بالصور.. قيادات محلية بتبوك تزور موقع “عينونة” الأثري 

الأربعاء ٢٥ يناير ٢٠١٧ الساعة ٣:١٢ مساءً
بالصور.. قيادات محلية بتبوك تزور موقع “عينونة” الأثري 

المواطن – تبوك 

نظّمت هيئة السياحة والتراث الوطني ممثلة ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، وبالتعاون مع فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بمنطقة تبوك، زيارة لقيادات المجتمع المحلي إلى موقع “عينونة” الأثري، وذلك في إطار الزيارات التي ينظمها برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة إلى مواقع التراث الوطني ضمن حملة التوعية المجتمعية للتراث الوطني.

وبدأت الزيارة بشرح من وليد بن علي بديوي، أخصائي الآثار والمتاحف بالهيئة العامة لسياحة والتراث الوطني، عن أهمية موقع “عينونة” وما يحويه من مواقع أثرية كانت تستخدم كأسواق لحضارات مختلفة من أهمها البيزنطية ومالها من أهمية اقتصادية في ذلك الزمان، حيث يقع بالقرب من ميناء “لوكي كومي ” والمسمى الآن بمركز “الخريبة” والذي كانت البضائع تنقل منه إلى تلك الأسواق ومنها إلى شمال العالم، حيث يعد مركزاً تجارياً ضخماً على طريق الحجاج.

بعد ذلك تجول الوفد في الموقع، وشاركوا في أعمال المسح والتنقيب، مستمعين إلى شرح مفصل من فريق المسح عن أهمية المكتشفات التي تمت في الموقع، مشاركين الفريق رأيهم في ضرورة توعية المجتمع المحلي بأهمية هذه المواقع في الحاضر والمستقبل ومدى الفائدة التي يمكن أن تعود على المجتمع من مكتشفات الفرق العلمية.

 وأوضح وليد بن علي بديوي، أخصائي الآثار والمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، أن الزيارة تهدف إلى تعريف المجتمع المحلي بجملة الأعمال التي تقام في الموقع وتصحيح بعض المفاهيم التي كانت مأخوذة عن أعمال التنقيب، والحفاظ على هذا الموقع الأثري كأحد أهم المواقع الأثرية التي تمتاز بها منطقة تبوك والاستفادة منها كرافد اقتصادي للمنطقة، ولتعريف ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري، بحيث يكون هذا الموقع مستقبلاً كغيره من المواقع الأثرية متحف مفتوح للمواطنين والزائرين.
وبين أنه تم العمل في “عينونا” مع الفريق السعودي البولندي بعد توقيع اتفاقية بين جامعة وارسو والهيئة العامة لسياحة والتراث الوطني عام 2014، حيث تم اختيار موقع عينونا لتميزه بعمقه التاريخي الذي يعود للفترة النبطية والرومانية والبيزنطية وبعضها يعود لفترات إسلامية متعاقبة، ويحتوي على مجموعة من الوحدات المعمارية تتركز على أرض واسعة مرتفعة عن بطن الوادي، وتطل على بقايا لتلال أثرية ومزارع، إضافة إلى مجرى لعين تعرف في المصادر الإسلامية بعيون القصب، مشيراً إلى أن عينونا تزخر بالعديد من المواقع الأثرية التي تعبر عن حضارات قديمة، بحكم موقعها على الساحل الغربي للبحر الأحمر على طريق التجارة المتجه إلى عاصمة الأنباط القديمة (البتراء).
هيئة السياحة تنظم زيارة ميدانية لقيادات المجتمع المحلي بتبوك إلى موقع (عينونة) الأثري‎1

وأشار البديوي إلى أهم آثار المنطقة المكتشفة في الموقع والتي تمثلت في العثور على مجموعات من الأسواق ترجع لعصور مختلفة تعكس دورها في طرق التجارة العالمي ومخطط لمنطقة سكنية ومستودعات تخزين البضائع قبل نقلها عبر القوافل إلى الشمال بتجاه البتراء وبلاد الشام والغرب بتجاه ميناء غزة في فلسطين ومصر، وأهم تلك البضائع هي البخور واللبان والتوابل التي كانت تأتي من الهند والصين عبر موانئ جنوب الجزيرة العربية، كما تم العثور على بقايا لصناعات محلية ويتضح ذلك من بقايا أعمال تعدين بالموقع، فضلاً عن كميات كثيرة من الكسر الفخارية المتنوعة والقطع الحجرية المتمثلة بأدوات طحن الحبوب والتي تعود لفترات حضارية مختلفة.

وقد أشاد المسؤولون والمواطنون المشاركون في الزيارة بالجهود المبذولة من فريق المسح والتنقيب الذي يعمل في موقع “عينونا” والمكتشفات التي تمت في الموقع، منوهين بالفوائد التي عادت عليهم في هذه الزيارة حيث ساعدت في تعزيز أهمية المنطقة التي يعيشون فيها وتعريفهم بالمواقع الأثرية في منطقتهم، مشيرين إلى أن تنامي جهود فرق المسح والتنقيب الأثري يزيد من المكتشفات الأثرية التي تعكس تاريخ وعمقها الحضاري، ويعرف بالحضارات المتعاقبة على أرض المملكة التي كانت ملتقى للحضارات.

وأكد عبدالله الشريف، مشرف فرع المياه في ضبا، أن الأهالي عليهم دور كبير في التعاون مع الفرق العلمية من خلال تهيئة الأجواء المناسبة لهم ومساعدتهم ومشاركتهم – حال طُلب منهم -، منوهاً بجهود هيئة السياحة والتراث الوطني من خلال نشر فرق المسح والتنقيب الأثري في مختلف مناطق المملكة، مشيداً بما شاهده من جهود فريق البحث البولندي في عينونا وبالمكتشفات التي وجدت فيه والتي تعود إلى ما قبل الميلاد.

من جهته أشار محمد صالح الجويا، رئيس مركز خريبة، إلى الفائدة التي تعود من خلال زيارة الأماكن الأثرية والاطلاع على أعمال فرق التنقيب، موضحاً أنها نافذة للتعرف على التراث القديم وجهود هيئة السياحة والتراث الوطني لإبراز مكتشفات أثرية وحضارية تنعم بها جميع مناطق المملكة، لافتاً إلى أن المواقع الأثرية بحاجة إلى الانتباه من أهالي المحافظة، وأن يتم التعامل معها كوجهة للزوار من المواطنين والسياح ؛كي تكون منطقة جذب سياحي مستقبلاً.

وطالب عبدالله عليان أبو طقيقة رئيس بلدية خريبة، المواطنين بالإسهام في المحافظة على المواقع الأثرية والتقيد بآداب النظافة العامة فيها وعدم العبث فيها، مبيناً أنه لم يكن يعلم شيئاً عن المواقع الأثرية في عينونة، رغم كونه من أبناء المنطقة، مشيراً إلى أن زيارته للموقع أسهمت في تغيير كثير من مفاهيمه عن أهمية المنطقة التي يعيش بها.

بدوره أكد محمد عليان الحويطي، رئيس لجنة التنمية الاجتماعية بشرمة، أن المواقع الأثرية بصفة عامة “تركة” مهمة جداً من الأجداد يجب رعايتها وحمايتها والحفاظ عليها، كونها تعكس حضارة المنطقة في العالم القديم، مطالباً جميع الجهات الرسمية وغير الرسمية وكذلك المواطنين بإكمال جهود هيئة السياحة والتراث الوطني من خلال تعزيز خطط وأفكار المشاركات المجتمعية المتعلقة بالتراث الحضاري للمملكة.

يشار إلى أن هيئة السياحة والتراث الوطني تنفذ عدة بعثات سعودية مشتركة مع فرق علمية أجنبية للتنقيب في موقع “عينونة”، كان آخرها الفرقة المشتركة مع جامعة وارسو البولندية لمدة خمس سنوات بدءاً من 2014م، والتي نتج عنها العديد من المكتشفات الأثرية.

هيئة السياحة تنظم زيارة ميدانية لقيادات المجتمع المحلي بتبوك إلى موقع (عينونة) الأثري‎2