25 مليار ريالٍ تكلفة مشروعات “سار” بطول 2750 كم

الأحد ٢٧ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ٥:٣٢ مساءً
25 مليار ريالٍ تكلفة مشروعات “سار” بطول 2750 كم

المواطن – واس

تمثل مشاريع رأس الخير ومن ضمنها مشروع النقل (سار)، التي يدشنها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – خلال زيارته للمنطقة الشرقية، مشروعات تنموية واستراتيجية تتوافق مع رؤية المملكة الطموحة 2030، التي تعتمد على تنوع مصادر الدخل في الاقتصاد الوطني للمملكة وتحقيق التنمية المستدامة.
وتجاوزت التكاليف الإجمالية للمشروع 25 مليار ريال شاملة إنشاء الخط الحديدي بطول 2750 كيلو متر، وبناء 160 جسرًا للعبور، إضافة إلى 2000 عبارة لتصريف السيول ومياه الأمطار، و6 محطات للركاب على امتداد الخط الحديدي، وثلاث ورش لصيانة العربات والقاطرات، و36 مبنى لصيانة الخطوط الحديدية موزعة على كامل أجزاء شبكة الخطوط الحديدية، بالإضافة إلى مبنى المقر الرئيسي للشركة، وإنشاء أنظمة الإشارات والتحكم، وتوريد أسطول لنقل الركاب يتكون من 6 قطارات 4 منها نهارية و2 ليلية، وأسطول آخر لنقل المعادن يتكون من2000 عربة لنقل الفوسفات والبوكسايت، وصهاريج لنقل الكبريت المصهور، ومنتجات مدينة وعد الشمال.

وأوضح وزير النقل رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للخطوط الحديدية “سار” سليمان بن عبدالله الحمدان أن “سار” أنشئت لتقديم خدمات نقل الركاب والمعادن عبر الخطوط الحديدية بشبكة طولها 2750 كم ، مشيرًا إلى “أنّ الشركة بدأت في عام 2011م بتقديم خدماتها لنقل المعادن بشبكة طولها 1400 كم من أقصى شمال المملكة في الحدود الشمالية من منطقة مناجم حزم الجلاميد، وصولاً إلى معامل تكرير شركة “معادن” في ميناء رأس الخير على ساحل الخليج العربي، مشيرًا إلى أن الشركة دشنت خط التعدين لنقل البوكسايت في مايو (أيار) 2014م ، من منجم “البعيثة” في منطقة القصيم وسط المملكة إلى رأس الخير، وأن منجم العبيثة يعد الأضخم بالمنطقة في إنتاج خام البوكسايت الذي يصنع منه الألمونيوم وصفائح العلب والألواح ومواد الإنشاءات.

وذكر وزير النقل إن شركة “سار” تسيّر ضمن أسطولها لنقل المعادن حاليًا ستة قطارات، حيث يبلغ عدد عربات القطار الواحد نحو 160 عربة، بطول إجمالي يصل إلى ثلاثة كيلومترات، بينما تصل حمولة كل عربة نحو 100 طن، موضحًا أن هذا الأسطول أسهم في الوصول إلى أعلى المعدلات في نقل المعادن منذ تدشينه، مفيدًا أن القيمة النوعية لمشاريع شركـة “سار” وعوائدها المرتقبة على الاقتصاد الإجمالي للمملكة تكمن في دعمها اللوجستي لمختلف النشاطات التجارية والصناعية والتنموية، إضافة إلى ما تقوم به من تطوير لخدمات نقل الركاب بتقديم حلول إضافية آمنة ومريحة.

وبين أن استكمال الشركة لتنفيذ المشاريع الموكلة إليها وتحقيقها لأهدافها التشغيلية على مستوى نقل الركاب وشحن البضائع إلى جانب النقل الثقيل للمعادن تبرز القيمة النوعية التي سيضيفها دخول هذه الخطوط الحديدية كأحد وسائل النقل بالمملكة، مؤكدًا أن قطار المعادن يسهم في نمو المناطق التي يمر بها، وبعد اكتشاف معدن الفوسفات في السعودية عام 1969م بحزم الجلاميد شمال المملكة، واكتشاف معدن البوكسايت عام 1973م في البعيثة بالقصيم، وبدأ نقل هذه المعادن من خلال قطارات “سار” إلى جانب اكتمال البنى التحتية للمناجم.
ونوه بمنجم حزم الجلاميد الذي أسهم في انتعاش المنطقة بشكل مباشر، وذلك بعد توجه الدولة ـ رعاها الله ـ إلى إنشاء مدينة وعد الشمال التعدينية عام 2012م ، مما أسهم في فتح مجالات استثمارية جديدة على مستوى المنشآت المتوسطة والصغيرة للعمل ضمن نشاطات داعمة للقطاعات الكبرى القائمة، بالإضافة إلى خلق مجالات وفرص عمل جديدة للشباب السعودي في تلك المناطق، وتشجيع توزيع الانتشار السكاني بين عدد أكبر من المناطق كنتيجة لفرص الاستثمار والتوظيف الناتجة.

