وما يستوي البحران

السبت ١٣ مايو ٢٠١٧ الساعة ٥:٥٥ مساءً
وما يستوي البحران

بعد المقابلة الشهيرة التي تمت مع صاحب السمو الملكي الأمير  محمد بن سلمان ولي ولي العهد ، والتي كانت عن هموم الوطن والمواطن وعن الرؤية المستقبلية للتنمية والإعمار ، ظهر كعادته حسن نصر الله يعقّب على ما يقوله المسؤولون السعوديون ،  ويتعب نفسه في تغيير الحقائق التي لن تتغير بمجرد ان يظهر بقنوات الكذب والتدليس ، فجاء كلامه ممجوجاً رخيصاً للاعتبارات التالية :

أولاً – إن حسن نصر الله اصبح ظهوره التلفزيوني أكثر من ظهور دعايات حفائظ بامبرز ، وحفائظ الويز ، فهو يعاني من تضخم الأنا ، والإعجاب بالنفس ، فلم يختلف عن القذافي في إعجابه بنفسه واحتقاره لأتباعه ، ولا أستبعد ان يدعي قريبا أنه المهدي المنتظر بعد ان يرسل اتباعه إلى بوابة مغارة ( جعيتا) بمباركة اسرائيل التي ضخمته ، ثم تكون نهايته كنهاية القذافي .

ثانياً – إن كلام حسن نصر الله كان صراخاً على قدر الألم ، حين سمع حديث الامير محمد بن سلمان عن الاقتصاد والتنمية والرؤية ، وما تحقق عاجلاً وما ننتظره آجلا من إنجازات ، وقد ساء حسن نصر الله ما قاله سمو الامير محمد بن سلمان من إصلاحات في الإدارة والاقتصاد ومحاسبة المقصرين فكانت صفعة على أذن ذلك الدجال القابع في قبو السفارة الايرانية ببيروت .

ثالثاً – تبيان الموقف في اليمن ، وقدرة الجيش السعودي ، وقوات التحالف العربي ، كان مما آلم حسن نصر الله ، الذي شاهد احلامه وأحلام اسياده تتهاوى في اليمن تحت ضربات الجيش السعودي وقوات التحالف العربي حتى أصبحت احلام ليل بددها صباح الحزم السعودي .

رابعاً – وإن مما يبعث على الإستغراب أن ترى رجلاً شاغلا فكره ووقته وصحته لتنمية وطنه ، وإعماره ، والبحث عن كل الطرق للرقي به إلى مصاف الدول المتقدمة ، مع حماية حدوده ، ومنجزاته ، والحفاظ على مكتسباته ، ثم تجد في المقابل مخلوقا مسخاً يظهر دون ذرة حياء يجدد خيانته للبنان وعمالته لإيران ، حين يدافع عنها ، بأسلوب كله كذب ، محاولاً تغيير نبرات صوته مصطنعا مشاعر كاذبة للتأثير على أتباعه .

خامساً – حينما يأتي مخلوق معدوم الضمير ، بصفته أمين حزب عميل إرهابي ، سبق أن قتل الأطفال جوعاً وعطشاً في مضايا السورية وغيرها، وكل أعماله كانت ولا زالت دماراً وقتلاً وتشريدا ، حينما يظهر هذا ليناقش كلاماً قاله مسؤولٌ هام في دولة هي تاج الأمة الاسلامية برعايتها للحرمين الشريفين ، وواسطة عقد الأمة العربية بمكانتها التأريخية والاقتصادية والجغرافية ، فإنك تشعر بالمفارقة الكبيرة بين من كان تفكيره وعمله للإعمار والاستقرار ، وبين من كان تفكيره وعمله للارهاب والدمار .

( وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا ﴿الفرقان:53﴾

( وَمَا يَسْتَوِي الْبَحْرَانِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ).

المحامي والموثق العدلي

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني