جرائم قتل الأبوين.. أيام سوداء في ذاكرة السعوديين

الثلاثاء ١٨ أبريل ٢٠١٧ الساعة ٥:٠١ مساءً
جرائم قتل الأبوين.. أيام سوداء في ذاكرة السعوديين

لطالما سمعنا عن المجرمين، الذين يرتكبون أفعالهم، تحت تأثير حالة غير طبيعية، إما مخدّرون أو مغيّبون عقليًا من الكحول، ولكنّها جميعًا، ليست بأسباب كافية لترويع الآمنين.

وتصدّرت الجرائم التي راح ضحيّتها الأبوين، أحدهما أو كلاهما، ساحة نقاش مواقع التواصل الاجتماعي، إذ توقّف المواطنون، إمام تكرار الكوارث نتيجة السقوط تحت تأثير المخدر والكحول، ومن بينها العشريني الذي قتل والديه في تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي في محافظة الطائف، والمواطنة التي قتلت على يد ابنها في أبها، في أذار/مارس الماضي، وغيرها كثير، ترصدها “المواطن” لكم في التقرير التالي:

جرائم تقشعر لها الأبدان:

 

مع كل جريمة يكون ضحيّتها الأبوين، والجاني إما معتل نفسيًا، أو سقط تحت تأثير المخدرات والعقول، يفجع المجتمع السعودي، من هول الصدمة، لاسيّما للمكانة التي يحظى بها الأبوان في ديننا الإسلامي، وفي مجتمعنا، ما يدفع  المواطنين إلى المطالبة بتطبيق شرع الله في حق مرتكبيها، بالقصاص منهم، والكشف عن الظواهر الاجتماعية أو النفسية التي جعلت منها أخبارًا تتصدر أحاديثهم.

الجاني معلم:

شهد حي الشوقية في مكّة المكرّمة، إقدام معلم في العقد الثالث من العمر، على قتل والده وأخته، وإصابة والدته بآلة حادة، الأمر الذي استوقف المواطنين والمواطنات، الذين استغربوا كيف وقف الجاني أمام الطلاب، وما الذي كان يعلّمهم أيّاه، وهو معتل نفسيًا، ارتكب جريمة مروّعة كهذه.

طريف مسرح جريمة دامية:

استيقظت منطقة الحدود الشمالية، على جريمة مروّعة، قتل فيها شاب سعودي (20 عامًا) والده ووالدته، وطعن شقيقه (15 عاماً) وشقيقته (23 عاماً) بآلة حادة، تلك المشاهد التي ظلّت مطبوعة في ذاكرة المغرّدين، مستكرين كيف تحوّل الشاب من باحث عن مستقبل، إلى قاتل نهم للدم.

يوليو الأسود

الشهر الذي لم ينسه السعوديون، كان تموز/يوليو 2016، الذي استحوذ على النصيب الأكبر من حوادث قتل فيها الآباء، إذ ارتكب توأم جريمة في حي الحمراء بالرياض، طالت والدتهم المُسنة (67 عاماً)، بعدما استدرجاها إلى مخزن المنزل، وطعناها حتى لفظت أنفاسها، ثم توجها إلى والدهما وشقيقهما الأكبر، ووجها لهما طعنات عدة، وتم نقلهما إلى المستشفى، فيما ألقت أجهزة الأمن القبض على القاتلين، أثناء محاولتهما الفرار من موقع الحادثة إلى مزرعة في محافظة الخرج.

وارتعدت أوصال المغرّدين عند استذكار جريمة خليص، في 13 من يوليو الماضي، التي أقدم فيها عشريني، على طعن والدته (50 عاماً) في منزلهما في حي الدف، بآلة حادة في أماكن متفرقة من جسدها حتى فارقت الحياة.

وتحت مسمى الشهر نفسه، لكن في العام 2015، قتل مطلوب أمنياً والده بسلاح رشاش، وأصاب رجلي أمن، أثناء دهم منزل يتحصن به في محافظة خميس مشيط.

بعيدة زمنيًا حاضرة في الذاكرة:

وعلى الرغم من مرور 3 أعوام على الواقعة، إلا أنَّ جريمة قرية اليتمة، في المدينة المنورة، دفعت المغرّدين إلى الردِّ الجماعي بـ”حسبنا الله ونعم الوكيل”، بعدما قتل حدث (16 عاماً) والده الخمسيني بسلاح ناري أثناء نومه.

وفي تموز/يوليو 2014 أقدم شاب (في العقد الثاني) على قتل والده الستيني في أحد المكاتب الشهيرة بمحافظة ينبع، بضربه مرات عدة على رأسه، بمنفضة سجائر كبيرة، بعدما خُيّل إليه أنه “أحد الشياطين”.

وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2013 أقدم شاب على قتل والده السبعيني أمام أحد مساجد خميس مشيط، بطعنه مرات عدة ما أدى إلى وفاته.

وفي أيار/مايو 2015 أوقفت شرطة محافظة جدة عشرينيًا قتل والدته طعناً بآلة حادة في حي البلد، ثم توجّه ليؤدي العمرة، بعد ارتكاب جريمته.

القتل حرقًا:

وتعدّ أسوأ الجرائم التي شهدتها المملكة، تلك التي كان مسرح ارتكابها في جزيرة تاروت في المنطقة الشرقية، حيث سكب جانٍ البنزين على والدته، وغرفة الصالة، وغرفة والده في منزلهم، وأشعل النار، بقصد إحراق والدته، لخلاف بينهما، ما أسفر عن وفاة الأب احتراقاً، إذ كان مقعدًا لا يستطيع الحركة، وعلى الرغم من ذلّك قيّده الابن بالحبال في كرّسيّه المتحرّك، فضلاً على إصابة الأم.

ناقوس خطر:

أكّد المختصون النفسيون، أنَّ تكرار تلك الجرائم، تحت سطوة المؤثرات العقلية، يدقُّ ناقوس الخطر، ويستوجب تفعيل الإجراءات السريعة، بغية السيطرة على الشباب، وطيشهم الذي يؤدي بهم إلى التهلكة.