900 طالب يتناوبون على مدرسة واحدة في بيش.. والتعليم: نبحث عن مبنى مستأجر

الإثنين ٢٤ أكتوبر ٢٠١٦ الساعة ٣:١٧ مساءً
900 طالب يتناوبون على مدرسة واحدة في بيش.. والتعليم: نبحث عن مبنى مستأجر

المواطن – خضر الخيرات – جازان

يتناوب أكثر من ٩٠٠ طالب ينتسبون لأربع مدارس مختلقة المراحل على مبنى مدرسة واحدة في فترة الصباح والظهيرة والليل في محافظة بيش شمال جازان بعد إخلاء الدفاع المدني لمبنى مدارس متهالكة يشكل خطراً على الطلاب.

لم يتوقع أهالي محافظة بيش – أو بوابة التنمية كما يطلق عليها بحكم قربها من مدينة جازان الاقتصادية – أن يصل الإهمال للتعليم بعد أن دمر طرقات المحافظة ورفع سعر الإيجار للمباني السكنية حتى بات إيجاد سكن في محافظة بيش حلماً يصعب تحقيقه لشبابها حديثي الزواج في وجود منافس قوي جدًا من الشركات المشغلة للمدينة الاقتصادية والشركات المتعاقدة.

لكن الحال وصل لطلاب المدارس فعجز عرض الـ٢٠٠ ألف الذي قدمته إدارة التعليم إيجاراً لمبنى مدرسة بديلة للمدارس التي تم إخلاؤها ، كون المستثمر يفضّل الشركات التي تدفع مبالغ أكبر من مبلغ التعليم .

“المواطن ” بدورها تابعت شكوى المواطنين والمعلمين الذين فضلوا عدم ذكر أسمائهم حيث تحدثوا عن خطر التكدس في مبنى مدرسة طوال اليوم والذي يجعله عرضة للحريق بسبب الفواصل التي عملت من الألومنيوم والحديد والخشب، إضافة لوجود مخاطر السلامة الكهربائية.

في البداية تحدث أحد المعلمين الذي فضل عدم ذكر اسمه لـ“المواطن” قائلاً: إن الحال مؤسف وأولياء الأمور متضايقون جدًا من دوام أطفالهم في الفترة المسائية “بعد الظهر”، بل إن بعضهم قام بنقل أبنائهم لمدرسة أخرى بالفترة الصباحية!.

٩٠٠ طالب في مبنى واحد

وأضاف: أن مدرسة أنس بن مالك يتكدّس فيها (900) طالب تقريبًا، موزعين على فترات اليوم!، في الفترة الصباحية مدرستان “أنس بن مالك 200 طالب، ومتوسطة بيش الأولى 150 طالباً“، والفترة المسائية مدرسة “متوسطة بيش الثانية 350 طالباً“، وفي فترة الليل مدرسة الليلية 200 طالب تقريبًا.

 

مبنى المدرسة تحول لسجن

وأشار إلى أن المبنى المدرسي أصبح مثل السجن!، وأغلبه الجدران الفاصلة بين المدارس (حديد أو ألومنيوم)، وفصول الطلاب كل يوم تحدث مشكلة إما في التكييف أو السبورة أو الأبواب!، والنظافة شيء مؤسف فعلاً!، ثلاثة عُمّال ضاعوا بين المدارس وعجزوا عن التنظيف!، فالمبنى كبير عليهم وفوق طاقتهم!، أما غرف المعلمين فحدّث ولا حرج!، أصبحت مثل عِزب الهنود والبنقاليين!، على حد وصفه.

 

إدارة التعليم سبب المشكلة

وقال معلم آخر إن المشكلة أكبر بكثير من مجرد مدارس مشتركة، للأسف الشديد لم ينظر إلى مدارس بيش بعين المسؤولية منذ زمن طويل، حيث هلكت المباني وعفى عليها الزمن حتى أصبحت تشكل خطراً على أبنائنا الطلاب.

وأضاف: أنه بعد حادثة حريق مستشفى جازان العام اهتمت إمارة المنطقة والمديرية العامة للدفاع المدني بحال المباني الحكومية بشكل عام ‏والمدارس بشكل خاص، حيث ‏وجدوا أن المباني لم تعد صالحة وأنها تشكل خطراً حسب تقارير مديري المدارس ومشرفي ‏الأمن والسلامة في المدارس ‏التي لم يلتفت إليها، وكما يقال “مزمار الحي لا يطرب”، فأصبح التعامل معها قضية هامة تتعدى صلاحيات إدارة التعليم التي ‏للأسف لم تلتفت إلى مدارسنا”، لا أعلم لأي سبب”.

