بأيدٍ سعودية.. تقنيّة نانونية تستخلص الزئبق من المياه

الأحد ٢٣ أبريل ٢٠١٧ الساعة ٣:٤٣ مساءً
بأيدٍ سعودية.. تقنيّة نانونية تستخلص الزئبق من المياه

توصّل فريق بحثي من مركز بحوث علوم المواد المتقدمة بجامعة الملك خالد، إلى تقنية لاستخلاص الزئبق من عينات المياه، بواسطة الجزيئات النانوية.

وأوضح رئيس الفريق البحثي مدير مركز بحوث علوم المواد المتقدمة بالجامعة الدكتور حامد علي آل غرامة أنَّ “أهمية هذا الابتكار تكمن في أنه قد يساعد الباحثين ومختبرات تحاليل السموم، في عمليات قياس ومراقبة مستويات الزئبق بدقة متناهية”.

وأشار إلى أنَّ “الفريق تمكّن من استخلاص 5 مركّبات، من النباتات البرية في منطقة عسير، وهي ذات أصل عضوي، ويمكن استخدامها بدائلاً آمنة للمبيدات الكيميائية، إذ أنّها ذات قدرة فائقة ولها نشاط إبادي على نواقل الأمراض الوبائية والبكتيريا الممرضة والفطريات الضارة”.

وبيّن آل غرامة أنّه “يتم إنتاج جزيئات نانوية متجانسة الشكل، ذات قدرة فائقة على الانتشار، ولها خواص جاذبة للزئبق nanoscavengers، وبهذا تستقطب وترتبط بأكبر قدر ممكن من أيونات الزئبق ومن ثمّ يمكن جمع هذه الجسيمات”.

وأكّد أنَّ “هذا الابتكار يمكّن الباحثين من قياس تركيز الزئبق بدقة أكبر من الطرق التقليدية في الاستخلاص التي تستخدم مذيبات ضارة بالبيئة، كما يتميز بالسهولة وعدم الحاجة إلى تحريك عينة الماء خلال عملية استقطاب جزئيات الزئبق، نظرًا لأن المادة المستخدمة هي مواد نانوية وتتحرك وتنتشر ذاتيًا بين جزيئات الماء نفسها، لصغر حجمها وتبقى معلقة فترة طويلة”.

وأضاف “إن هذه التقنية قادرة على استخلاص العديد من الملوثات العضوية وغير العضوية من الماء أيضًا، ولها العديد من التطبيقات الصناعية والطبية”، لافتًا إلى أنَّه “الآن تتم دراسة تحسين خواص هذه المواد النانونية، ودراسة أثرها على الخلايا السرطانية”.

وكشف أنَّ “هذه المركبات الخمسة سيتم تسجيلها كبراءات اختراع في مراكز براءات الاختراع داخليًا في مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، أو دوليًا في مركزي البراءات الأوروبي والأميركي”.

ونوه إلى أنَّ “هذا الإنجاز تحقق بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بدعم من معالي مدير الجامعة الأستاذ الدكتور فالح بن رجاء الله السلمي، ووكيل الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور ماجد الحربي”.

يذكر أنّه يعتبر الزئبق، أحد المعادن الثقيلة، من الملوّثات الخطيرة، وتكمن خطورته في قدرته على التراكم في أنسجة الكائنات الحية وبذلك ينتقل إلى الإنسان والحيوان عبر السلسلة الغذائية، وقد يحدث أضرارًا وتلفًا للدماغ والكلى والجهاز التنفسي، ونظرًا لصعوبة استخلاص أيونات الزئبق بمفردها، وذلك بسبب التداخل مع عناصر أخرى مثل الزرنيخ، فإن إزالته من المياه الملوثة تعدّ أمرًا صعبًا للغاية.

وأكّدت الدراسة، أنَّ هناك تحديات كبيرة في تحديد مستويات الزئبق في عينات المياه، على الرغم من وجود تقنيات متعددة لكنها تعاني من عدم دقة النتائج، وذلك لأسباب متنوعة، منها عدم حساسية الأجهزة المستخدمة وأسباب متعلقة بنقل وتخزين العينات وضعف نسبة الاستخلاص.