طرح مزاد اللوحات الإلكتروني غدًا عبر أبشر
سلمان للإغاثة يوزع 3.220 كرتون تمر في مأرب
حريق أشجار وأعشاب بالمندق والمدني يتدخل
فتح باب القبول والتسجيل في الكليات العسكرية لخريجي الثانوية غدًا
فيروسات في الخفافيش أخطر من كورونا
إزالة أكثر من 5 ملايين م3 من الرمال على طرق الشرقية
صدور نتائج أهلية حساب المواطن للدورة 92
طيران ناس يحتفي بتدشين 4 رحلات أسبوعية مباشرة من الرياض إلى كاراكوف البولندية
مطار الملك عبدالعزيز يدشّن أولى رحلات طيران هاينان الصينية
القبض على 10 مخالفين لتهريبهم 200 كيلو قات في عسير
ألقى مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية مزيدا من الضوء على الانتخابات الإيرانية الأخيرة والتي فاز فيها الرئيس حسن روحاني بفترة ولاية ثانية.
وأوضح المركز في دراسة نشرها عبر موقعه الالكتروني أن انتخاب رئيس جمهورية لدولة لديها حجم كبير من المشكلات مثل إيران يخضع لعملية توازن بين مقتضيات الأوضاع الداخلية ومتطلَّبات الوضع الإقليمي والدولي، حتى إن الناخب الإيراني نفسه لا يغفل عن المزج بين حسابات الوضع الداخلي ومتطلَّبات العلاقات الخارجية لبلاده، فضلًا عن حرص النظام الإيراني على الاحتفاظ بوجه دبلوماسي مقبول في ظلّ تأزُّم موقفه على الصعيد الدولي، واحتمالية تعرُّضه لموجات قادمة من العقوبات الدولية ترجعه إلى مرحلة ما قبل توقيع الاتفاق النووي.
بداية فصول المفاجأة
وأضاف المركز أن فصول مفاجآت الانتخابات الرئاسية الإيرانية على الصعيد الداخلي بدأت قبل ما يزيد على عام من موعد إجراء عملية التصويت في التاسع عشر من مايو 2017م بسلسلة من تهكُّمات متبادَلة بين مرشد الثورة علي خامنئي ورئيس الجمهورية حسن روحاني، فالأول انتقد الأداء الاقتصادي لحكومة الثاني واعتبره فاشلًا على نحو غير مسبوق على الصعيدين الداخلي والخارجي، في حين تصيد الثاني أخطاء خامنئي في خطاباته الداخلية على نحو يدعو إلى السخرية، ومن ثَمَّ بدأت حملة شعواء من الأصوليين لمهاجمة روحاني وحكومته عبر منابر الإعلام الحكومي الرسمي المتحكم فيها خامنئي.
فضائح متبادلة
واندلعت عمليات إثارة الفضائح المتبادَلة بين الطرفين، فبادر التيَّار الأصولي بالكشف عن فضائح الرواتب الفلكية التي يتقاضاها مسؤولو حكومة روحاني، وردّ الإصلاحيون بالكشف عن توزيع قاليباف محافظ طهران الأصولي أراضيَ الدولة المميزة على أقاربه ومعارفه. وبدأ أقطاب التيَّار المحافظ ورموزه في الحديث عن ضرورة إنهاء حكم روحاني وعدم حصوله على فترة رئاسية ثانية.
لم تهدأ هذه الحملات المتبادَلة التي استمرَّت طوال عام 2016م شيئًا ما إلا بوساطة من هاشمي رفسنجاني وناطق نوري، بعد أن زادت احتمالية ترشُّح أحمدي نجاد في السباق الرئاسي وقيامه بجولات في المحافظات الإيرانية، الأمر الذي أثار مخاوف الإصلاحيين إلى حدّ كبير من تكرار الحقبة النجادية التي اتَّسَمَت بقمع شديد للإصلاحيين على المستويين السياسي والاجتماعي.
تراجيديا سياسية
ثم انتهت هذه الأزمة، أو التراجيديا السياسية الإيرانية إذا جاز التعبير، بإعلان مفاجئ من المرشد علي خامنئي عن وصيته لأحمدي نجاد بعدم الترشُّح في الانتخابات الرئاسية القادمة، ذلك الإعلان الذي قابله التيَّار الإصلاحي بارتياح شديد لم يستطِع إخفاءه ولو من قبيل التجمُّل السياسي أو ادّعاء أن لديه القدرة على ردّ الهزيمة لأحمدي نجاد ورفاقه بعد أن زال عنه دعم خامنئي على خلفية الأزمات السياسية التي اشتعلت بينهما في الفترة الرئاسية الثانية لأحمدي نجاد.
لم يمضِ وقت طويل على إعلان توصية خامنئي لأحمدي نجاد حتى أجرى روحاني تعديلًا وزاريًّا طال انتظاره، ودعا إليه شركاؤه الإصلاحيون طويلًا، بخاصَّة في الحقائب الوزارية ذات الصلة بالنشاط الاقتصادي، لكن حينها فاجأ روحاني الجميع وأجرى تعديله الوزاري ليشمل حقائب الثقافة والتعليم والشباب والرياضة، ولدى دخوله البرلمان لأخْذ التصديق على تعيين الوزراء الجدد بادر بإعلان أن تلك التغييرات الوزارية تمَّت بمشورة المرشد علي خامنئي، ليحدّ من غَضْبة الإصلاحيين الذين رأوا في التعديل الوزاري صفقة سياسية مقابل التوصية بانسحاب أحمدي نجاد من الترشُّح.
