#الداخلية تكشف هوية “أمير داعش في الحجاز” الطريد الهالك وتفاصيل جريمة “البعد الرابع”

الأحد ٣٠ أبريل ٢٠١٧ الساعة ٥:١٤ مساءً
#الداخلية تكشف هوية “أمير داعش في الحجاز” الطريد الهالك وتفاصيل جريمة “البعد الرابع”

كشف المتحدّث الأمني باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي في شأن خلية جدة، التي أسفرت عن الإطاحة بحسام الجهني، في حي النسيم بجدة، وانتحار اثنين أخرين في معمل لتصنيع الأحزمة الناسفة في حي الحرازات بجدة، عن هويّة “أمير داعش في الحجاز”، وتفاصيل جريمة البعد الرابع.

وأوضح التركي، في مؤتمر صحافي اليوم الأحد، أنّه بعد تلك العملية الأمنية، أعلنت الداخلية، عن عدد من الجرائم التي ثبتت علاقة الخلية بها، ومنها استهداف مسجد قوات الطوارئ في عسير، ومسجد المشهد في نجران.

 

الضلال في عقيدة أفراد الخلية:

وأشار إلى أنَّ “النتائج الأخيرة التي كشفتها التحقيقات الجارية، أكّدت خطورة الخلية والضلال الذي بلغه حاله، ومدى الإجرام المتأصل في نفوس عناصرها، عبر علاقتهم بالمحاولة الفاشلة لاستهداف المسجد النبوي الشريف في رمضان الماضي”.

وكشف أنَّ “الخلية تولّت تأمين الحزام الناسف المستخدم في هذه الجريمة النكراء وتسليمه للانتحاري نائر مسلم حمّاد النجيدي – سعودي الجنسية، الذي فجر نفسه عندما اعترضه رجال الأمن وحالوا دون تمكنه من دخول المسجد النبوي الشريف، مما نتج عنه مقتله، واستشهاد أربعة من رجال الأمن، وإصابة خمسة آخرين من رجال الأمن” .

نحر عناصرهم المرتبكين:

وأبرز أنّه “اتّضح من نتائج التحقيقات، إقدامهم على نحر مطيع سالم الصعيري، لشكهم في أنه ينوي القيام بتسليم نفسه للجهات الأمنية ولخشيتهم من افتضاح أمرهم، إذ تمالؤوا على قتله وأخذوا الموافقة على ذلك من قيادة التنظيم بالخارج، التي أمرتهم بتنفيذ العملية وقتله بواسطة تسديد رصاصة على مقدمة الرأس من سلاح ناري، مزود بكاتم صوت”.

وبيّن التركي أنّه “مهد الإرهابيّون لجريمتهم بافتعال خلاف معه داخل سكنهم بمنزل شعبي بحي الحرازات، قبل أن يفاجئوه بالانقضاض عليه وتقييد حركته بشكل كامل وقتله نحرًا بقطع رقبته دون اكتراث منهم لتوسلاته ورجاءاته، وبعد ارتكابهم لجريمتهم أبقوا الجثة مكانها بنفس المنزل في وضع يعجز العقل السوي عن استيعابه، لما انطوى عليه من وحشية تقشعر منها الأبدان وتجرد كامل من معاني الإنسانية”.

وأضاف “ظلّت الجثّة إلى أن بدأت الروائح تنبعث منها لتعفنها، فعملوا على التخلص منها بلفها في سجادة ونقلها إلى استراحة الحرازات، وإلقائها في حفرة بإحدى زواياها، بعمق متر تقريبًا، وردمها بعد ذلك ظناً منهم أن الله لن يفضحهم، ويقيض على يد رجال الأمن اكتشاف جريمتهم والعثور على الجثة واستخراجها من الحفرة الملقاة فيها”.

وأشار إلى أنَّ “العمليات أسفرت عن القبض على 36 مواطنًا تورّطوا مع الخلية، وآخرون من 7 جنسيات أسيوية وأفريقية”.

 

عملية البعد الرابع:

من جانبه، كشف اللواء بسام عطية، أنَّ الدور الأكبر في عملية البعد الرابع، التي كوّنت الخلية من أجل تنفيذها، ألا وهي عملية تفجير المسجد النبوي الشريف، كان للمنتحر خالد السرواني، موضحًا أنَّ الموقوف حسام الجهني، انتهج الفكر التكفيري في 2003، وقام بدور الوسيط لإخراج مجموعة من الإرهابيين إلى مناطق الصراع في 2014، وتم إيقافه أخيرًا، عقب انضمامه إلى “داعش”، عبر الموقوف إبراهيم الزهراني، الذي جنده للعمل داخل المملكة بالمساندة والإيواء، لصالح التنظيم، الذي يدار من سوريا.

