القبض على مخالفين لتهريبهما 260 كيلو قات في جازان
شرطة الرياض تقبض على 7 أشخاص اعتدوا على حدث
ضبط مخالفين لممارستهما صيد السمك دون تصريح في تبوك
خطوات إصدار شهادات الوفاة للأسر الحاضنة عبر أبشر
انطلاق الملتقى العلمي عن الترجمة والذكاء الاصطناعي في سيئول
شروط الاشتراك في جمعية GOSI
آلية تقييم الأصول في حساب المواطن
التوابل الحارة تساعد على كبح الشهية وخفض السعرات الحرارية
مصر تطرح 6 قطع أراض متميزة في القاهرة على المستثمرين
الولايات المتحدة على شفا شلل حكومي
في إطار سعيه إلى ترسيخ رحمة الإسلام، وسماحته، وعدالته وجماله وكماله، في الأدب والتاريخ واللغة، خصص إمام مسجد قباء في المدينة المنوّرة الشيخ صالح المغامسي، حلقته من برنامج “الباقيات الصالحات”، لمناقشة شيء من قصائد المتنبي.
وأكّد المغامسي، أنَّ التاريخ خلّد أبي الطيب المتنبي، الذي يعدُّ شعره في ذروة الشعر العربي الفصيح، مشيرًا إلى أنَّ “الحديث عن المتنبي، لن يكون بالتطرق إلى شخصيته وسلوكه”.
وأبرز أنَّ “الحلقة تتناول ما تأثر به المتنبي من القرآن الكريم”، لافتًا إلى أنّه “لا يكون لشاعر الأثر في الناس ما لم يكن لديه إيمان حق بكلام الله تعالى”.
وتناول المغامسي، بعضًا من أبيات “النونية”، التي تظهر عدم رضاه عن عطايا سيف الدولة، اختار منها:
بِمَ التّعَلّلُ لا أهْلٌ وَلا وَطَنُ وَلا نَديمٌ وَلا كأسٌ وَلا سَكَنُ
أُريدُ مِنْ زَمَني ذا أنْ يُبَلّغَني مَا لَيسَ يبْلُغُهُ من نَفسِهِ الزّمَنُ
لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ
فَمَا يُديمُ سُرُورٌ ما سُرِرْتَ بِهِ وَلا يَرُدّ عَلَيكَ الفَائِتَ الحَزَنُ
يَا مَنْ نُعيتُ على بُعْدٍ بمَجْلِسِهِ كُلٌّ بمَا زَعَمَ النّاعونَ مُرْتَهَنُ
كمْ قد قُتِلتُ وكم قد متُّ عندَكُمُ ثمّ انتَفَضْتُ فزالَ القَبرُ وَالكَفَنُ
مَا كلُّ ما يَتَمَنّى المَرْءُ يُدْرِكُهُ تجرِي الرّياحُ بمَا لا تَشتَهي السّفُنُ
وأوضح المغامسي، أنَّ ما خلّد شعر المتنبي، التجارب الإنسانية التي عاشها، وطلبه للمستحيل من الأشياء، فضلاً عن اختلاط حياة البادية والحضر، في أدبه.
وأشار إلى أنَّ “المتنبي، جمع في شعره، البعد عن الديار، ومشاعر الغربة والفقد، والطموح”، مبرزًا أنَّ “حاجة الإنسان إلى الوطن، تدفعه إلى الحفاظ على هذا الكيان، الذي يعدُّ حاضنة الأمان”.
ولفت إلى أنَّه “كانت العرب تتفاخر بعلو الهمّة، وهو ما قال فيه المتنبي (أُريدُ مِنْ زَمَني ذا أنْ يُبَلّغَني…مَا لَيسَ يبْلُغُهُ من نَفسِهِ الزّمَنُ)، وهو ما جعل الأمراء والحكّام ينبذونه لهمّته العالية، في طلب المستحيل، التي يعتبر الزمن (الدهر) قاصرًا عنها”.
وبيّن أنَّ “قول المتنبي، لا تَلْقَ دَهْرَكَ إلاّ غَيرَ مُكتَرِثٍ… ما دامَ يَصْحَبُ فيهِ رُوحَكَ البَدنُ، يعكس قول الله تعالى {لعلك باخع نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفًا}، ومجمل معنى البيت ولاحقه، أنَّ الحزن على ما قد فات لن يعيده، والفرح بما هو قائم، لن يدوم، فالجزاء يأتي بما صبر المؤمنون على ما يحلُّ بهم، من سرور وحزن”.
وخصص المغامسي، جزءًا من الحلقة، للحديث عن الحزن والسرور، مؤكّدًا أنَّ “الحزن في الدنيا لا بد منه، فالدنيا لا يدوم سرورها، حتى يدخل المؤمن الجنة، ويذهب عنه هذا الداء”، مستشهدًا بكتاب الله وسيرة رسوله ﷺ، راويًا قصة أم سيدنا موسى، وكيف زال عنها الحزن، ومواساة الرسول الكريم لسيّدنا أبي بكر وهو يقول له “لا تحزن إن الله معنا”.