ترامب يقدّم زيارة السعودية على حلفاء أميركا التاريخيين

الخميس ٤ مايو ٢٠١٧ الساعة ٩:٠٣ مساءً
ترامب يقدّم زيارة السعودية على حلفاء أميركا التاريخيين

العلاقات الاستراتيجية، والتاريخية العميقة، ليست وحدها التي تعدُّ أساسًا في دائرة صناعة القرار في البيت الأبيض، إذ أثبت اليوم الخميس، أنَّ المملكة العربية السعودية، هي الحليف الأول للولايات المتّحدة الأميركية، بعدما قرّر ترامب استهلال زيارته الخارجية في الرياض، عوضًا عن المملكة المتّحدة أو إحدى الدول الحليفة في الغرب.

لماذا السعودية أهم من الحلفاء التاريخيين؟

يحدث للمرّة الأولى، أن يبدأ رئيس أميركي زياراته الخارجية بالرياض، التي تنطلق في 23 أيار/مايو الجاري، مُقدّمًا بذلك المملكة العربية السعودية على حلفاء واشنطن التاريخيين، وهو ما يعكس الأهمّية التي توليها الإدارة الأميركية للشراكة الاستراتيجية، مع القوّة العربية العظمى، المملكة العربية السعودية.

 

أساس وتحالف دولي جديد لمحاربة الإرهاب:

وأعلن الرئيس الأميركي ترامب، من البيت الأبيض، أنَّ زيارته إلى المملكة العربية السعودية، ستكون الخطوة الأولى في وضع أساس جديد لمحاربة الإرهاب، كاشفًا عن احتمال إطلاق تحالف جديد، ضد التطرف والإرهاب والعنف، وهو ما يعدُّ اعترافًا ضمنيًا بفشل التحالف الدولي القائم لمحاربة تنظيم “داعش” الإرهابي، في تقديم نجاح ملموس، في حين أنَّ المملكة حققت ما لم يتوقّعه أحد، خلال عامين، عبر التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، فضلاً عن الدور العالمي المرتقب للتحالف الإسلامي العسكري، إذ أكّد ترامب عزمه عقد قمّة تاريخيّة في السعودية، بحضور قادة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.

السعودية الوصيّ الوحيد على الحرمين الشريفين:

وجاءت إشارة الرئيس الأميركي، إلى سعيه من السعودية لبناء مستقبل مشرق وعادل للشباب المسلم في بلدانهم”، متوقعًا نتائجًا ملموسة من السعودية في التصدي للأفكار المتطرفة، لتتماشى مع تصريحات ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والمخرجات المرتقبة من البرامج العشر التنفيذية لرؤية المملكة 2030.

ووجّه الرئيس الاميركي، صفعة إلى وجه نظام الملالي في طهران، إذ عزّز موقف المملكة ضد إيران، الساعية إلى تدمير العالم الإسلامي، بغية الحصول على الوصاية على الحرمين الشريفين، مؤكّدًا أنَّ “السعودية هي الوصية على الموقعين الأكثر قدسية في الإسلام (الحرمين الشريفين)”.

ترامب ومحمد بن سلمان .. شمس الحقيقة تذيب الثلوج

يذكر أنَّ الأمير محمد بن سلمان، كان أول مسؤول عربي وإسلامي، يلتقي به الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض، إبان زيارة ولي ولي العهد إلى واشنطن.

وكسر ترامب كل التقاليد الدبلوماسية، في لقاء الأمير محمد، إذ استضافه، واستقبل الصحافيين والإعلاميين، إذ تناول الجانبان، وجبة الغداء في الجناح الشرقي للبيت الأبيض، وفي الصالة العائلية، في دليل على التقارب الكبير بين الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأميركي، بما يكشف عن روح مختلفة عما انتشر عنه، أثناء سباقه إلى الرئاسة الأميركية.

وعكس اللقاء وجود تطابق كبير في الأهداف ووجهات النظر بين الرياض وواشنطن، تجاه القضايا المختلفة، وعلى المستويات كافة، الأمر الذي من شأنه أن يساعد على تطوّر ملحوظ في العلاقة الاستراتيجيّة بين البلدين، وقد بدا جليًا التوافق والانسجام الكبير بين دونالد ترامب ومحمد بن سلمان، حيث أبدى ترامب حماسه لسماع أفكار وتطلعات المملكة والأمير وبالتفاصيل كافة، مما حدا به أن يستدعي عددًا من المسؤولين الأميركيين للاستماع لما يقوله الأمير محمد بن سلمان.

وشدّد الطرفان حينها، على ضرورة تعزير الجهود لمكافحة الاٍرهاب، والسعي إلى إحداث نقلة نوعية وشراكة استراتيجية في هذا الجانب، لاسيّما في مكافحة تمويل الجماعات الإرهابية، وأنشطتهم الفكرية.

 

موقف واحد إزاء إيران

وفي الملف الإيراني، أظهر لقاء محمد بن سلمان وترامب توافقًا في وجهات النظر بين البلدين، كما ثمّنت الإدارة الأميركية موقف المملكة تجاه هذا الملف، أثناء فترة الإدارة السابقة، كما أشاد الرئيس الأميركي بخطوات السعودية السابقة والراهنة، تجاه السلوك الإيراني التوسّعي في المنطقة، وتدخلاتها في شؤون دولها الداخلية.