 

أمير “داعش” في الحجاز:

وأضاف “بايع الجهني كتابيًا التنظيم الإرهابي عبر تطبيق تليغرام، وتم ربط الجهني مع الهالك خالد السرواني، الذي يعد من أخطر العناصر، وكانت له رغبة في الخروج إلى العراق، وأوقف في 2008، وكلّف بعمليات إيواء لأبرز العناصر الإرهابية بعد خروجه، وهو (أمير) الخلية التابعة لداعش، وأطلق عليه التنظيم مسمى (أمير الحجاز)، الذي استثمر أبعاد المسمى النفسية لدى السرواني، لينتهي طريدًا ومنتحرًا”.

ولفت عطية إلى أنَّ “6 مراحل حركية، شهدتها عملية استهداف المسجد النبوي، وكل مرحلة كانت تزيدهم إصرارًا على تفجير القبر الشريف”.

وعن معالجة التنظيم الانشقاقات الناجمة عن الهلع من الضربات الاستباقية، أوضح اللواء عطية، أنَّ التنظيم اتّخذ 4 إجراءات، هي:

  1. فرض السيطرة بالقوة
  2. فقدان الثقة بالقيادة
  3. محاولة إبعاد بعض أفراد الخلية
  4. انقسام الخلية إلى مجموعات عدة.

وأردف “تحركت الخلية، في أكثر من 7 مواقع خلال شهر واحد، بغية تنفيذ عملية تفجير المسجد النبوي الشريف، بما يعطي تأكيدًا لعدم استقرار الخلية ومخاوفها من الملاحقة الأمنية، وفقدان الثقة فيما بينهم، وأيضًا فقدان الثقة بالقيادة في سوريا”، مشيرًا إلى أنّه “ارتفع عدد مصانع المتفجرات إلى 7، والتي تم إسقاطها، و46 شخصًا هم حصيلة الموقوفين في هذه الخلية”.

 

“داعش” يرفض سفر مجنّديه من المملكة:

وبدوره، أكّد اللواء التركي، في معرض ردّه على الصحافيين، اليوم الأحد، أنَّ “الجيل الأخير من المجندين لصالح داعش، طلب منهم البقاء في المملكة لتنفيذ العمليات، عوضًا عن استقطابهم لدعم التنظيم في مناطق الصراع، وتنفيذ جرائمهم هناك”.

 

التركي: المساعي الإرهابية لن تعيق حماية الحرمين

وفي شأن التساؤل عما إذا كانت نتائج التحقيقات تؤكّد ضرورة إعادة مواسم العمرة إلى أصلها، عوضًا عن فتحها على مدار العام؟ شدّد التركي على أنّه لن تؤثر فينا المساعي الإرهابية، فنحن قادرون على حماية الحرمين الشريفين، والحجاج وقاصدي بيت الله، وليس أقل دليلاً من هذه العملية، كالتضحية التي قدّمها رجال الأمن في التصدي للانتحاري في محيط المسجد النبوي.

 

تمويل الإرهاب:

وأبرز التركي، أنَّ المملكة أثبتت قدرتها على حماية الأعمال الخيرية من التورّط في الإرهاب، فضلاً عن الوعي بين المواطنين، الذي يدفعهم إلى التحرّي، عمن تصل لهم أموالهم، إضافة إلى الإجراءات الرسمية في هذا الشأن، عبر تجميد الحسابات التي تم تجميدها في الداخل، ومنع التحويل إلى حسابات خارجية تستخدم في تمويل الإرهاب، فما تقوم به المملكة لمكافحة الإرهاب وتمويله، يؤكّد قدرتها على تعقب كل العناصر التي يمكن تجنيدها من طرف الجماعات الإرهابية كافة.

 

دعوات عبر مواقع التواصل:

المملكة تحظر الدعوات التي يتم إطلاقها من طرف مجهولين، إلا أنّنا لا نجزم أنّها أطلقت من داخل المملكة، لاسيّما أنَّ مواقع التواصل الاجتماعي، تعج بالحسابات التي تستهدف المواطن السعودي، التي تسعى إلى إثارة البلبلة والقلق بين المواطنين، إلا أنَّ صداها معدوم بين المواطنين والمقيمين، إذ أنَّ المملكة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وفّرت كل أسباب الحياة الكريمة، لمن هم على أرض المملكة، لاسيّما الأشقاء السوريين.

 

تمويل “داعش” ومساعيه إلى تطبيق التقسيم في المملكة:

اللواء عطية، الاستراتيجية المسبقة لتقسيم المملكة، كانت تقنية قديمة، أخفق التنظيم منذ حادثة الدالوة، في تنظيمها، ولكن قضية التسمية لها بعد نفسي في عملية تحفيز العنصر الإرهابي، الذي يحمل عقلاً خاويًا، وهو ما اعتمد عليه “داعش” لاستثارة عواطف عناصره.

وبيّن أنَّ “داعش” كيان هجين، وهو ما أثبت التاريخ السياسي، أنَّه غير قادر على الاستمرار دون روافد، وهو ما يجعله من أكثر الكيانات خطورة، إذ أنَّ روافده الشريانية قد تكون دولاً.

وشدّد التركي على أنَّ الدعوة قائمة لكل من تورّط مع التنظيمات الإرهابية “داعش” وخلافه، إلى تسليم أنفسهم، والعودة إلى المملكة لمن تورّط في مناطق الصراع.