خلاف حوثي عفاشي يعصف بالانقلابين.. وهذه أبرز الأسباب

الثلاثاء ٤ أبريل ٢٠١٧ الساعة ٤:٠٦ مساءً
خلاف حوثي عفاشي يعصف بالانقلابين.. وهذه أبرز الأسباب

باتت مفردات الخلاف بين قطبي الانقلاب في اليمن، أكثر وضوحًا وشراسة ودموية، إذ تجاوزت التراشق الإعلامي، إلى القتل الغامض، والقضايا الرسمية أمام النيابة العامة اليمنية، فضلاً عن كشف المستور في خفايا تجويع الشعب اليمني، والزّج بأبناءه في محرقة الحرب.

الحوثي يشعل الحقد المذهبي علانية:

وجسدت  القضية التي رفعها قيادي بحزب المؤتمر الشعبي العام، بزعامة المخلوع، الدكتور عادل الشجاع، أمام النائب العام، ضد خطاب زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، عمق الصراع بين طرفي الانقلاب في اليمن.

ورأى الشجاع أن “خطاب زعيم الكهوف الحوثي، تضمن العديد من أفعال التمييز العنصري وإشعال نيران الكراهية والحقد العنصري والتمييز المذهبي”.

وبيّن أنَّ “الخطاب الذي ألقاه الجمعة الماضية، كان لتعميق روح الكراهية وانتقاص سافر لحقوق اليمنيين”، مؤكدًا أنَّ “الحوثي أعطى توجيهات مباشرة بممارسة العنف ضد الشباب الذين لا يتعلمون ملازم جماعته، ودعا بشكل واضح لتصفية المعارضين لأفكاره”.

واعتبر التغاضي عن هذا الخطاب، أو غض الطرف عنه، “سيُبيح دماء فئات من الشعب المحرض ضدهم وسيجعلنا أمام مجازر أفضع من مجازر النازية، فهذا الخطاب يهدر دم اليمنيين كافة، ويدعو لاستمرار الحرب دون أن يأبه لحياة الناس أو لاختيار مستقبلهم”.

صنعاء حلبة الصراع الأولى:

وكانت الأنباء قد أشارت إلى أنَّ حدة الصراع بين المخلوع علي عبدالله صالح وقيادات جماعة الحوثي في صنعاء قد ازدادت، إذ أمر صالح باحتجاز شقيق زعيم جماعة الحوثيين عبد الخالق الحوثي، في زنزانة داخل معسكر قوات الاحتياط مع عددٍ من مرافقيه عقب وصول الأخير، إلى مقر المعسكر الكائن بمنطقة تبة سواد حزيز، جنوب العاصمة صنعاء، لممارسة مهامه كمشرف على قيادة قوات الاحتياط، وبقي في السجن لساعات قبل أن يتم احتواء الموقف، بتدخل قيادات من جماعة الحوثي وحزب المؤتمر العام، ليتم إطلاق سراح الحوثي ومرافقيه.

الحوثي يضيّق الخناق على إعلاميي صالح

واستهدف الحوثيون وسائل الإعلام والإعلاميين الموالين لصالح، لتضييق الخناق عليهم والحد من حرية إعلامهم، ومنها قيام رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة المكلف من قيادة الحوثيين بإيقاف 16 موظفًا منهم عن العمل، وإحالتهم للنيابة بتهمة إثارة الفوضى وتهديده بالقتل وتهم أخرى .

ووفقًا لمصادر مطلعة في صنعاء، فإن الحوثيين يقومون بالضغط على قيادات المؤتمر الإعلامية بأساليب متعددة لإرغامها على التخلي عن مطالبات وملفات مهمة متعلقة بأوضاع الأجهزة الإعلامية.

وأكّدت المصادر، استمرار الممارسات والضغوط الحوثية بهذا الشكل مع قيادات مؤتمرية أخرى في قطاع الإعلام وبقية القطاعات الأخرى، في ظل عجز مؤتمري واضح عن مجابهتها.

شراكة الانقلاب تنفرط بالاستئثار:

وبيّن مراقبون أنَّ “الحوثي عندما قام بشراكة صالح فيما يسمى حكومة الإنقاذ، لم يشاركه من بداية تحالفه العسكري معه، وإنما بعد أن شعر بالفشل واختلس كل الإمكانات والإيرادات ومخزون البنك الاحتياطي، الذي يقدر بخمسة مليارات دولار وباع الأسهم لرجال الأعمال، والتهم المساعدات والإغاثات وغيرها، عقب شعوره بالعجز عن دفع مرتبات موظفي الدولة وإفلاس البنك المركزي، عمد إلى صالح للشراكة في تشكيل ما يسمى حكومة الإنقاذ، التي لم يجدِ تشكيلها شيئًا، بل قامت بتوريط صالح توريطًا قانونيًا لا مناص للهروب منه”.

وأوضح المراقبون أنَّ “هدف صالح من شراكته مع الحوثي فيما ماتسمى حكومة الإنقاذ، الحصول على اعتراف دولي يمنحها الشرعية ومساعدات دولية وإعادة عناصر المؤتمر التي قامت جماعة الحوثي بإقصائها، بيّد أنه لم يتحقق من ذلك شيء، حتى الإيرادات الراهنة من ضرائب وغيرها، تصادرها جماعة الحوثي ولم تعط صالح وجناحه شيء منها”.

ثراء مفاجئ يغضب المؤتمريين:

من جهة أخرى، شن المحامي الخاص بالمخلوع صالح، محمد المسوري، هجوماً على الحوثيين وكشف كيف أصبح قادة الحوثي أغنياء في عشية وضحاها وكانوا فقراء لا يملكون شيئًا.

وقال “أصبحت هذه (الشلة) تمتلك الشركات والنفوذ والسلطان والقول والقرار، ومعدل دخلهم في اليوم الواحد مليارات حيث أصبحوا شركاء لمافيا النفط واستعانوا بفاسدي نظام عفاش الذين خرجوا لإسقاطهم ثم احتضنوهم”.

وتأتي هذه الاتهامات المتبادلة بالتزامن مع حملة إعلامية شنتها وسائل إعلام صالح على الحوثيين، واتهمتهم بنهب أموال الشعب اليمني.

جهاز يقود اليمن بدافع الحقد:

وقال الدكتور الشجاع، في رسالة بعث بها إلى زعيم الحوثيين إن ” الحوثيين نهبوا أموال الشعب اليمني، وزجّوا بالأطفال في القتال بلا رحمة”، متهمًا الحوثي، بأنه ترك اللجان الثورية التابعة له تنهب كل شيء حتى أصبحوا أثرياء على حساب جوع الملايين من اليمنيين. وقامت ما يسمى باللجان الثورية باعتقال عشرات الآلاف من المواطنين وتضعهم في سجون وعائلاتهم لا تستطيع رؤيتهم، ويتم احتجازهم دون أي تهمة. وأصبح القرار في يد الجهاز الأمني، الذي يقود البلاد بدافع الحقد والكراهية ويزج بالآلاف من الأطفال والشباب في معارك ليست معاركهم”.

هيمنة الأسر على المؤسسات:

على صعيدٍ آخر، كشفت معلومات صحافية، عن مصادر مطلعة، هيمنة أسر تنتمي للحوثي في المحافظات التي يسيطر عليها على مؤسسات الدولة والمناصب العليا في تلك المحافظات، مستشهدة على ذلك بتربع ثلاث أسر تنتمي للحوثي على عرش التعيينات بواقع 1049 منصبًا، بالإضافة إلى 244 سيارة، و2141 قطعة أرض في صنعاء وتهامة.

تبادل الاتّهامات:

ودأب شركاء الانقلاب في الآونة الأخيرة على تبادل الاتهامات العلنية حول أسباب الفشل الذريع في مختلف الجبهات وحالات الإنهيار المادية والنفسية في صفوف مقاتليهم، بالتوازي مع تراشقات إعلامية تتعلق بالفشل في إدارة الملف الاقتصادي والسياسي.

اعتراف بالهزيمة الحتمية:

وتتحدّث مصادر يمنية، عن وجود قناعة عامة لدى كبار القادة العسكريين والسياسيين المحيطين بالمخلوع صالح بحتمية الهزيمة بل بقربها، لاسيّما بعد إظهار إدارة الرئيس الأميركي الجديد العزيمة للمواجهة الشاملة مع إيران.

وبيّنت المصادر ذاتها أنَّ “أوساطًا مقرّبة من صالح تتداول بشكل علني سيناريو فكّ الارتباط مع الحوثيين، لتجنّب الغرق معهم في الوقت الذي يقوم فيه الحوثيون بتصفية قيادات في حزب المخلوع، الذي يتزعمه صالح في عمليات غامضة”.

وأشارت تلك المصادر إلى مقتل قياديين موالين لصالح، وهما الشيخ رياض مهيوبن وعبدالجبار عبده علي ونجليهما، عقب خروج القيادات من اجتماع عقده الحوثيون، رفض الموالون لصالح مخرجاته، الأمر الذي دفع الحوثيين إلى اللحاق بالقيادات الموالية لصالح وقتلها.