السفير يوسف العتيبة .. لوبي العرب الأكثر سحرًا وتأثيرًا في واشنطن

الأحد ٤ يونيو ٢٠١٧ الساعة ١٠:٢٥ صباحاً
السفير يوسف العتيبة .. لوبي العرب الأكثر سحرًا وتأثيرًا في واشنطن

الرجل الأكثر سحرًا وتأثيرًا في واشنطن، الأنيق، الذي يبلغ من العمر 40 عامًا، شديد الثقة بالنفس، الذي وضع لنفسه ولبلاده، وللقضايا العربية، بصمة خاصّة في المحافل الدولية ذات الثقل السياسي الأكبر، هو سفير دولة الإمارات العربية المتّحدة لدى واشنطن، الدبلوماسي يوسف العتيبة، الذي يسعى المرجفون إلى النيل منه، منذ أعلنها صريحة واضحة، أنَّ محاولة الابتعاد وعدم التدخل في الصراع السوري، هي التي أنتجت “داعش”، وغيرها من المجموعات المتطرفة، التي استغلّت الفراغ السياسي، وصعدت لتنشر الإرهاب والتطرف، وتصبح منظّمات عابرة بجرائمها كل الحدود والقارات.

مرجع البنتاغون ولوبي العرب:

المكانة التي احتلّها العتيبة في الولايات المتّحدة الأميركية، بعدما صار مرجعًا لوزارة الدفاع الأميركية، التخطيط لمواجهة “داعش”، والمشارك الأكبر على المستويين السياسي والإنساني ممثلاً لبلاده في الولايات المتّحدة الأميركية، هو الثعلب الذي استطاع أن يكون وحده “لوبي” العرب في مواجهة اللوبي الإيراني واللوبي الإسرائيلي، اللذان كان يسيطران على الإدارة الأميركية، ويدافعان عن مخططات بلادهم لمنطقة الشرق الأوسط.

“داعش” تحت مطرقة العتيبة:

كان العتيبة جاهزًا لمساعدة الولايات المتحدة في مأزقها أمام “داعش”، إذ كشفت مصادر مطّلعة، أنَّه في مقابلة خاصة مع ويندي شيرمان، وهي إحدى كبار مسؤولي وزارة الخارجية، تحدث بلهجة قوية قائلًا “طائراتنا من طراز إف 16 جاهزة سيدتي، أخبرينا فقط متى تحتاجون إليها”، وبعد أيام من اجتماع البنتاغون، قامت الطيار مريم المنصوري، بقيادة ضربات إماراتية على مواقع لتنظيم “داعش”، بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

وأرهب النفوذ الكبير، الذي حظي به العتيبة في العاصمة الأميركية، كل الكائدين للعرب، وهو ما دفعهم إلى السعي نحو تشويه سمعته، عبر تسريبات وهميّة، يزعمون أنّها صادرة عن بريده الإلكتروني الذي تمّت قرصنته.

العربي المسلم الذي لا يبحث عن أحد:

ولأنه الدبلوماسي الذي لا يبحث عن أحد، فالناس (أعضاء الكونغرس ومجلس الشيوخ والإعلاميين وكبار الساسة والمشاهير) هم من يتطلعون لمقابلته، يُعدُّ العتيبة أفضل ضيف على عشاء أحد السياسيين في واشنطن، فهو الرجل المسلم الذي يستطيع التحدث بصراحة عن الأزمات السياسية في المنطقة، والذي يصفه رجالات البيت الأبيض بأنّه “شخص اجتماعي جدًا في الأحداث والمقابلات، إنه يفهم كيف تسير واشنطن وكيف تسير المنطقة وهو ما تفتقده دول بأكملها، يعلم تمامًا كيف يُجاري الكيانات المختلفة، وربما كيف يوقع بينها حينما يحتاج لذلك، وهذا هو الدهاء السياسي، الذي يجعلها فنَّ الممكن”.

يد طولى أرهبت المرجفين:

واشتهر العتيبة، بكونه النابغة الدبلوماسية، إذ رسم لنفسه طريقة وشخصية مختلفة وجديدة، لاسيّما أنّه ما زال يمتاز بحماس الشباب، بما أهّله للصعود القوي، كأحد أهم مديري السياسات الخارجية، بما يعكس بشكل كبير كيف غَيّر الربيع العربي موازين القوة التقليدية للسياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط.

وكان للعتيبة، اليد الطولى، في حصول الإمارات على اتفاق تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، التي بدأت مفاوضاتها في عهد إدارة جورج بوش الابن، وتطلبت دبلوماسيًا ماهرًا، حتى دخلت حيز التنفيذ في عهد إدارة أوباما، التي وقّعت أيضًا الاتفاق النووي مع إيران، وهو ما يعكس جانبًا من الأسباب التي أطلقت الحملة الشرسة ضدّه، بغية النيل من الرجل الذي لا يقف مكتوف الأيدي إزاء التوازن المختل في المنطقة، بل حظي بثقة بلاده، ليكون ممثلها، وصانع الاتّزان في العلاقات الخليجية الأميركية.

وبفضل فهم العتيبة العميق للولايات المتحدة، بناء على الحياة التي عاشها هناك في حقبة الدراسة، استطاع ببراعة تفسير السياسة الأميركية وتوصيلها إلى القادة العرب الآخرين، وفي أولى سنواته في واشنطن، بدا واضحًا أنَّه مهتم بأمرين رئيسيين: الكراهية العميقة للإسلام السياسي، لاسيّما جماعة الإخوان المسلمين، والأمر الآخر هو الموقف تجاه إيران، وتدخّلاتها في المنطقة، ودعمها للإرهاب، بغية تنفيذ مخطط تصدير ثورتها.