لك الله يا سائق باص النصر !

الأربعاء ١٢ أبريل ٢٠١٧ الساعة ١٢:٢٨ صباحاً
لك الله يا سائق باص النصر !

# في آخر حوار مع سائق الباص الخاص بنادي النصر السوداني حسين إبراهيم قبل وفاته رحمه الله، وهو الذي قضى ٤٠ عامًا بالسعودية، ذكر للزميل حوّاس العايد من صحيفة “الرياضية” حين سأله عن الحقوق المتأخّرة له بنادي النصر – تصل بحسب بعض المصادر إلى العامين والنصف – فأجاب نصًا وبكل تعفف : ” بأن هناك متأخرات مثلها مثل الأندية الأخرى، ونحن ثقتنا في الله ثم بالمسؤولين في نادي النصر وعلى رأسهم الأمير الغالي فيصل بن تركي في صرف مستحقاتنا وستأتي حتى وإن تأخرت، ولن يضيع لنا حق عند الناس الكرماء ولا نقلق إطلاقًا من هذا الشيء ”

# يا الله ما أكرم وأأدب وأعفف هذا الرجل ، رغم كل تلك المتأخرات والضائقة التي كان يعاني منها ومع كل ذلك يرد بهذا الرد! 

طبعًا ما حدث بعد ذلك كان مؤلمًا بالفعل، إذ توجّه السائق السوداني بعائلته في الأسبوع الماضي – أسبوع الإجازة – إلى مكة المكرمّة لأداء العمرة والدعاء لابنه المصاب بالفشل الكلوي – شفاه الله – والذي يرقد في أحد مستشفيات العاصمة وكان يطالب في الفترة الأخيرة من الإدارة بحقوقه رغبة في علاجه، وفي الطريق تعرضوا لحادث أليم توفي على إثره الرجل الطيّب رحمه الله تعالى .

# طبعًا الأمير فيصل بن تركي وبحسب البيان الصادر من نادي النصر وجّه بصرف باقي المستحقات المالية للرجل، كما أمر باستمرار صرف راتبه الشهري من حسابه الخاص، كما وجّه بمتابعة الحالة الصحية لأفراد أسرته المصابين والوقوف معهم.

# بادرة رئيس النصر يشكر عليها ولاشك ولكنها تأخرت كثيرًا، فهل نحتاج دومًا لحالة وفاة حتى نبادر ونتفاعل ؟!

والحديث هنا لا يقتصر على نادي النصر فقط، ولكنه يشمل معظم الأندية السعودية والتي نقرأ دومًا ومع الأسف الشديد بأن هناك متأخرات كثيرة وكبيرة وبالأعوام للعاملين البسطاء فيها، بينما لا تتأخر مستحقات لاعبيها المحترفين المليونية يومًا واحدًا، وهو الأمر الذي تدرك تلك الأندية بأنه لو حدث فإنه سيكلّف النادي خسائر وعقوبات باهظة من الاتحاد الدولي ، متناسين بأنّ دعوة مظلوم من هؤلاء العمال البسطاء لتأخر حقوقه، قد تكون سببًا بعد الله في تعثر وتردي نتائج هذا النادي إلى أبد الأبدين .

# لذلك ومن هذا المنبر نناشد الهيئة العامة للرياضة بقيادة الأمير عبدالله بن مساعد إلى النظر في هذا الأمر، الذي لا يمكن وصفه إلا بالعبث والمساس بسمعة ديننا الحنيف عمومًا وبلدنا خصوصًا، ولعلّ في إيقاف الإعانات السنوية التي تصل للأندية سواء من الحكومة، أو من حقوق النقل التليفزيوني وغيرها من مداخيل ومستحقات الأندية في حال وجود مستحقات متأخرة لهؤلاء العمال البسطاء ما قد يقضي على هذا العبث إلى الأبد.

 

[email protected]

 

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني