الشاعر اللعبون أمام الملك : سلمانُ ما كان إلا سِلْمَ عالَمِنا .. وحربَ مَن كان يأبى السلمَ واللينا

الأربعاء ١ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٥:٣١ مساءً
الشاعر اللعبون أمام الملك : سلمانُ ما كان إلا سِلْمَ عالَمِنا .. وحربَ مَن كان يأبى السلمَ واللينا

المواطن – الرياض

ألقى الشاعر الأكاديمي الدكتور فواز بن عبدالعزيز اللعبون، قصيدة أمام خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز قبل قليل‎ في افتتاح مهرجان الجنادرية 31 ، بحضور ضيوف المهرجان .

وألقى الدكتور فواز، وهو رئيس قسم الأدب بكلية اللغة العربية في جامعة الإمام، قصيدة بعنوان “سِفْر الرؤية”، قال فيها:

١. مِن غابرِ الدهرِ حتى صبحِ ماضينا
ومَطلَعُ الفجرِ باقٍ في أمانِينا

٢. ما مات فينا طُموحُ المجدِ مذ خَضعتْ
لنا النواحي وما خابت مَساعينا

٣. تَروي التواريخُ عنا أننا أُمَمٌ
كنّا وصرنا وما زِلنا سلاطِينا

٤. شِدْنا لهذا الورَى أمجادَ عالمِهِمْ
ولَمْ نَزَلْ نحملُ البشرَى بأيدِينا

٥. نَجودُ خيراً على مَن ليس يسألُنا
ولا تَخِيبُ بنا آمالُ راجِينا

٦. نَرعَى الحدودَ ونَستبقي العهودَ ولا
يَلْقَى العداوةَ إلا مَن يُعادِينا

٧. حمامةُ السِّلْمِ حَطّتْ فوقَ نخلتِنا
وسالمتْ أُمّةً تَرعى الشواهينا

٨. شادت من السَّعَفِ المُخْضَلِّ جنّتَها
ولحّنتْ ما شجاها من أغانينا

٩. حتى إذا الصبحُ غنّاها مُوَشَّحَهُ
غنّتْ وراقصَتِ الزيتونَ والتينا

١٠. ها نحنُ من غابرِ الأزمانِ ما وهَنتْ
منا القلوبُ ولا كَلّتْ مواضينا

١١. باقونَ ماضونَ مهْما الكارهونَ أبَوا
وطوّعُوا في الإداناتِ القوانينا

١٢. إرادةُ اللهِ أقوى من إرادتِهمْ
ودِينُنا الحقُّ أبقى منهمُ دِينا

١٣. أرضُ النُّبُوّةِ لا تحيا على وَهَنٍ
ولا تَهُونُ وفيها بيتُ بَارِينا

١٤. خلائفُ اللهِ شادوها مُقَدَّسَةً
وحَصَّنُوها من الأرزاءِ تَحصينا

١٥. ما كادَ يَطوي بها التاريخُ صَفحتَهُ
إلا وأسفرَ منهُ فخرُ آتِينا

١٦. عبدُالعزيزِ الذي أحيا مَفاخِرَنا
ولاحَ كالشمسِ في داجي ليالِينا

١٧. ما مات كَلاّ وفينا منه باقيةٌ
أحيَوا لنا الأرضَ عُمراناً وتمدينا

١٨. ملوكُ صِدقٍ رعوا أمجادَ والدِهمْ
ونَصّبوا العدلَ في الدنيا موازينا

١٩. وذاك فجرٌ من الآمالِ نَلْمحُهُ
يُغرِي بنا مَطلَعَ البشرى ويُغرِينا

٢٠. تَحكي الفِراسةُ عنهُ أنهُ بَطَلٌ
فَذٌّ يُعيدُ لنا بدراً وحِطّينا

٢١. فَذٌّ يضاعفُ بشرانا ويمنحُنا
مَهابةً تخفضُ الباغي وتعلينا

٢٢. كلُّ الذين رأوا بشرى السَّنا لَمحوا
فيها حروفَ اسمِ غالي القَدْرِ مُغلينا

٢٣. سينٌ ولامٌ وميمٌ أَزهرتْ ألِفاً
ونُونُهُ أَنبتتْ للفألِ يَقطينا

٢٤. سلمانُ ما كان إلا سِلْمَ عالَمِنا
وحربَ مَن كان يأبى السلمَ واللينا

٢٥. أَرسَى به اللهُ مِن عَليائهِ وطناً
كادت تَمِيدُ به بغياً أعادينا

٢٦. أتى على فَتْرَةٍ مِن رُوحِ أُمّتِنا
ونحنُ فينا مِن الآلامِ ما فينا

٢٧. فجَمّعَ اللهُ فيه أُمّةً تَعِبَتْ
مِن الشَّتَاتِ وخِذلانِ المُوالينا

٢٨. وها قد ازدان منه الحزمُ واكتمَلَتْ
به البشائرُ وانزاحتْ مآسينا

٢٩. أحرارُ أُمّتِهِ في حِلْفِ دولتِهِ
يَستأصِلونَ الأفاعي والسراطينا

٣٠. أَلقَوا إليه مقاليدَ النُّهَى فسما
بهمْ إلى غايةٍ تُرضي المحِبّينا

