خطيب المسجد النبويّ: التفكر والاعتبار يثبت المرتاب ويحي القلوب وينور البصائر

الجمعة ١٤ أبريل ٢٠١٧ الساعة ٤:٤٨ مساءً
خطيب المسجد النبويّ: التفكر والاعتبار يثبت المرتاب ويحي القلوب وينور البصائر

 

حث فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي، المسلمين، على تقوى الله في السر والعلانية، مشيراً إلى أن التقوى نهج الصالحين المفلحين وحرمانها هو الخسران المبين.

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم، إن الاعتبار من أعمال العقول المستنيرة ومن أعمال البصيرة الخبيرة وأن الاعتبار يهدي إلى الفوز والنجاة من المهلكات ويوفق صاحبه إلى عمل الصالحات وتكون عواقبه إلى الخيرات، كما أن الاعتبار هو الانتقال من حالة مشاهدة أو حالة ماضية ذات عقوبة ونكال إلى حالة حسنة باجتناب أسباب العقوبة والنكال أو الانتقال من سيرة الصالحين وما أكرمهم الله به إلى العمل بأعمالهم واقتفاء آثارهم أو التفكر في طبائع المخلوقات ومعرفة أسرارها وصفاتها والحكمة منها لعبادة خالقها وتخصيصه بالتوحيد والطاعة تبارك وتعالى، حيث خلق الله عز وجل الخلق وجعل للكون سنناً فجعل الطاعة سببًا لكل خير في الدنيا والآخرة، وجعل المعصية سببًا لكل شر في الدنيا والآخرة.

وأضاف فضيلته قائلاً : إن الله سبحانه وتعالى قد قص علينا في كتابه وقص علينا رسوله صلى الله عليه وسلم من قصص وأحوال الأنبياء والمرسلين والمؤمنين ما فيه النجاة من العقوبات والفوز بالخيرات وما فيه أحسن العواقب ورفع الدرجات قال الله تعالى {لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون}، وقال سبحانه {ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقًا علينا ننج المؤمنين}.

وأشار إلى أنه في قصة قوم لوط عليه السلام “آيات للمتوسمين”، وأما من لا يعتبر ولا يتعظ ولا يحاسب ولا يعمل لآخرته ولا يحجزه دين ولا عقل عن القبائح والآثام فهو كالبهيمة قال تعالى {أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم كالأنعام بل هم أضل سبيلاً}.

وأكّد أنّ “التفكر والاعتبار يثبت المرتاب، ويحي القلوب وينور البصائر، ويقيم السلوك، والإعراض عن التفكر والاعتبار يقسي القلب ويورث الغفلة ويقود إلى الندامة ويوقع في المعصية”.

وأوصى الشيخ الحذيفي المسلمين بتقوى الله تعالى ليغفر لهم ويجمع لهم الخير في حياتهم وبعد مماتهم، وقال يا عباد الله: حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ولينظر أحدكم في عواقب الأمور ونفاذ الأجل فمن كثر اعتباره قل عثاره ومن حذر المعاصي والآثام عاش في سلام ووفق لحسن الختام والسعيد من اتعظ بغيره والمغبون من وعظ به غيره، حيث ذم الله تعالى من اتبعوا الأهواء ولم يعتبروا ويتعظوا بما أتاهم من الأبناء.

ولفت، إلى أنَّ لله سبحانه سنناً في الثواب والعقاب فمن صادم سنين الله سحقته واضمحل وانحط وذل قال تعالى {سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا}.

ودعا إمام وخطيب المسجد النبوي الله أن يعز الإسلام والمسلمين ويذل الشرك والمشركين وينصر العباد الموحدين وأن يجعل الله هذا البلد آمنًا مطمئنًا وسائر بلاد المسلمين، وأن يوفق الله ولي أمرنا بتوفيقه ويؤيده بتأييده، سائلاً سبحانه وتعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين ونائبيه ويحفظ حدودنا وينصر جنودنا ويصلح أحوال المسلمين في سوريا واليمن والعراق.