وأفاد معالي وزير النقل أن توجه الدولة يهدف إلى دفع عجلة التنمية العمرانية في تلك المناطق لمواكبة النمو السكاني فيها، وتخفيف العبء عن المدن الرئيسية بانتقال عدد من النشاطات والصناعات لمناطق أخرى ، فضلاً عن دعم مختلف القطاعات الحكومية والخاصة في تقديم خدمات أفضل للمستفيدين كنتيجة لتحسين وضع الانتشار السكاني بين عدد من المناطق.
وكشف أن من ثمار خط التعدين إسهام القطارات في تخفيف ضغط شاحنات النقل الثقيل على شبكة الطرق الرئيسية، وتوفير 70% من استهلاك الوقود في نقل الحمولة من خلال الشاحنات، حيث تمكنت قطارات “سار” خلال شهر واحد فقط من إزاحة أكثر من (27,700) شاحنة عن الطرق، كانت تنقل الكميات ذاتها، مشيرًا إلى أن تشغيل قطارات المعادن أثمر في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 75%، وتوفير السلامة على الطرق بين المدن بتخفيض نسب الحوادث التي كانت الشاحنات طرفًا رئيسًا فيها. إضافة إلى انخفاض أبخرة أكسيد النيتروجين، وغيرها من الجسيمات المتطايرة الأخرى بنسبة 50% مقارنة بالنقل من خلال الشاحنات.

وأفصح الحميدان، خلال حديثه، عن أن قطارات المعادن نجحت في نقل نحو 17 مليون طن من الفوسفات والبوكسايت منذ بدء عمل القطارات عام 2011م ، حتى شهر أكتوبر الماضي ، و أن آلية نقل المعادن تتلخص في تعبئة عربات وتفريغها في الحاويات المخصصة كما , أن ” سار ” نجحت في دعمها اللوجستي للنشاطات التجارية والصناعية والتنموية و وفرت70% من استهلاك الوقود و أزاحت 27,700 شاحنة عن الطرق الرئيسية وخفض انبعاث أكسيد الكربون بنسبة 75% وأكسيد النتروجين بنسبة 50% .

و أكد رئيس هيئة النقل العام الدكتور رميح بن محمد الرميح من جانبه أن قطار التعدين يعد نقلة نوعية نحو تحقيق رؤية المملكة 2030م ، حيث أن المشاريع التعدينية الصناعية ستسهم في تعزيز حضور المملكة في الأسواق العالمية فضلاً عن استفادة القطاع الخاص المنتظرة من التكامل الصناعي في القطاع.

و رفع الرميح الشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – على رعايته وتدشينه لمشاريع البنية الأساسية التنموية والتعدينية في رأس الخير، مؤكداً أن تدشين هذه المشاريع العملاقة يبرهن حرصه على تحقيق التنمية المستدامة والمتوازنة في جميع مناطق المملكة، وتأسيس قاعدة صلبة ومتينة، يرتكز عليها الاقتصاد السعودي ، لتحقيق رؤية المملكة 2030م ، ضمن خطة التحوُّل الوطني التي يقودها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.

وأوضح الرميح إلى أن المشاريع التعدينية الصناعية ستسهم في تعزيز حضور المملكة في الأسواق العالمية ، فضلاً عن استفادة القطاع الخاص المنتظرة من التكامل الصناعي في القطاع واستغلال الفرص الاستثمارية في الصناعات التحويلية ، التي نشأت من توافر المواد الخام ، والبنية التحتية واللوجستية ، ومجمعات التصنيع في مدينة رأس الخير، لافتا النظر إلى أن مشروع خط الركاب لقطار الشمال بطول 1250 كيلو متر ، يتخلله ست محطات للركاب في كل من الرياض، والمجمعة، والقصيم، وحائل، والجوف، والقريات، وأن “سار” شارفت على استكمال المتطلبات كافة لإطلاق قطاراتها، وتتهيأ لتشغيلها بشكل فعلي بمشيئة الله تعالى مطلع العام القادم 2017م ، وذلك بعد أن أمضت مدة 15 شهراً في مراحل التشغيل التجريبي لها وبسرعات مختلفة وصلت 220 كيلو متر في الساعة .