حكايا مسك يستقطب 35 ألف زائر وسط استحضار تضحيات المرابطين

الجمعة ٤ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ٨:١١ مساءً
حكايا مسك يستقطب 35 ألف زائر وسط استحضار تضحيات المرابطين

المواطن – جدة

شهد مهرجان حكايا مسك المُقام في مدينة الملك عبد الله الاقتصادية لليوم الثاني على التوالي، حضورًا كبيرًا، حيث بلغ عدد الزوّار مع نهاية يوم أمس الخميس، (35081) من مختلف شرائح المجتمع، وتنوّعت زياراتهم بين التسجيل في ورش العمل والندوات المُقامة في الأقسام الإبداعية، وشراء أعمال إبداعية من الشباب والشابات المشاركين في سوق حكايا، وحضور فقرات مسرح حكايا، الذي شهد تفاعلًا مع ما تمّ عرضه من أفلام، ومسرحية، إضافة إلى فقرة حكايا المرابطين.

وفي فقرة حكايا المرابطين على مسرح حكايا، اعتبر الدكتور عبد الله المغلوث، أستاذ الإعلام والكاتب الصحفي، أن الواجب حتّم عليه السفر إلى الحد الجنوبي وتغطية أحداث الحرب الدائرة هناك، مبينًا أن ستة أشهر متواصلة لم تكف لإظهار جزء من حكايا المرابطين على الحد الجنوبي للمملكة، بل إنها تمثل شهادة على التقصير الكبير بحق المرابطين في الحد الجنوبي، وشهادة أخرى بأنهم يقومون بعمل كبير في سبيل الدفاع عن الوطن يحتاج إلى أعوام لرصده، وليس شهور.

وعن تجربته مع المرابطين في الحد الجنوبي، أوضح أنّه زارهم، والتقى بهم على الحد، مضيفًا: “رأيت أنّه لابد من توثيق الزيارة للجنود الأبطال لما رأيته من شجاعة وتضحيات في سبيل الدفاع عن الوطن، ومن ثم عرضه في موقع (اليوتيوب)، مبينًا أنّه تمّ تسميه العمل بـ”باب البطل”، مشيرًا إلى أنّه عمل قصير لم يتجاوز 14 دقيقة، لكنه احتاج إلى 6 أشهر متواصلة من العمل فيه لإظهار جزء من حكايا المرابطين من خلال الالتقاء بـ70 بطلًا عسكريًا.

واستحضر الدكتور المغلوث قصة البطل السعودي عامر الرميح، الذي أُصيب في الحد الجنوبي أثناء انتشال جثة أحد الشهداء من زملائه في الحد، مشيرًا إلى أن قصة عامر تجمع الكفاح، والشجاعة، وتثبت أن المواطن السعودي رجل “مخلص” لوطنه ومجتمعه.

وأشار المغلوث إلى أن المواطن السعودي “غالي حي أو ميت”، إذ أن قصة البطل عامر الرميح تعد رسالة عظيمة توضّح مدى قيمة المواطن السعودي، ومدى تقاربه مع وطنه، وأسرته، مدللًا على ذلك بلقاء الرميح مع زوجته بعد إصابته وتأسفه منها على التقصير تجاهها.

واستعرض مسرح “حكايا مسك” صورًا لبعض الأبطال في الحد الجنوبي، حيث بدأ بعرض صورة للطيار السعودي حسين القحطاني، وفصول قصته وبداية طريقه للوصول إلى قمة الشجاعة، وتكريمه من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بعد إنقاذه لزميله من الموت أثناء انفجار كبينة الطائرة الحربية التي يقودها من علو 30 قدمًا، حيث هبط بها إلى المدرج بسلام رغم صعوبة الموقف.

كما استحضر الدكتور المغلوث على مسرح “حكايا مسك” بعض القصص للمرابطين على الحد الجنوبي، ومنهم وكيل الرقيب طواشي النجعي، مستدلًا بقصته عندما كان في خيمته بالحد الجنوبي، وسمع أن زملائه تعرّضوا لهجوم، حيث ذهب للقيام بالواجب رغم أن التكتيكات العسكرية تمنع ذلك، إذ تقدم نحو الموقع، وأثناء توجهه لموقع الهجوم لإنقاذ زملائه تعرّض لطلقة نارية في كتفه ورغم الألم، إلا أنه لم يتوقف، وكان يبكي ليس بسبب الألم ولكن لخوفه من أن تمنعه الإصابة من مساعدة وإنقاذ زملائه من الهجوم، إضافة إلى عدم العودة للميدان.

كما استشهد الدكتور عبد الله المغلوث في “حكايا مرابطين” بالشهيد عبد الرزاق الملحم، والذي انتهت مهمته في الحد، إلا أنّه أصرّ على العودة مع زملائه في الحد الجنوبي، مشيرًا إلى أنّه توسّل قادته للسماح له بالعودة إلى هناك، حيث استشهد في ميدان الشجاعة من أجل حماية الوطن.

وأضاف: “كان زملاؤه قلقين في طريقة إبلاغ والده بخبر استشهاد ابنه عبد العزيز، إلا أنه فاجأهم، وعند وصوله للحد الجنوبي بقوله (أشوف ابني فيكم.. وابني مشعل مشارك في الحد أيضًا)”.

وحذّر الدكتور عبد الله المغلوث، حضور مسرح “حكايا مسك” من بعض ما يروّج له الإعلام المعادي من خلال إرسال رسائل كاذبة بأن المرابطين على الحد الجنوبي تكبّدوا خسائر كبيرة، وغيرها من الأكاذيب الأخرى، مشيرًا إلى أن تلك الرسائل غير صحيحه، وأن ما يحدث هو العكس، إذ تتحق انتصارات متوالية سيسمع بها البعيد قبل القريب.

وأشار في ختام استعراضه لـ”حكايا المرابطين” على مسرح “حكايا مسك” إلى أن أمهات وزوجات المرابطين والشهداء في الحد الجنوبي هُم من يستحقون التقدير والدعم لهم بسبب تربيتهم لأبناء مخلصين لوطنهم، إضافةً إلى صبرهم الكبير بسبب البُعد عن أسرهم، حيث شهد المسرح تصفيقًا حارًا من الحضور بعد الإشادة بالمرأة، ودورها في دهم وحماية الوطن.

الدكتور عبدالله المغلوث متحدثاً على مسرح حكايا مسرح حكايا أثنار فقرة حكايا مرابطين وفي الصورة الدتور عبدالله المغلوث مع عدد من الأطفال