبة في عملية الفصل

الإثنين ١٧ أكتوبر ٢٠١٦ الساعة ٦:٠٤ مساءً
والد السياميتين #إيلين_وإيلان يكشف لـ”المواطن” عن ساعات الانتظار الصعبة في عملية الفصل

المواطن _ حسين المصعبي _ وليد الفهمي _ الرياض

شعرا بالسعادة، وعمت الفرحة أرجاء منزلهما، أصبحا يطيلان التفكير فيهما، يتخيلونهما في أرجاء المنزل يلعبان، ينثران الحيوية والسعادة في كل زاوية من زوايا المنزل، بعد أن عاشا عامين من زواجهما، بهدوء تام، وبعيداً عن المسؤولية.

خمسة أشهر عاشها الزوجان، يحلمان في ضيوفهما الجدد، تارة يتحدثان عن طفولتهما، وماذا سيقدمان لهما من متعة الحياة، وكيف سيحسنان تربيتهما، وتارة يتحدثان عن مستقبلهما، وماذا سيصبحان، 150 يوماً هي حصيلة لخمسة أشهر، كان كل ما في حياتهما متعلق بمولوديهما.

أحلام تتجدد كل يوم، وأمل يطل مع كل صباح، وقلوب تترقب وصول الوافدين الجديدين، اللذين ملئا القلوب قبل قدومهما، وعاشا بين والديهما قبل ولادتهما، كل ذلك الأمل عاشه نواف وزوجته، خلال فترة الحمل الأولى، ولكن سرعان ما تبخر الحلم وتحطمت كل الآمال وتلاشت السعادة التي بنيت خلال هذه الفترة، حين تم اكتشاف أن الأم تحمل في بطنها توأم سيامي، ومعه بدأت حكاية جديدة داخل هذا البيت، الذي تحول إلى حزن وكميات من الهموم، بعد الرضا بقضاء الله وقدره.

وكشف والد السياميتين “إيلين” و”إيلان”، الذي التصق جسديهما لـ”المواطن”، بعض تفاصيل الأشهر التي عاشاها قبل وبعد ولادتهما.

وقال والدهما، نواف مفرح المالكي، ذو الخمسة والعشرين عاماً: “بعد عامين من زواجنا، حملت أم الطفلتين، وكنا نراجع مستشفى قوى الأمن في الرياض، ومراحل الحمل تجرى على ما يرام، وفي الشهر الخامس من الحمل، قمنا بمراجعة المستشفى كما هو المعتاد، وتم عمل أشعة للتأكد من حالة الجنين، وبعد ذلك تفاجأت بتجمع لعدد من الدكاترة، لمشاهدة الأشعة، وأخبرونا بأن ما تحمله زوجتي في بطنها، هي عبارة عن توأمتين سياميتين، والذي أشعرنا بالحزن في حينها”.

وأضاف: “طالبت في حينها بتحويلنا إلى مستشفى الحرس الوطني، ورفضوا بأنه لن يتم التحويل إلا بعد الولادة، والتأكد من حالة التوأمتين.. وكان هناك برنامج لوزير الصحة السابق، الدكتور عبدالله الربيعة، عبارة عن برنامج وقائي للطلاب والطالبات، وذهبت أنا ووالدي من أجل مقابلة الدكتور الربيعة، لأخذ الاستشارة، حيث قدم لنا المساعدة ووجهنا للتواصل مع شخص آخر، والذي أفادنا بأن علاقات المرضى في مستشفى الحرس الوطني، سيتواصلون معنا وسيوفرون لنا المساعدة، وهو بالفعل ما حصل، حيث لم تتجاوز إجراءات القبول أسبوعاً، إلا وتم قبولنا لديهم”.