وتابع المركز أن روحاني واصل تقاربه مع التيَّار المحافظ آنذاك مستغلًّا الكلمة التي ألقاها في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة لحَثّ الولايات المتحدة على الوفاء بالتزاماتها في الاتفاق النووي، وحينها حقَّق نجاحًا ملموسًا بحصوله على تأكيدات من الأطراف الأوروبيين وروسيا الاتِّحادية، وعاد إلى إيران محمَّلًا بنتائج إيجابية إلى حدّ كبير.
هجوم المحافظين على روحاني
لكن على المستوى الداخلي لم تهدأ هجمات التيَّار المحافظ ضدّ روحاني على الأصعدة كافَّة، البرلمانية والإعلامية، وربما شكَّلَت وفاة هاشمي رفسنجاني الغامضة بعد جملة انتقادات وجَّهها إلى كل من الحرس الثوري وبرامجه الصاروخية، ومجلس صيانة الدستور وصلاحياته اللا محدودة في القضاء على المستقبل السياسي لأي رجل دولة إيراني، إشارةَ البدء لاستئناف هجوم التيَّار المحافظ على روحاني.
على جانب آخَر في أقصى شمال شرقيّ إيران حدث تحوُّل آخر في بنية المؤسَّسات الاقتصادية الداعمة لخامنئي والحرس الثوري بوفاة واعظ طبسي متولِّي أوقاف الإمام الرضا والمؤسَّسات الاقتصادية التابعة لها، التي تشكِّل نسبة كبيرة من حجم الاقتصاد الإيراني. خامنئي لم يعيَّن في هذا المنصب الديني الخطير واحدًا من رجال الدين في قم، وإنما اختار رجل قضاء ذا مرتبة دينية متوسطة هو إبراهيم رئيسي، المعروف عنه اشتراكه في لجنة الموت التي أعدمت 30 ألف سجين سياسي إيراني عام 1988م، هذا الاختيار جعل البعض يتحدث عن إعداد رئيسي لتولِّي مقام الإرشاد بعد رحيل خامنئي.
ثم فُتح باب الترشُّح للانتخابات الرئاسية وأبدى أكثر من 1600 إيراني رغبتهم في الترشُّح، وقدَّموا أوراق ترشُّحهم بمن فيهم رئيسي، وكانت المفاجأة الأشدّ هي تَقدُّم أحمدي نجاد بترشيح نفسه وفي معيته تابعه حميد بقائي. حينها بدا تحدِّي أحمدي نجاد لتوصية خامنئي واضحًا، وإن قال إنها توصية لا أمر صريح، وإنه رشَّح نفسه لدعم حميد بقائي، ولم يعلِّق حينها خامنئي على تَصَرُّف أحمدي نجاد، وبدأ أحمدي نجاد وبقائي الوعود الانتخابية مبكِّرًا، وقالا بضرورة زيادة الدعم النقدي للمواطنين، تكرارًا للسياسات الاقتصادية التي تَبَنَّاها أحمدي نجاد في فترته الرئاسية السابقة التي انتهت بكوارث اقتصادية من حيث تَفاقُم معدَّلات التضخُّم، وانهيار العملة الإيرانية، ودخول الاقتصاد الإيرانية مرحلة ركود لم يتعافَ منها حتى الآن.
صدمة الشارع الإيراني
وتابع مركز الخليج العربي للدراسات الإيرانية في الدراسة أن صدمة الشارع الإيراني استمرت في ترشُّح أحمدي نجاد طويلًا، إذ واجه صدمة أشدّ برفض مجلس صيانة الدستور ترشيح كل من أحمدي نجاد وحميد بقائي، وإغلاق باب الحياة السياسية أمام التيَّار النجادي الذي قدّم مسارًا ثالثًا مخالفًا لمسار المحافظين والإصلاحيين الذي تعيشه إيران منذ بداية الثمانينيات.
لم يقدّم المتحدث الرسمي باسم مجلس صيانة الدستور سببًا لرفض ترشُّح أحمدي نجاد سوى أنه لم يحصل على العدد الكافي من أصوات أعضاء المجلس ليُقبَل ترشُّحه، في حين أن رفض ترشُّح رئيس جمهورية سابق يجب أن يكون مسبَّبًا كما حدث مع هاشمي رفسنجاني حينما تَعلَّل مجلس صيانة الدستور بكبر سِنِّه.
اقتصرت المنافسة الانتخابية على ستة مرشَّحين: إبراهيم رئيسي ومحمد باقر قاليباف ومصطفي مير سليم من التيَّار المحافظ، وفي المقابل حسن روحاني وإسحاق جهانغيري ومصطفي هاشمي طبا من تيَّار الاعتدال المدعوم بالإصلاحيين.
عبر ثلاث مناظرات تليفزيونية وشهر من الدعاية الانتخابية، ركَّز المرشَّحون الستة على الهجوم على التيَّار المنافس بدلًا من تقديم برامج انتخابية تهدف إلى تقديم حلول جادَّة للمشكلات التي تعاني منها إيران، ووصل الأمر إلى حد التلاسن، وكانت الهجمات الأشد من إبراهيم رئيسي ضدّ روحاني، ومن روحاني ضدّ رئيسي.
ويمكن الاطلاع على الدراسة كاملة عبر هذا الرابط (هنا).