٣١. خليجُنا العربيُّ امتدّ خارطةً
للمجدِ واخضرّ بالبشرى بساتينا

٣٢. هذي الإماراتُ فخرُ الشرقِ صَيَّرَها
«خليفةُ» الخيرِ بدراً في أَعَالِينا

٣٣. وتلك مملكةُ البحرينِ شامخةٌ
يُدْني بها «حَمَدٌ» أقصَى مرامِينا

٣٤. وفي عُمَانَ عريقٌ من حضارتِنا
يَرْوِيهِ «قابوسُ» مَزهُوّاً فيَرْوينا

٣٥. وتَمّمَ المجدَ في مَغنَى المها قطَرٍ
«تميمٌ» التِّمُّ فازدانت مغانينا

٣٦. وفي الكويت صباحٌ لا مغيبَ لهُ
ما دام وجهُ «صباحٍ» لا يُجافينا

٣٧. وأهلُنا الشمُّ من نيلِ الكنانةِ كم
كانوا على من يعادينا فراعينا

٣٨. بَنُو العروبةِ والإسلامِ ما افترقوا
كيف التفرقُ والأرحامُ تُدنينا؟!

٣٩. أيديهمُ في يدي سلمانَ ما بَرِحُوا
يَبنونَ ما رامهُ فينا أَوالِينا

٤٠. إذا انتشَى للندَى مَدوا أياديَهمْ
وإن دعا للوغَى هَبّوا مُلَبّينا

٤١. أبُوّةٌ في فَتِيِّ الروحِ تَجمعُنا
ونظرةٌ منه يومَ الرَّوعِ تكفينا

٤٢. إن يَرْضَ عن جهةٍ تَنهضْ مُعزَّزةً
وإن جفا جهةً لم تَبرحِ الطينا

٤٣. سَلُوا الذين تمادَوا في تَمرُّدِهمْ
عليه كيف أطاعوه مُنِيبينا

٤٤. دارت عليهمْ رَحَا الهيجاءِ فانطحَنوا
وشَكّلَتْهُمْ يدانا مثلَما شِينا

٤٥. يا سَلّمَ اللهُ سلماناً لأُمّتِهِ
وزادَهُ رفعةً فيها وتمكينا

٤٦. عصرٌ مِن المجدِ يَرعَى رؤيةً نَضَجَتْ
ثِمارُ عشرينِها قَبْلَ الثلاثينا

٤٧. سما بها الماجدانِ الساميانِ معاً
إلى العُلا فانتهينا في تَسامينا

٤٨. محمدُ النائفُ السامي ابنُ نايفِنا
ركنُ الأمانِ وعُدوانُ المُعادينا

٤٩. الكاسِرُ المفسدِينَ العابثِينَ بنا
والجابِرُ النادمِينَ المُستجِيرِينا

٥٠. وما محمدٌ الثاني سوى أَمَلٍ
أَحيَا شبابَ الأماني في نَواصينا

٥١. البَاعثُ الأمسَ وضّاءً إلى غَدِنا
والزارعُ الفألَ فينا والرياحينا

٥٢. ثلاثةٌ رَكَّعُوا الدنيا لغايتِهمْ
وما انحنوا أبداً إلاّ مُصَلّينا

٥٣. صانوا بهمّتِهمْ أركانَ مملكةٍ
شَمّاءَ والْتَمَعوا فيها عناوينا

٥٤. ومُتْعِبٌ مُتْعِبٌ أعداءَ مِلّتِهِ
مع الثلاثةِ يَرمِي نَحْرَ رامِينا

٥٥. يَحمي مع الحرسِ الحامي حِمَى وطني
حيناً، ويَحمي حِمَى تاريخِنا حينا

٥٦. أكرم بآلِ سعودٍ أسرةً نَسَلتْ
أهلَ البطولاتِ والغُرَّ الميامينا

٥٧. قد خَصّهمْ باعثُ التقوى بخدمتِهِ
فقدَّموا مُهَجَ التقوى قرابينا

٥٨. يُعِينُهمْ خيرُ شَعبٍ ذاد عن وطنٍ
حُرٍّ زَكَتْ في مَعانيهِ مَعانينا

٥٩. الواثبونَ إذا نادَى المليكُ بنا
والمُرغِمونَ أنوفَ المُستبِدينا

٦٠. المطعِمونَ فَمَ الأيامِ لُقْمَتَنا
والنابِتونَ على الأوجاعِ نِسرينا

٦١. الواصلونَ يدينا في يَدَي مَلِكٍ
نَفْديهِ وهْو مِن الأَسواءِ يَفْدينا

٦٢. يَدري بأنّا نصونُ العهدَ في زمَنٍ
يبيعُنا فيه حتى مَن يُؤاخينا

٦٣. مِن عهدِ آدَمَ ما خُنّا مبادِئَنا
وما حَنَتْ عُودَ ماضينا عَوادينا

٦٤. وحين دوَّى نداءُ اللهِ وانغَلَقتْ
مسامعُ الخلقِ لَبّينا مُجيبينا

٦٥. خُضْنا الحروبَ وعانينا الكُروبَ وقدْ
آنَ الأوانُ لِيَجني الخيرَ جانينا

٦٦. وعدٌ مِن اللهِ أن يرعَى مآثرَنا
وأن تدومَ مع الدنيا مَعالينا

٦٧. هذا الكِيَانُ الذي بالعدلِ أسّسَهُ
عبدُالعزيزِ سيبقى رَغمَ شانينا

٦٨. يكفي بأنّا دعونا اللهَ يحفظُهُ
مَدَى الزمانِ فقال الكونُ: آمينا