الشاعرة شموخ: تحدّيت العادات والتقاليد.. والحس الأنثوي أعذب

الثلاثاء ٢٨ مارس ٢٠١٧ الساعة ١:٥٨ صباحاً
الشاعرة شموخ: تحدّيت العادات والتقاليد.. والحس الأنثوي أعذب

نموذج للمرأة الرائعة، تعشق الشعر، تكتبه وتتغنى به، أبدعت صوتاً وشعراً، استطاعت أن تكون مميزة فتميزت، وأرادت أن تصل فوصلت، وسيصدر لها ديوان شعري قريباً، إنها الشاعرة شموخ المالكي.

وكشفت المالكي، في حديث خاص لـ”المواطن“، أنّها بدأت كتابة الشعر، في سن مبكر، إذ كان عمرها آنذاك ١٥ عامًا، مضيفة “قصائدي كانت تحتاج للكثير من التصحيح، فقد كانت البداية”.

وأشارت إلى أنَّ “أمي هي من اكتشفت موهبتي، على الرغم من أنها لا تقرأ ولا تكتب، ولكنها كانت تقرأني، وتنصت لي، وتشجعني دوماً، كانت الصدر الحنون ومنها استمديت الكثير من القوة، والكثير من الإبداع أيضًا”.

“النقد” والإشادة سواء:

وأبرزت المالكي أنَّ “هناك الكثير ممن أشاد بكلماتي الشعرية، وأخرون لم تعجبهم، ولكن بقيت شموخ تستفيد من الاثنتين، دون أن تتراجع للوراء، إذ كنت أسمع جيداً دون أن أعلّق كثيرًا”.

وبيّنت أنَّ “ردود فعل المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كانت جميلة ومشجعة لي، ومحمسة، فضلاً عن أنّها دافع كبير للتقدم”، مضيفة “أتمنى أن أكون عند حسن الظن دوماً، فالمشاعر تجاه الشعر لا تقتصر على جنس معين، فالإنسان يتأثر بما يتلقى من كلمات، لكن الحس الأنثوي دومًا أعذب”.

“كتبت للوطن”

وروت الفنانة التي سطع شمس كلمتها، كيف طُلب منها، من منطقة الباحة، كلمات شعرية لإدارة نشاط الطالبات، وهي قصيدة عن اليوم الوطني، وتتضمن وصفًا للباحة، وهي عبارة عن مقطعين، الأول نبطي والثاني تفعيله، وهما:

الأول:

ياموطني ياقبلة المسلمين

وأرض الرسالة والعطا والسلام

عشتي منار العز دنيا ودين

والخير والتقدير والاحترام

من دون حدك كلنا حاضرين

في ظل قادتنا الملوك الكرام

الثاني:

والله الله يا الباحة

في خير وأمطار سباحة

ورود وكادي وريحان

سبحان من صورك سبحان

ياجنوبية بالحسن مكسية

ياجنوبية على العز مبنية

عروس مشاري بن عبدالعزيز

بلباسها في روعة التطريز

 

“أجد قلمي بالشعر الحزين”:

وبيّنت المالكي، في حوارها مع “المواطن“، أنّه “يشدني عند الكتابة كل ما يهز المشاعر من موقف أو قصة أو صورة أو حدث أو خبر، يجعلني أكتب، وأجد نفسي في الشعر الحزين بعض الشيء، فالحزن أطهر إحساس يلامس قلوب البشر بسرعة”.

وكشفت الشاعرة شموخ، أنّه “عانيت من العادات والتقاليد كوني شاعرة، ولكن ولله الحمد طموحي كان أقوى من أي عوائق، وزوجي كان الداعم الأول لي، ولازال يقف بجانبي، وهو من أعطاني هذه القدرة على الظهور”.

قلة الدعم الإعلامي:

وذكرت شموخ “كان أول لقاء صوتي لي من ثماني أعوام تقريباً، مع الشاعر القطري عادل عبدالله، في إذاعة صوت الخليج وبرنامج فيض المشاعر تحديدًا”.

واستطردت “لا يوجد للأسف دعم إعلامي قوي، أو داعم إعلامي محدد، ولكن حظيت بالفترة الأخيرة بدعم بعض الصحف الورقية والإلكترونية، إلا أنني آمل منهم المزيد من الدعم”.

مولود جديد يرى النور:

وفي شأن كتابها الذي سيرى النور قريبًا، أوضحت أنّه “تحت عنوان (عندما تموت القلوب وهي تنبض)”، مضيفة “كل الشكر لمن وقف ليخرج هذا الكتاب ويرى النور وهو الأستاذ حسن الجعفري والنادي الأدبي بجازان، هو من قام على طباعة هذا الكتاب”.

الكتابة والخط فن

وأعلنت شموج، عن مواهب أخرى تتمتع بها، مبيّنة “أتمتع بموهبة فن الكتابة والرسم على الحجارة، فأنا من عشاق الفن بصفة عامة، كل شي فيه إبداع يجذبني”.

وأضافت “كانت البداية في جمع الأحجار الجميلة، ذات الألوان والأشكال المميزة. كنت احتفظ بها، ثم بدأت ألوّنها، وأكتب عليها بعض الجمل، وأطبع عليها أيضاً، حتى لاقت إعجاب الكثيرين ولله الحمد، فالخط الجميل أتى بعد الكتابة، وكلما كتبت أكثر كلما أصبح خطي أجمل فكلاهما فن، وهما مكملان لبعضهما”.

“النساء أكثر عذوبة”

وقالت شموخ “التذوق الشعري يختلف من شخص لآخر، لكن النساء بمستوى أكبر في العذوبة، ولهذا يتذوقن الشعر بطريقة أخرى”.

وأردفت “كنت ضيفة لأمسيتين شعريتين في منطقة الباحة، مع الشاعرة ثريا الزهراني. كانت جميلة وناجحة. وكان الحضور جيدًا والتفاعل فوق الرائع، فمثلما قلت الأنثى ذات ذوق راقي وحس شعري متميز. كما كانت تحت تنظيم ممتاز واستقبال رائع ونأمل بتنظيم الكثير منها في الصيف”.

“الشعر رسالة”

وعن يوم الشعر العالمي، رأت شموخ أنّه “ليس فقط حروف وكلمات وجُمل تصفف لتصنع منها قافية جيدة، الشعر إذا خلا من الإحساس والعاطفة، وظل فقط حبرًا على ورق، لا يستلذ ولا يستساغ، ولا حتى يصل إلى قلب المتلقي، أي أنَّ الإحساس والعذوبة والعاطفة هي من تصنع من المشاعر شعراً، وغير ذلك أنا شخصياً لا أجده شعراً، حتى وإن كان بقافية ووزن”.

الكلمة نبض من القلب

ووجّهت شموخ، في ختام حديثها إلى “المواطن“، رسالة إلى كل شاعرة، داعية إياهن إلى أن يحققن ما يصبون إليه، مضيفة “لا تدع كل كلمة سلبية تأتيك تنهيك، بالعكس أجيدي فن الإصغاء، وتجاهلي كل كلمة تعتزم تحطيمك أو كسرك”.

وأردفت “النجاح ليس بين ليلة وضحاها، النجاح خطوة بخطوة.. فالشعر رسالة تحمل بين طياتها أسمى وأرق أنواع المشاعر رسالة لوطن، رسالة لأم، رسالة لشعب، رسالة لكل من يمتلك إحساسًا عاليًا بمن حوله، الشعر لا أملك أن أقول عنه سوى أنه نبض من قلب لكل من يملك قلبًا”.