ارتفاع حدة التوتر بين تركيا وهولندا بعد وصف أردوغان التصرفات الهولندية بالـ”نازية”

الأحد ١٢ مارس ٢٠١٧ الساعة ٣:١٥ صباحاً
ارتفاع حدة التوتر بين تركيا وهولندا بعد وصف أردوغان التصرفات الهولندية بالـ”نازية”

تصاعدت حدة التوتر بين أنقرة ولاهاي السبت بعد أن قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن منع السلطات الهولندية لهبوط طائرة وزير خارجيته مولود تشاوش أوغلو يذكر بممارسات “النازية”، واعتبر رئيس الوزراء الهولندي مارك روته هذه التصريحات “مجنونة وغير لائقة”، وإثر ذلك قامت تركيا بإغلاق السفارة الهولندية في أنقرة وقنصليتها في إسطنبول.

تحول قرار هولندا منع زيارة وزير الخارجية التركي في إطار حملة مؤيدة للرئيس التركي إلى أزمة دبلوماسية السبت، مع اتهام رجب طيب أردوغان لاهاي بممارسات تحاكي “بقايا النازية”.

وأعلنت هولندا التي تشهد حملة انتخابية “سحب الترخيص بهبوط” الطائرة التي كانت ستقل الوزير مولود تشاوش أوغلو إلى أراضيها.

وأوضحت الحكومة الهولندية في بيان أن “السلطات التركية هددت علنا بفرض عقوبات ما يجعل من المستحيل التوصل إلى حل منطقي”.

وأثار إعلان لاهاي غضب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اعتبر أنه يذكر بممارسات “النازية”، ما دفع رئيس الوزراء الهولندي مارك روته إلى الرد عليه واصفا تصريحاته بأنها “مجنونة وغير لائقة”.

في المقابل، وبعيد قرار لاهاي، “أكدت” السلطات المحلية وصول تشاوش أوغلو الأحد إلى مدينة ميتز في شمال شرق فرنسا لحضور تجمع. وقال المسؤول المحلي آلان كارتون لوكالة فرانس برس إن وصول الوزير التركي “تم تأكيده”، موضحا أن تشاوش أوغلو سيصل إلى ميتز “بعيد الظهر” ولافتا إلى أن “جمعية تركية محلية” هي اتحاد الديمقراطيين الأتراك الأوروبيين “استأجرت قاعة في مركز المؤتمرات”.

وأوضح كارتون أن “وزارة الخارجية” وافقت على زيارة الوزير التركي لفرنسا، مذكرا بأن السلطات المحلية “مكلفة أمن التظاهرة ومحيطها وضمان عدم حصول اضطراب للنظام العام”.

وقال مسؤول تركي لم يشأ كشف هويته إن طائرة الوزير التركي “أقلعت” إلى فرنسا الأحد على أن يتوجه مبدئيا في اليوم نفسه إلى زوريخ في سويسرا.

وكان وزير الخارجية التركي قد أعلن في وقت سابق السبت أنه سيبقي زيارته المقررة لروتردام في إطار الحملة المؤيدة لتوسيع صلاحيات أردوغان ضمن استفتاء تجريه أنقرة في 16 نيسان/أبريل، متوعدا هولندا بـ”عقوبات شديدة” إذا حالت دون حضوره.

إلا أن الحكومة الهولندية أعلنت الخميس معارضتها للزيارة وألغت التجمع منذ الأربعاء على لسان رئيس بلدية روتردام الذي أعلن أن مدير القاعة التي كان من المقرر أن يجري فيها التجمع لم يعد قادرا على وضعها في تصرف منظميه.

ولمح أردوغان إلى أن بلاده سترد عبر منع المسؤولين الهولنديين من الهبوط في أراضيها من دون أن تحظر “زيارات المواطنين” الهولنديين.

هولندا تمنع وزير العائلة التركية من الوصول لقنصلية بلادها

من جهته، اعتبر تشاوش أوغلو من إسطنبول أن قرار لاهاي “غير مقبول”. وفي العاصمة التركية تجمع نحو خمسين متظاهرا أمام قنصلية هولندا تأييد لموقف أنقرة.

إلى ذلك، استدعت تركيا القائم بالأعمال الهولندي في أنقرة تعبيرا عن احتجاجها، بحسب مسؤول في وزارة الخارجية التركي لم يشأ كشف هويته.

من جهتها، ذكرت وكالة أنباء الأناضول الحكومية إن وزيرة العائلة التركية فاطمة بتول سيان كايا تعتزم التوجه إلى روتردام برا انطلاقا من دوسلدورف في ألمانيا.

وفي روتردام، أغلقت الشرطة الطريق حيث قنصلية تركيا لافتة إلى تلقيها “معلومات أن عددا معينا من الأشخاص ينوون التجمع في المكان”. لكن السلطات قالت إنها تجهل ما إذا كانت الوزيرة التركية ستشارك في التحرك.

وأعلنت وسائل إعلام تركية في وقت لاحق أن الشرطة الهولندية رفضت دخول موكب الوزيرة التركية إلى هولندا، في حين قالت وسائل إعلام هولندية إن الوزيرة وصلت إلى البلاد برا، وإنه قد تم احتجازها في روتردام، وأوضحت الوزيرة بعد ذلك عبر موقع تويتر إن السلطات الهولندية منعتها من الوصول إلى القنصلية التركية في روتردام وهي على بعد 30 مترا منها.

وقالت مصادر في الخارجية التركية إن سفارة هولندا في أنقرة وقنصليتها في إسطنبول قد تم إغلاقهما مع الطرق المؤدية إليهما لأسباب أمنية، ودعا وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو السفير الهولندي لدى بلاده لعدم العودة إلى أنقرة في الوقت الراهن.

“حل مقبول”

تراهن السلطات التركية بشكل كبير على حملتها للتأثير في الأتراك المقيمين في أوروبا. ويقيم في هولندا نحو 400 ألف شخص من أصل تركي.

وكان وزير الخارجية الهولندي بيرت كوندرز قد قال بوضوح الخميس إن هولندا “لا تريد أن تتم” زيارة تشاوش أوغلو.

وقال كوندرز “لن نشارك في زيارة مسؤول حكومي تركي يريد القيام بحملة سياسية من أجل الاستفتاء. وبالتالي، لن نتعاون. لن تخصص أي من الإمكانات التي ترصد عادة لزيارة وزارية”.

ومنذ الخميس، بدأت هولندا مشاورات مع تركيا من أجل التوصل إلى “حل مقبول”. وأوضحت الحكومة الهولندية السبت “كانت هناك مشاورات لتحديد ما إذا كان بإمكان السلطات التركية نقل مكان التجمع، أو إعطاؤه صفة خاصة على نطاق ضيق داخل القنصلية أو السفارة التركية”.

وتأتي الأزمة بين البلدين قبل بضعة أيام من انتخابات تشريعية في هولندا تمحورت الحملة فيها حول الإسلام.

وأشارت استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن حزب النائب المعادي للإسلام خيرت فيلدرز سيحل ثانيا.

وتثير الحملة التي أطلقتها السلطات التركية في أوروبا توترا مع العديد من الدول بدءا بألمانيا، وذلك بسبب إلغاء عدد من المدن الألمانية لتجمعات مؤيدة لأردوغان.

وفي الخامس من آذار/مارس، اتهم أردوغان ألمانيا باللجوء إلى “ممارسات نازية” ما أثار غضب برلين وبروكسل. إلا أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل دعت إلى “ضبط النفس”.

وتعيش في ألمانيا أكبر جالية تركية في العالم مع نحو 1,4 مليون نسمة.