صربيا تنتظر رد فعل مجلس الأمن الدولي على إنشاء جيش كوسوفو

الجمعة ٢٤ فبراير ٢٠١٧ الساعة ٤:٥٩ مساءً
صربيا تنتظر رد فعل مجلس الأمن الدولي على إنشاء جيش كوسوفو

تطرقت صحيفة “إيزفيستيا” إلى مبادرة سلطات كوسوفو بتشكيل جيش دائم للإقليم؛ مشيرة إلى أن بلغراد تعدُّ ذلك تهديدا للشعب الصربي.

جاء في مقال الصحيفة:

كانت مبادرة تشكيل جيش دائم لجمهورية كوسوفو غير المعترف بها، والتي وافق عليها برلمان الإقليم، آخر ما يمكن لصربيا السكوت عنه. فالسلطات الصربية تشير إلى أن قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1244، الذي صدر عام 1999، يمنع كوسوفو من تشكيل جيش خاص بالإقليم. وفي هذا الصدد، أعلنت بلغراد أنها لا تستطيع غض الطرف أكثر عن استفزازات بريشتينا. لذلك، فإنها سوف ترد على هذه السياسة العدوانية. من جانبها تحاول بريشتينا بهذا القرار تأكيد استقلالها و”سيادتها”.

في هذه الأثناء، ذكَّر سفير صربيا لدى موسكو سلافينكو تيرزيتش في حديث إلى “إيزفيستيا” بأن إقليم كوسوفو وميتوهيا هما جزء من الدولة الصربية بموجب الدستور. وهذا ما يؤكده قرار مجلس الأمن الدولي 1244. لذا، فإن “تشكيل جيش كوسوفو بصورة غير علنية، قد يصبح خطوة لزعزعة الاستقرار في المنطقة ويهدد الشعب الصربي فيها بصورة جدية”.

ويضيف السفير الصربي أن “السؤال الذي يجب البحث عن جواب له هو لمصلحة من وما هو الهدف من زعزعة الاستقرار في المنطقة، وما هي الغاية الجيوسياسية من عملية إنشاء ألبانيا الكبرى؟”. ويجيب السفير بنفسه “لعل من الأفضل انتظار رد فعل مجلس الأمن الدولي الفورية”. ولفت الدبلوماسي الصربي إلى أن القوات المسلحة في كوسوفو بعد عام 1999 “ولدت من منظمة إرهابية – هي جيش تحرير كوسوفو”، مشيرا إلى تقرير نائب البرلمان السويسري ديك مارتي في مجلس أوروبا عام 2010 بشأن عدم شرعية الاتجار بالأعضاء البشرية من قبل سلطات كوسوفو.

وقال سلافينكو تيرزيتش: “مع الأسف لا نزال نلاحظ سياسة ازدواجية المعايير. فمن جانب تجري محاربة الإسلام الراديكالي في الشرق الأوسط، ومن جانب آخر يجري دعم الإسلام الراديكالي في كوسوفو وميتوهيا. أليس تدمير الآثار الصربية في كوسوفو وميتوهيا وفي تدمر ظاهرة واحدة؟”.

من جانبه، أكد رئيس برلمان الجالية الصربية العالمية دراغان ستانويفيتش في حديث إلى الصحيفة، أن “وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس أشار قبل فترة ليست بعيدة خلال جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ الأمريكي إلى ضرورة إنشاء جيش كوسوفو. وبحسب ستانويفيتش، فإن سلطات بريشتينا استغلت هذه الفكرة. أي أن الغرب يقف وراء ما يجري في المنطقة، وفي مقدمته الولايات المتحدة”.

وأضاف أن “الغرب بالذات كان وراء سلخ كوسوفو عن صربيا، والآن تحاول الولايات المتحدة “تعزيز استقلال” الإقليم”. وإن “إنشاء جيش دائم هو مشروع سياسي بالدرجة الأولى، فبتشكيل قوات مسلحة ستجري محاولة تأكيد استقلال كوسوفو. لذلك يجب أن يطرح هذا الموضوع على مجلس الأمن الدولي، وعلى المجتمع الدولي إعطاء رد سياسي على هذا الاستفزاز”. ولفت دراغان ستانويفيتش إلى الانتخابات الرئاسية، التي ستُجرى قريبا في صربيا، وإلى أن بريشتينا تستغل الصراعات السياسية داخل البلاد.

من جانبها، تشير مديرة مركز الدراسات الجيوستراتيجية دراغانا تريفكوفيتش إلى أن إنشاء جيش كوسوفو يجري منذ عدة سنوات بدعم أمريكي وبريطاني وتركي رغم قرار مجلس الأمن الدولي 1244. وبحسب قولها، هذا انتهاك صارخ للقانون الدولي. وتضيف “إذا ما كانت القيادة الصربية تريد اتخاذ خطوات جدية، فعليها إعادة الموضوع من بروكسل إلى مجلس الأمن الدولي، حيث تتمتع بدعم روسي وصيني.

هذا وكانت “إيزفيستيا” قد أوردت آراء ساسة وخبراء من صربيا، تفيد بأن اللاعبين الغربيين لا يزعزعون الأوضاع في البلقان اعتباطا، لأنهم يريدون تحويل قضايا المنطقة إلى مواجهة جديدة بين الغرب وروسيا، وأن الوضع حول كوسوفو خير دليل على ذلك.