ابن معمر: تمكين القيادات الدينية من مساعدة صانعي القرار لمواجهة التطرف والإرهاب

الجمعة ٢٦ مايو ٢٠١٧ الساعة ٨:٠٤ مساءً
ابن معمر: تمكين القيادات الدينية من مساعدة صانعي القرار لمواجهة التطرف والإرهاب

دعا الأمين العام لمركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات فيصل بن معمر، إلى تمكين القيادات الدينية من مساعدة صانعي القرار السياسي لمواجهة ظواهر التطرف الفكري والديني والإرهاب.

وشدد بن معمر على أهمية تعميق التعاون بين جميع فئات المجتمع من أفراد ومؤسسات دينية وصانعي القرار السياسي في العالم من أجل إيجاد حلول شاملة وعملية للعنف والتطرف التي قد تقف حائلا أمام ترسيخ قيم التعايش والسلام.

وأضاف  “أن الحلول الشاملة أكثر احتمالاً لأن تكون مستدامة أو طويلة الأمد لأنها تأخذ في الاعتبار القيم الدينية والأخلاقية والعادات والتقاليد المجتمعية بأشكالها المختلفة، لافتًا إلى أنه من مسببات التطرف اتساع الفجوة بين الأفراد والمؤسسات الدينية وصناع القرار السياسي ومقابلة ذلك بتطرف آيديولوجي في المجتمعات التي تفصل بين الدين والسياسة .

جاء ذلك خلال مشاركة بن معمر في أعمال مؤتمر” مسؤولية الأديان من أجل السلام” الذي عقد مؤخرًا في برلين، و افتتح فعالياته وزير الخارجية الألماني جبرائيل زيغمار بحضور ما يزيد على (100) من المؤسسات المختصة بالحوار ورجال الدين رفيعي المستوى من أنحاء العالم يمثلون 53 دولة.

تحدث بن معمر خلال فعاليات المؤتمر، عن تجربة المركز في مجال الحوار بين أتباع الأديان وتطبيق مشاريع السلام بالتعاون مع قيادات دينية وصانعي القرار السياسي، موضحًا أن 80% من سكان العالم لديهم انتماءات دينية، ومن هنا فإن التركيز على الرؤى المشتركة وعلى المجالات التي تعزز هذه الرؤى من حيث التواصل والتفاهم على النطاقين الحضاري والإنساني سوف يكون لها تأثيرها بلا شك في قراءة مختلف القضايا بمنهجية الحوار والتفاعل المعرفي.

كما وجه بن معمر خلال جلسات المؤتمر دعوة للقيادات الدينية لترسيخ ثقافة الحوار والتعايش بين مختلف أتباع الأديان والثقافات من أجل دعم عملية التكامل الدولي، خاصة أن مختلف الديانات والثقافات العالمية تدعو في جوهرها إلى تعزيز المشتركات  ويمكن لها التأثير والتأثر بفعل قوة عصر الاتصال والتقنية وسرعته والتي تتعايش بها الثقافات وتتفاعل إلى حد كبير، مشيرًا إلى أن مركز الملك عبدالله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات يخطط لعقد مؤتمر رفيع المستوى في بداية العام القادم 2018 بهدف إطلاق أول شبكة لأتباع الأديان والثقافات في العالم العربي لتعزيز المشترك الإنساني المبني على أساس احترام التنوع وتعزيز التعايش لترسيخ الأمن وبناء السلام بين كل مكونات المجتمع، والحفاظ على أسس المواطنة المشتركة.

وناقش المؤتمر مسؤولية الأديان من أجل السلام حول العالم وأجمع المشاركون على أهمية تضمين المناهج التعليمية قيم السلام والتعايش.

يذكر أن مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ومقره العاصمة النمساوية فيينا، يسهم عالمياً وفي مناطق متعددة في بناء جسور من التعاون والتفاهم بين الأفراد والمؤسسات الدينية وصانعي القرار السياسي من خلال أدوات الحوار ووسائله لتعميق التعاون والتفاهم بين جميع مكونات المجتمع لترسيخ التعايش وبناء السلام وتوحيد الجهود لمكافحة العنف والتطرف والإرهاب، وقد استطاع المركز من خلال جهود الدول المؤسسة له: المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا ومملكة إسبانيا والفاتيكان كعضو مؤسس مراقب، وجهود مجلس إدارته من مسلمين ومسيحيين ويهود وبوذيين وهندوس من إطلاق برامج عملية لتعزيز مساهمة الأديان والثقافات في بناء السلام .