بالصور والفيديو.. 25 عامًا من البرِّ والتفاني انتهت برصاصات غدر في صدر #الشهيد_عطاالله_الحويطي

الأربعاء ١٠ مايو ٢٠١٧ الساعة ١٢:٠٧ صباحاً
بالصور والفيديو.. 25 عامًا من البرِّ والتفاني انتهت برصاصات غدر في صدر #الشهيد_عطاالله_الحويطي

رجولة مروءة، شجاعة وإقدام، لا يهاب في الحق لومة لائم، حتى وإن كانت حياته هي الثمن، طيلة 25 عامًا كان حريصًا على عمله في شرطة ضباء؛ بشهادة عدد من زملائه، هذا هو شهيد السطو المسّلح رئيس الرقباء عطا الله الحويطي، الذي شيّعته جموع غفيرة، بعدما دفع الغالي والنفيس؛ بغية منع ارتكاب جريمة سطو على محلِّ مجوهرات في ضباء، الأمر الذي مزج الفخر بالحزن في رد فعل المواطنين على الواقعة.

الجاني في عين المواطن:

الجاني، الذي لم يخجل من إخفاء رجولته خلف الأزياء النسائية، كان محط أنظار غالبية المعقّبين على الواقعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مبرزين أنَّ الجريمة دفعته إلى حال مخزٍ، متشبهًا بالنساء، لتنفيذ عملية السطو المسلّح، مشيرين إلى أنّه يعلم جيدًا أنَّ محلات كهذه لابد وأن تكون مراقبة، وما كان أسهل من التنكر خلف الحجاب والنقاب بغية الاستيلاء على شيء من مال، لن يأخذه إلى الآخرة معه.

ورجّح المواطنون أن يكون الإجرام قد تأصل في نفسية هذا الجاني، الذي أفرغ 5 رصاصات في جسد شهيد الواجب الحويطي، الذي وصل خلال 4 دقائق من لحظة تسلّم البلاغ، في تفانٍ وسرعة، مقبلًا غير مدبر، غير آبهٍ بما في عقل الجاني من جنون الجريمة.

المواطن يحلل مقطع فيديو الجريمة:

وتوقف المواطنون عند مقطع الفيديو الذي وثّق عملية السطو واستشهاد رجل الأمن الحويطي، معربين عن أملهم في أن تكون كل العقول بذات رجولة وإخلاص رجل الأمن الشهيد، وأمثاله من جنودنا ورجال أمننا، الذين يبذلون الغالي والنفسي، ليكون الوطن في أمان، فيما تسوّل المادة للبعض ارتكاب الجرائم.

ووثق المقطع، لحظة دخول منفذ عملية السطو بمحافظة ضباء على أحد محال بيع المجوهرات، مساء الجمعة الماضية، مرتديًا زيًّا نسائيًّا، وقد أخفى الأسلحة، وهي مسدس ورشاش، تحت العباءة، حاملًا حقيبة، بغية نقل المجوهرات فيها.

وتساءل المغرّدون، عن دور “المرأة” الثانية، التي فرّت من محل المجوهرات، فور بداية عملية السطو، مؤكّدين ثقتهم برجال الأمن، الذين أطاحوا برؤوس عناصر “داعش”، ومموليهم، مشيرين إلى أنّه “لن يكون عسيرًا على أبطالنا، أن يفكوا غموض دور هذه (المرأة) والجاني”، بينما رأى آخرون، أنَّ “السيدة” الثانية التي فرّت هاربة، أقرب لرجل منها لامرأة، وقد تكون متواطئة مع الجاني؛ إذ إنّها فرّت ولم تستدعِ الشرطة، أو تذهب بعدها إلى الشرطة للإدلاء بشهادتها، أو حتى تصرخ فور خروجها من محل الواقعة.

ولاة الأمر.. فخر واعتزاز:

وبفخر واعتزاز، أكّد المواطنون أنَّ المساعدة العاجلة، التي أمر بها ولي العهد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف، لأسرة الشهيد الحويطي، تعدُّ دلالة جديدة، على اهتمام المملكة بأبنائها، وحرصها على تقدير بطولاتهم، وتفانيهم وإخلاصهم، وتكريمهم في الحياة وما بعدها، بالاعتناء بأسرهم.

وأشار المغرّدون إلى أنَّ ترقية رتبة الشهيد، والمعونة العاجلة، كلاهما يثبت ما عرفناه من مواقف العزة لولاة أمرنا، فضلًا عن الاعتراف بالحويطي شهيدًا رسميًّا، مبرزين أنَّ هذا الاهتمام ليس بمستغرب، ومن صوره عزاء ومواساة القيادة الحكيمة، التي نقلها أمير منطقة تبوك الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز بنفسه، لوالد وأسرة رئيس الرقباء عطا الله سويلم الحويطي (رحمه الله).

وفاء الشهيد لدينه ومليكه ووطنه:

ورأى المواطنون أنَّ “ما قام به شهيد الوطن من عمل وموقف رجولي للدفاع عن أعراض الناس وممتلكاتهم لهو فخر لنا جميعًا”، مشيرين إلى أنَّ “شهيد الواجب مات من أجل حماية دينه ومليكه ووطنه”، ومعتبرين أنَّ “هذا هو الوفاء، والإخلاص، ليت الجميع يتعلّمون من هذا الموقف، عوضًا عن تسليم عقولهم للإجرام والتطرّف والإرهاب”.

وصيّة وإمامة.. خير الناس شهيدًا:

وأبرز المواطنون برَّ الشهيد الحويطي بذويه، إذ كان آخر اتّصال له بشقيقه يوم الواقعة المأساوية، يطلب منه احتياجات والديه، قد يحضرها لهما قبل عودته إلى منزله، إلا أنَّ القدر كان أسرع إليه، من الوفاء بطلبات أبويه.

وكشف زملاء الشهيد (رحمه الله) أنّه أمّهم في صلاة العشاء، وحين وصل البلاغ  كان قريبًا من الموقع، وباشر الحادثة، التي أدّت إلى استشهاده.