وتابع: “منذ الشهر الخامس، ونحن نراجع في مستشفى الحرس، وحتى موعد الولادة، حيث تم الولادة قبل موعدها، وبالتحديد في الشهر الثامن بعملية قيصرية، وكانت الطفلة “إيلان” تعاني من مشاكل صحية، عبارة عن عيوب خلقية، تتمثل في خروج المسالك البولية، وانتفاخ في الظهر – العمود الفقري – مع الحبل الشوكي، كما أنها لا تزال تحت الخطر، حيث أن نسبة غازات الدم – ثاني أكسيد الكربون -، مرتفع، ووصل إلى ١٠٠٪ والطبيعي 35″.

وبيّن المالكي: “تم مقابلة الدكتور عبدالله الربيعة، والدكتور محمد النمشان، واللذين أوضحوا نسبة الخطر، بالإضافة إلى أنه لا يتم إجراء عمليات لأطفال في هذا العمر، لأنهم لم يبلغوا الشهر من العمر، لكن بسبب المشاكل التي تعانيها إيلان، كان لا بد من إجراء عملية الفصل”.

وكشف المالكي، عن تفاصيل العملية، والتي استغرقت تقريباً سبع ساعات، وسط خوف ينتابه، كونه هو من وافق على إجراء العملية، وخشية أن تتعرضان لفقدان حياتهما، ويكون هو السبب وراء ذلك لموافقته، مشيراً إلى أن “كنت أشاهد لحظة إجراء العملية عبر أحد الشاشات بعد أن أخرجت زوجتي من الموقع، لعدم تحملها، وكان قلبي يتقطع على طفلتي، وكأن العملية تجرى لي، محاسباً نفسي في حال تعرضا لمكروه، لا سمح الله.. وما إن تم الانتهاء من العملية، حتى زفت البشرى لي بنجاح العملية، ولم أستوعب ذلك وأصدقه، إلا بعد أن طالبت بأن أشاهدهما، وسط فرح وشكر لله على قضائه وقدره”.

وأكد المالكي، أن ” إيلين” ولله الحمد تتمتع بصحة طيبة، بينما توأمها “إيلان”، لا زالت تعاني صحياً، داعياً الجميع بالدعاء لهما.

وشكر المالكي، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، على حرصه الدائم على علاج مثل هذه الحالات، والتي شهد العالم بتميز المملكة العربية السعودية، في إجراءها ونجاحها، بعد توفيق الله، وكذلك قدم شكره للدكتور عبدالله الربيعة، والدكتور محمد النمشان، على ما قدموه لهم في إنقاذ طلفتيهما.

ومن جانبه، أوضح مدير العلاقات العامة والشؤون الإعلامية في الشؤون الصحية بالحرس الوطني، زياد عبد الله الدهش، لـ “المواطن”، أن عدد العمليات التي أجريت في مستشفى مدينة الملك عبد العزيز الطبية، بلغت 41 عملية من هذا النوع.

وأضاف الدهش: “يمكن التواصل مع معالي رئيس الفريق الطبي، الدكتور عبدالله الربيعة، في حالة وجود مثل هذه الحالات، وذلك في كافة المراكز الطبية، من خلال مكتب مخصص لاستقبالها”.

وأعلن الفريق الطبي المشرف على حالة التوأم السعودي (إيلين وإيلان)، عن استقرار حالة التوأم، الذي يرقد حالياً بالعناية المركزة بمستشفى الملك عبدالله التخصصي للأطفال، وذلك بعد 72 ساعة، من إجراء عملية الفصل التي جرت للتوأم، الخميس الماضي.

وأوضح رئيس الفريق الطبي والجراحي في عمليات فصل التوأم السيامي، الدكتور عبدالله الربيعة، بعد 72 ساعة من عملية الفصل، أن حالة التوأم تتحسن بشكل مطمئن ولله الحمد، إلا أن التوأم إيلان لاتزال تحتاج عناية أكثر، ومراقبة، نظراً للعيوب الخلقية التي تعاني منها، أما التوأم إيلين فقد استقرت حالتها، وبدأت تفيق تدريجياً من المخدر، وبدأ الفريق الطبي، تخفيف التنفس الاصطناعي، ومن المتوقع رفع أجهزة التنفس الاصطناعي عنها، خلال الأيام القليلة القادمة.

#إلين_وإيلان