الإعلامي محمد الخالد لـ”المواطن”: حمد لم يزل الحاكم الحقيقي لـ #قطر واللهو الخفي في اللعبة هو مرشد الجماعة

الجمعة ٩ يونيو ٢٠١٧ الساعة ٢:٠٧ صباحاً
الإعلامي محمد الخالد لـ”المواطن”: حمد لم يزل الحاكم الحقيقي لـ #قطر واللهو الخفي في اللعبة هو مرشد الجماعة

أظهر الإعلامي والكاتب محمد الخالد، قناعة تامّة بأنَّ “قطر دولة مختطفة”، موضحًا في حواره مع صحيفة “المواطن“، أنَّ تنكر تميم بن حمد لإعلان الرياض، القاضي بعزل إيران إسلاميًّا وسياسيًّا وعالميًّا، وتسمية بعض الجماعات والكيانات السياسية ودمغها بجريرة الإرهاب، والتعامل معها على هذا التوصيف الواضح والصريح، كشف دور الدوحة المشبوه في المنطقة، وفضح أنيابها البلاستيكية.

وبيّن الخالد، في حديث خاص مع “المواطن“، أنَّ تصريحات تميم، تنسجم مع الأدوار المشبوهة التي ظلت تلعبها الدوحة في سياستها تجاه الدول العربية والإسلامية والخليجية، عبر بث سموم الفتنة بينها، وانتهاج خطاب إعلامي مثير للفتن، وباعث على إشعال بؤر الاشتعال والصراع، في معظم دول العالم العربي، مستندة في ذلك على آلة إعلامية اختطفتها جماعة الإخوان المسلمين، حتى أصبحت دولة قطر أسيرة لدى هذه الجماعة، تأتمر بأمرها، وتنفّذ أجندتها، وتمرر مخططاتها الأثيمة.

المواطن” تنتقل إلى نصِّ الحوار مع الإعلامي السعودي، ابن محافظة الرس البار، الكاتب محمد الخالد:

لطالما بحثت الدوحة، عن دور أكبر من حجمها، ما الذي أسقط قناع تميم بعد قمم الرياض؟

قطر، منذ منتصف التسعينات، وتحديدًا عند انقلاب حمد على والده، وهي تلعب دورًا خطيرًا في المنطقة، وتنفذ أجندات خارجية لحرق الأخضر واليابس في الخليج العربي، لكن ذلك كان يواجه بحكمة وصبر من حكومات دول المنطقة.

وعند اندلاع أحداث الربيع العربي، خلعت الدوحة قناعها الخائن، وكشرت عن أنيابها البلاستيكيّة، فساهمت بنشر الفوضى في مصر وتونس وليبيا وسوريا واليمن، وحاولت أن تنشر ذلك في السعودية والبحرين والإمارات وحتى الكويت، عبر دعم الإرهابيين ماديًّا والترويج لهم إعلاميًّا.

ومع انكشاف الدور الخبيث الذي تلعبه الدوحة، اضطر الأمير السابق حمد للتنحي نتيجة ضغوط دولية مورست على الحكومة القطرية بالخفاء. وجاء ابنه تميم ليرتدي القناع من جديد، محاولًا خداع الحكومات الخليجية مرة أخرى، وتزامن هذا مع فشل المشروع الإخواني في مصر، الذي كان نقطة التحول في السياسات القطرية، التي كانت تهدف للسيطرة على القاهرة بشكل محكم؛ نظرًا لكون مصر عمق إستراتيجي مهم في المنطقة.

منذ ذلك الحين، وصولًا إلى قمم الرياض، حاولت الدوحة مواصلة دورها المشبوه، لكن بفاعلية أقل؛ كونها قد فقدت المصداقية التي كانت تتحكم فيها بجزء من شعوب المنطقة.

وعند إقامة قمم الرياض، التي حضرها الرئيس الأميركي ترامب، كانت بداية النهاية لقطر، وكانت اللحظة التي اضطر معها القطريون لخلع القناع إلى الأبد؛ إذ إنَّ عودة العلاقات الأميركية السعودية لسابق عهدها أسقطت ورقة قوية كانت بيد الدوحة، ناهيك عن الأدلة والبراهين التي كشفتها حكومات السعودية والإمارات ومصر للجانب الأميركي، والتي تثبت حقيقة التورط القطري بدعم الجماعات الإرهابية، مثل “داعش” و”جبهة النصرة” وغيرهما.