وأضاف أنه أصبح هناك أربع مدارس في مبنى واحد، مدرستان في الصباح، ومدرسة بعد الظهر، ومدرسة ليلية، في مبنى واحد!، وأصبحت مدرسة الزبير بن العوام في مجمع تحفيظ بيش كذلك بعد الظهر، علماً بأن أغلب طلاب مدرسة الزبير بن العوام هم من الفقراء ‏‏الذين يصعب عليهم تأمين مواصلات لأبنائهم في أوقات الظهر، فاجتمع على ‏الطلاب حرارة الجو وبعد المسافة وتغير التوقيت.

 

عروض التعليم تفشل أمام الشركات

وختم حديثه، قائلا: ‏للأسف لا أعلم ما هو دور صناع ‏القرار في مكتب تعليم ‏محافظة بيش، حيث أهملت المدارس في سنوات الطفرة والخير، ولم يلتفت إلى حالنا في مدارسنا إلا في هذا التوقيت الصعب ‏الذي لا يخفى ‏على عاقل، فأصبحت ‏سياسة التقشف هي السائدة التي بسببها لم يتوصل إلى مبنى للإيجار ‏يكون مستقلاً لكل مدرسة، فالكل يعلم أن الوضع المادي في بيش خاصة أصبح أكبر بكثير من عرض إدارة التعليم التي ‏حددت ‏السقف الأعلى للإيجار (200,000) ريال في السنة، ‏علما بأن عروض الشركات والمواطنين العاديين ‏فاقت هذا العرض بمراحل، بسبب ارتفاع عروض شركات المدينة الاقتصادية المجاورة لمحافظة بيش، ونسأل الله أن يعيننا على تقديم شيء ‏للأجيال القادمة.

وأوضح الناطق الإعلامي لتعليم محافظة صبيا، الأستاذ علي خواجي، في تصريح خاص لـ“المواطن”، أنه بخصوص المدارس المشتركة في بيش وفترات الدوام وأسباب ذلك، فعليه نفيدكم: بأنه تم إخلاء مدرسة المتوسطة الأولى “مبنى حكومي”، ومدرسة المتوسطة الثانية “مبنى مستأجر”، بسبب خطاب وصلنا من الدفاع المدني بإخلاء المدرستين لخطورة المبنيين.

وأضاف “خواجي”: أنه تم البحث عن مبنى مستأجر بديل، إلا أنه لم يتم إيجاد مبان مستأجرة مناسبة، فتم دمج المتوسطة الأولى مع مدرسة أنس بن مالك في الفترة الصباحية، وطلاب مدرسة المتوسطة الثانية يدرسون في الفترة المسائية، أما بالنسبة لطلاب المدرسة الليلية فتم نقلهم إلى مدرسة أبو هريرة.

وفيما رأى الخبير ومقيم السلامة في المنشآت، عبدالمحسن الشريم، في تصريح لـ“المواطن”، أنه إذا كانت المدرسة مصممة بشكل صحيح ومواصفاتها مطابقة لكود البناء السعودي ويتم فحص القواطع الكهربائية والتوصيلات بشكل مستمر ولا يتم استخدام توصيلات كهربائية رديئة، فبإذن الله لن يكون هناك مشكلة.

وأضاف “الشريم”: تكمن مشكلة العديد من المنشآت في أعمال التعديلات على المباني والتي تسبب تخريب قطاعات الحريق أو إغلاق مخارج الطوارئ أو استخدام مواد غير مطابقة ومقاومة للحريق في هذه التعديلات وعدم وجود معدات وفرق السلامة في هذه المباني مع التدريب للعاملين.

 

أولياء الأمور يطالبون بحلول عاجلة

من جهتهم طالب أولياء أمور الطلاب في بيش بتوفير حلول عاجلة ، وعدم تعريض أبنائهم لمخاطر السلامة في المباني، كما طالب أولياء الأمور بتوفير نقل مدرسي لطلاب المدارس البعيدة عن المدارس التي نقلت إليها.