القمة الخليجية الأميركية حدثٌ استثنائيٌّ بعدما بات الخليج رقمًا صعبًا سياسيًّا وأمنيًّا

الجمعة ١٩ مايو ٢٠١٧ الساعة ١٠:٤١ مساءً
القمة الخليجية الأميركية حدثٌ استثنائيٌّ بعدما بات الخليج رقمًا صعبًا سياسيًّا وأمنيًّا

تعتبر القمّة الخليجية الأميركيّة المقبلة في الرياض، قمّة تاريخيّة غير مسبوقة؛ كونها الأولى بين قادة دول مجلس التعاون الخليجي والرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي يأتي إلى المملكة العربية السعودية في أول زيارة خارجيّة له منذ توليه منصبه بداية العام الجاري، ليصبح أول رئيس أميركيّ يبدأ زياراته الخارجية بدولة خليجية عربية مسلمة، متخلّيًا عن حلفاء الولايات المتّحدة التاريخيين، بعدما اعتاد الرؤساء السابقون أن تكون أول زيارة لهم خارج أميركا إلى كندا أو المكسيك غالبًا.

شراكة إستراتيجيّة وثيقة بين دول التعاون وأميركا:

وتنبع استثنائية القمّة، في تأكيدها، عبر شعارها الرسمي “العزم يجمعنا”، الشراكة الإستراتيجيّة الوثيقة والراسخة بين دول مجلس التعاون الخليجي والولايات المتحدة الأميركية، وبعث رسالة واضحة مفادها أنَّ دول التعاون لاعب سياسيّ واقتصاديّ مهم، وصاحب دور محوريّ على المستويات كافة، لاسيّما في شأن مكافحة التطرّف والإرهاب.

وتؤكّد القمة، التزام دول مجلس التعاون والولايات المتحدة بالأمن العالمي، وتوثيق العلاقات الاقتصاديّة والثقافيّة والسياسيّة، فضلًا عن تأسيس حوار وشراكة إيجابية، وقراءة جديدة للواقع، تتوافق وظروف المرحلة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، والعالم، وتعزيز التعاون للقضاء على التطرّف والإرهاب، فضلًا عن فتح آفاق أرحب للتعاون في مجالات الاقتصاد والتنمية بما يخدم المصالح المشتركة للطرفين.

مقاربات جديدة:

وتبحث القمّة مقاربات جديدة تجاه السياسات الإيرانية في المنطقة، ومكافحة الإرهاب، ووضع إطار مشترك للتعامل معها، يحفظ أمن واستقرار المنطقة.

ومن المزمع أن تؤكّد القمّة أنَّ علاقات العالم الإسلامي مع الولايات المتحدة والغرب، هي علاقات شراكة وتعاون وليس علاقات توتر وعداء، في ضوء تقاسم الجانبين العديد من القيم المشتركة، التي تهدف إلى تعزيز الأمن والسلم الدوليين.

ويُعزّز من نجاح القمة الخليجية الأميركية، توافق الرؤى الخليجية الأميركية وتقاسمها مخاوف تحيط بالمنطقة والعالم، لعل أبرزها الإرهاب والتنظيمات المتطرّفة والجهات الداعمة لها، وأيضًا إيجاد مقاربة جديدة للتعامل مع السياسات الإيرانية وحالة الانسحاب الأميركي من أزمات المنطقة، التي شهدتها مرحلة حكم باراك أوباما للبيت الأبيض، وتنامي الصراعات والنزاعات في عديد من دول المنطقة، لاسيّما في العراق وسوريا واليمن ولبنان.

الأمن والسلم الدوليان:

وظهر البُعد الأمني في إعلان وزير الخارجية السعودي عادل الجبير عن بحث القمة إنشاء مؤسسة أمنية في المنطقة تعمل على تعزيز الأمن والاستقرار ضد التنظيمات المتطرّفة والحركات الإرهابية، التي تمادت أذرعها للضرب في كل اتجاه.

ويستوجب الواقع الذي يعيشه الشرق الأوسط، بعدما سعت طهران إلى عسكرته؛ بغية تنفيذ مخططها التوسّعي، تضافر الجهود الخليجية الأميركية على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية كافة، بغية مواجهة تحديات كبيرة، أبرزها تجفيف أسباب النزاعات والصراعات، والقضاء على الإرهاب باقتلاع جذوره التي ترتوي من الاستبداد والقمع والفقر والبطالة.

خبير: دول الخليج أثبتت قدرتها على مواجهة الأطماع

أكّد الدكتور فايز النشوان، أنَّ العلاقات الخليجية الأميركية لن تعود فقط لسابق عهدها، بل ستكون على أفضل من ذلك بكثير، بعد أن أثبتت هذه الدول بأنها قادرة على مواجهة الأطماع والحفاظ على الأمن والسلم الدوليين.

ورجّح أن تتمخض القمّة الخليجية الأميركية، عن تحالف ذي رؤية أكثر عمقًا من السابق، لاسيّما بعدما باتت دول مجلس التعاون الخليجي، رقمًا صعبًا في الحسابات الإقليمية.