السفير السعودي في الأردن : زيارة الملك لآسيا علمتنا فن الخروج عن التقليدية

السبت ٢٥ مارس ٢٠١٧ الساعة ١١:٢٥ مساءً
السفير السعودي في الأردن : زيارة الملك لآسيا علمتنا فن الخروج عن التقليدية
قال سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة الأردنية الهاشمية صاحب السمو، الأمير خالد بن فيصل بن تركي آل سعود، إنه راجع التجارب الدبلوماسية السعودية السابقة كمُرشدٍ لابد منه لمعرفة مواقع النجاح والفشل في هذا المجال الحيوي والهام، موضحاً أن هذا تم بعد أن تشرف بالمسؤولية التي منحها له خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، كممثلٍ لمقامه الكريم في الشقيقة المملكة الأردنية الهاشمية قبل عام ونصف.
وأضاف أن العمل الدبلوماسي فن اصطياد الفرص وصناعتها، والدبلوماسي الناجح هو الذي لا يكون نجاحه روتينياً بارداً وتلقائياً، يجيد حفظ الإجراءات وينفذها فقط، بل الناجح من يمتلك القدرة على الخروج عن إطار التقليدية إلى مناخات الإبداع والتفرد.
ورأى أن زيارة سيدي خادم الحرمين الشريفين الآسيوية كانت من تلك الدروس المُلهِمة للدبلوماسي لتعلم فن الخروج عن إطار التقليدية إلى إطار الإبداع، ففيها من فن صناعة الفرص الكثير، والتي تُغني عن قراءة مئات الأدبيات الدبلوماسية.
وأردف أن: “سيدي خادم الحرمين الشريفين اختط منهجاً في السياسة يعتمد على المدخل التاريخي لفهم مجريات الأحداث والتعامل معها، قاعدة هذا المدخل الدين الإسلامي والتاريخ السعودي، ففي مدرسته؛ يجمع الدين الإسلامي بين المصلحة والقيم الأخلاقية العالية، ويكون التمسك بثوابت الدين مصلحة لا يفهمها إلا من شهد أن لا إله إلا الله، عقيدةً وسلوكاً”.
ولفت إلى أن: “زيارة مقامه الكريم الآسيوية تُفصح عن شخصية إسلامية تعمل من أجل الدين، ونشر ثقافة الاعتدال في كل بلاد الدنيا، لذا كان الدرس الدبلوماسي الذي يجب أن يَحرص على تعلُمه من يعمل في السلك الدبلوماسي هو أننا دولة ذات عقيدة معتدلة لها مصالحها في أكثر بلدان العالم، لكن الطريق لتحقيقها هو التمسك بثوابت الدين واحترام الآخر، نحترم أتباع الأديان لأن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم قال :من عادى ذمياً في الدنيا فأنا خصمه يوم الآخرة، في مقابلته لرجال الدين المسلمين في الدول الإسلامية أراد مقامه الكريم توصيل معانٍ سامية من وصية خاتم الأنبياء ألا وهي العدل، والرحمة، والمشاركة الإنسانية القائمة على حفظ كرامة البشر وحقوقهم، وأن من فَهِم دين الله أنصف عباده عدلاً ورحمةً وتعاملاً.
واستكمل: “كذلك الجمع بين الدين والتاريخ -فهماً ودراسة- تُمكِّن كل متابع للشؤون السعودية من فهم سياستنا، كما تساعده على مد جسور التواصل معنا باحترام طاهر لا يقبل الدسائس والدنس، الدين هو ما يمنعنا من التدخل في شؤون الآخرين -إلا بالتي هي أحسن-، وهو من يضمن تحقيق المصالح دون الاعتداء على حق أحد. ديننا كما عرفناه من سيدي خادم الحرمين الشريفين هو دين حضارة وسياسة، وهو الإسلام الذي سبق كافة تشريعات الحقوق المدنية للبشر في تجريم العنصرية، وهو الذي امتد بسماحته للمشرك والذِمي والعدو، وأعطاهم كافة حقوقهم الانسانية دون أن يكون في ذلك انتقاصاً لقيمِه السمحة الراقية، ديننا هو الإطار الذي تتحرك فيه سياستنا ومصالحنا وحضورنا الثقافي والانساني”.
وشدد على أن :”خادم الحرمين الشريفين أعطى في جولته الآسيوية للدبلوماسي السعودي -قبل غيره- درساً في التعامل مع البيئات المختلفة معنا لغةً وثقافةً وعاداتٍ ودين، وعَرَفنا منه –أمدَّ الله في عمره- أن التضحية لا تكون إلا في المصالح وليس في العقيدة، وأن الاعتدال مطلب حضاري للدين الاسلامي قبل أن يكون مبدأً سياسياً، وأن التاريخ دائماً ما ينصف وينصر أصحاب الثوابت والقيم على أصحاب المصالح المؤقتة، ليست هذه مثالية مفرطة، ولكنها طبيعة سياسة سعودية تقوم على بناء المصالح المشتركة مع الغير، وفق منهج تعلمناه من سيدي خادم الحرمين الشريفين -أيَّده الله- وسوف نحرص على الأخذ به، والتعامل مع الآخرين وفقاً لما تشرَّبناه من مبادئ ديننا الإسلامي المعتدل”.