فتصريحات تميم، تنسجم مع الأدوار المشبوهة التي ظلت تلعبها الدوحة في سياستها تجاه الدول العربية والإسلامية والخليجية، عبر بث سموم الفتنة بينها، وانتهاج خطاب إعلامي مثير للفتن، وباعث على إشعال بؤر الاشتعال والصراع، في معظم دول العالم العربي، مستندة في ذلك على آلة إعلامية اختطفتها جماعة الإخوان المسلمين، حتى أصبحت دولة قطر أسيرة لدى هذه الجماعة، تأتمر بأمرها، وتنفّذ أجندتها، وتمرر مخططاتها الأثيمة.

كيف ترى صفعة الحزم التي جسّدها قرار قطع العلاقات مع قطر؟

قرار العاشر من رمضان كان تاريخيًّا، بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فالصبر الخليجي قد نفد، والحكمة التي كانوا يتعاملون بها مع المراهقة القطرية لم تعُد تستحمل أكثر من هذا.

قرار كهذا أثلج صدور الوطنيين أجمع في السعودية والإمارات ومصر والبحرين، فما عانته هذه الشعوب طوال السنين الماضية من تدخلات قطر في شؤونها الخاصة ومحاولتها الحثيثة لضرب أمنها القومي كان أمرًا فظيعًا لا يمكن وصفه.

هذا القرار هو إعلان لمرحلة “الخريف العربي”، الذي سيضرب الدوحة سياسيًّا واقتصاديًّا لتدفع فيه ثمن دماء كل شهيد سقط منذ “الربيع العربي”؛ بسبب الأموال القطرية، التي حولت المنطقة العربية إلى فوهة بركان.

ما الذي تريده طهران من دعم تميم قطر بعد المقاطعة الخليجية بقيادة السعودية لسياسته المراهقة؟

التحالف السياسي القطري- الإيراني، بدأ منذ تسعينات القرن الماضي، وكانوا شركاء في مشروع تدمير المنطقة العربية، إيران تتعامل بذكاء شديد وتستعمل الدوحة كأرنب سباق في الصراع.

الخيانة القطرية ليست وليدة اللحظة، من أين أتت الجرأة لتميم قطر ليتفوّه بالمزاعم الكاذبة عن تهديد الدول المجاورة؟

تميم هو غطاء وهمي للحكومة القطرية الحقيقية، فتنصيبه أميرًا كان بعد ضغوط مورست ضد الدوحة لتنحي والده حمد، الذي يقود قطر فعليًّا حتى اللحظة.

ولعل نفي الحكومة القطرية للتصاريح، واختراع كذبة الاختراق، دليل واضح وصريح على أنَّ هناك صراعًا داخليًّا في قطر، بين تميم الحاكم الرسمي من جهة، وحمد الحاكم الفعلي من جهة أخرى، وهذا الصراع من الممكن أن يؤدي لازدواجية واضحة في الأيام المقبلة، لاسيّما في السياسات القطرية.

معطيات التعاطي الوطني، ما هي الأولويات، وكيف نتصدى للمخططات الخارجية؟

الوطن خط أحمر، لا يقبل أنصاف الحلول، ويجب أن تكون أولوية أي دولة تنمية عشق الأرض والانتماء لها؛ كون ذلك يمثل خط الدفاع الأول ضد أي تهديد خارجي.

سلالة الخيانة التي نشأ تميم في كنفها، هل ستنتفض عليه برأيك؟

دولة قطر، ومنذ قديم الأزل، أرض خصبة للانقلابات السياسيّة، وتعيش هذه الإمارة وسط أجواء شهوانية للحكم.

ضغوط كبيرة ستمارس على تميم وحمد في الأيام المقبلة، قد تنتهي برضوخهما للشروط الخليجية، أو حدوث انقلاب في السلطة هناك لصالح أطراف داخل العائلة.

ما هو الدور المتوقّع من الشعب القطري؟

الشعب القطري مغلوب على أمره، ولا يملك الكثير في القرار السياسي، لكنهم مطالبون على الأقل بالضغط على تميم الفترة المقبلة، لإيقاف مراهقته السياسيّة.

طهران والإخوان وقطر، ثلاثية جرّت بعضها البعض وصولًا إلى الوضع الراهن، من هو اللهو الخفي في هذه السلالة؟

اللهو الخفي هو المرشد العام للإخوان المسلمين، الذي استطاع السيطرة على دولة قطر بشكل محكم، عبر لاعبيه الأساسيين، وفي مقدمتهم القرضاوي وعزمي بشارة، والذين استطاعوا تحويل قطر إلى “مستعمرة إخوانية”.