بعد 16 عامًا من احتراقه .. كيف تحول سوق القيصرية بالأحساء لمعلم تاريخي عالمي

الأربعاء ١٧ مايو ٢٠١٧ الساعة ٧:٢٥ مساءً
بعد 16 عامًا من احتراقه .. كيف تحول سوق القيصرية بالأحساء لمعلم تاريخي عالمي

ربما لا يدري الكثير من أبناء هذا الجيل، أن سوق القيصرية وسط مدينة الأحساء، بتاريخه العريق وعمرانه الفريد كان سيزال ليتحول إلى مركز تسوق على طراز حديث قبل أن تتصدى لذلك الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، واليوم وبعد 16 عاماً على قرار إزالته والحريق الذي التهمته وإعادة ترميمه، تتوج منظمة المدن العربية السوق بجائزة التراث العمراني.

جهود الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في استنهاض تاريخ سوق القيصرية بدأت منذ إنشائها حيث صنفت الهيئة في عام 1422 هـ سوق القصيرية في محافظة الأحساء كأحد أهم المواقع الثقافية والعمرانية في المنطقة وعملت على ترميمه وتوظيفه سياحيًا، وقادت مع شركائها في المنطقة الشرقية عموماً والأحساء على وجه الخصوص جهود إعادة الحياة لهذا السوق التاريخي وإحياء المهن التي كانت تشتهر بها المحافظة وتشجيع أبنائها على العمل فيها.

مول على مستوى عالمي

قصة بناء مول مكان السوق بدأت في شعبان 1422 حينما اندلع حريق في سوق القيصرية وأتى على كثير من معالم السوق، حيث خططت الأمانة في ذلك  الحين لاستثمار المكان المميز وإنشاء مول على مستوى عالمي، غير أن الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني حرصت على إقناع شركائها في المحافظة بإلغاء فكرة إنشاء مول تجاري على أنقاض هذا التاريخ الحريق وإبقاء السوق على وضعه لما يحمله من قيمة تراثية وتاريخية فريدة، كما قادت جهوداً كبرى لإعادة إعمار السوق لما يحمله من قيمة تاريخية واقتصادية وسياحية.

وأكد أمين الأحساء المهندس عادل بن محمد الملحم: أن الأمانة وضعت ضمن سلم أهدافها تطوير وسط الهفوف التاريخي، وجاء تأهيل وإعمار وإدارة سوق القيصرية انطلاقاً من أولويات الأمانة وحرصها على استمرارية تعزيز أهدافها في المحافظة على التراث، وامتداداً لعضوية الأحساء بشبكة المدن الإبداعية العالمية باليونيسكو، كأول مدينة خليجية والثالثة عربياً، في ظل دعم واهتمام قيادتنا الرشيدة، وشراكة استراتيجية بين الأمانة وهيئة السياحة، بقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان في المحافظة على التراث الوطني والإرث التاريخي في مدن المملكة ومنها الأحساء.

تطوير وسط الهفوف التاريخي

وتواصل أمانة الأحساء جهودها في المحافظة على الموروث التاريخي للمنطقة عبر تطوير وسط الهفوف التاريخي وما ضمه هذا المشروع السياحي المهم من مشاريع تطويرية عدة ( كإعادة بناء سوق القيصرية ودروازة السوق وإنشاء سوق الحميدية، تطوير شارع الحداديد، بناء سور الكوت القديم، البدء في إنشاء سوق الحرف التقليدية)، كما أن الأحساء تعتبر من المناطق التراثية العريقة والمحافظة على التراث وهوية المكان يعتبر التجسيد العملي للحفاظ على تاريخنا، إذ تعد الأمانة أوّل أمانةٍ على مستوى المملكة تستحدث بلدية خاصة بالتراث وعياً منها لأهمية التراث وحفاظاً على هوية المكان الذي نعيش فيه.