باطرفي يكتب لـ”المواطن” عن دلالات مشاركة عمان في التحالف العسكري الاسلامي 

الخميس ٢٩ ديسمبر ٢٠١٦ الساعة ٥:٣٥ مساءً
باطرفي يكتب لـ”المواطن” عن دلالات مشاركة عمان في التحالف العسكري الاسلامي 

الدكتور خالد محمد باطرفي 

لم يفاجئني وإن أسعدني انضمام سلطنة عمان للتحالف العسكري الاسلامي ضد الاٍرهاب,  ذلك أن الشقيقة عضو في مجلس التعاون الخليجي وشريك في مشاريعها الدفاعية والأمنية، وعلى سبيل المثال لا الحصر فالسلطنة مؤسس لقوات درع الجزيرة الذي التي انشأها مجلس التعاون الخليجي عام ١٩٨٢م، ولَم تغب عن واجباتها في هذه المجالات وأولها تحرير الكويت عام ١٩٩٠-١٩٩١م.

على أن لعمان سياستها الخاصة المستقلة والتي تحرص على البعد عن المواجهات والدخول كطرف في النزاعات العربية والإقليمية، وعليه فقد امتنعت عن مقاطعة مصر بعد اتفاقية الرئيس المصري الراحل  أنور السادات على اتفاقيات كامب دايفيد في نهاية السبعينات، ولَم تشارك في قوات حفظ السلام العربية في لبنان بعد توقيع اتفاقية الطائف ١٩٨٢ ولَم تنضم لعضوية أوبك رغم أنها دولة منتجة ومصدرة للنفط، وأبقت على صلات تجارية ودبلوماسية مع إيران في عز الخلافات الخليجية معها سواء في عهد الشاه أو بعد الثورة الخمينية.

ولكن السلطنة أيضا تشارك في منظومات إقليمية وعربية واسلامية ودولية. فهي عضو مؤسس في مجلس التعاون الخليجي وعضو فاعل وإن لم يكن نشطا في الجامعة العربية ومنظمة التعاون الاسلامي والامم المتحدة، ولها مواقف دبلوماسية وسياسية لا تخرج غالبا عن الاجماع الخليجي والعربي والإسلامي والدولي حتى فيما يتعلق بإيران واليمن وسوريا وحزب الله.

وهي شريكة في العديد من القرارات التي تدين القيادة الإيرانية ورعايتها للإرهاب وتدخلاتها في شئون العرب واصطفت مع المملكة بعد اعتداء ايران على الممثليات السعودية وإثارتها للشغب في الحج، و اقرت تصنيف الدول الخليجية والعربية لحزب الله كمنظمة ارهابية، وشاركت بإيجابية في إيجاد وتبني الحلول للأزمة اليمنية وأهمها  المبادرة الخليجية التي اخرجت اليمنيين من مأزق المواجهة مع الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وأطلقت الحوار الوطني وتعتبر الْيَوْمَ مرجعا رئيسيا لكل الحلول الاممية المطروحة. كما اتخذت السلطنة مواقف إيجابية تجاه القضية الفلسطينية توافق مواقف أشقائها ولَم تخرج عن الصف في المحطات المفصلية مثل الغزو العراقي للكويت.

ومن منطلق أن الاٍرهاب خطر يتهدد الجميع ولا يستثني أحداً مهما حاول أن ينأى بالنفس عن مواجهته، تأتي مشاركة عمان في التحالف الاسلامي ضد الاٍرهاب.

وموقع السلطنة الاستراتيجي وسياساتها المنفتحة على الغرب وتحالفاتها مع دول كالولايات المتحدة وبريطانيا تقود التحالف الدولي ضد داعش وغيرها من المنظمات الإرهابية، وجوارها لليمن التي يعيث فيها الاٍرهاب فساداً يجعل من السلطنة هدفا محتملا.

ولا شك أن دخول عمان في التحالف الاسلامي الذي رفض أعضائه مشاركة إيران باعتبارها راعية للإرهاب يعتبر لطمة لطهران وضربة لأوهامها ومخططاتها لاختراق الصف الخليجي واستقطاب احد أعضائه. فالسلطنة كانت وستبقى دولة عربية خليجية وعضو في مجلس التعاون الخليجي والجامعة العربية، ولن تفرط في أمن واستقرار ووحدة الصف الخليجي والعربي من أجل الدولة الفارسية.

تحية لسياسة الملك سلمان الحكيمة ولتجاوب السلطان  قابوس بن سعيد ولجهود قائد التحالف العسكري الاسلامي الأمير محمد بن سلمان , وبانتظار زيارة خادم الحرمين الشريفين لبلده الثاني عمان.