الدرعية .. من مجتمع الواحات ومنطلق رسالة الإصلاح إلى وجهة سياحية أثرية عظمى

الجمعة ٢١ يوليو ٢٠١٧ الساعة ١٢:٥١ صباحاً
الدرعية .. من مجتمع الواحات ومنطلق رسالة الإصلاح إلى وجهة سياحية أثرية عظمى

تسعى رؤية المملكة العربية السعودية 2030، إلى تفعيل الموارد غير النفطية، بجذب الاستثمارات السياحية، وهو ما انعكس الخميس 20 تموز/يوليو الجاري، في القرارات الملكية، التي شملت إنشاء هيئة تطوير بوابة الدرعية، التي تشمل مدينة طينية تضمُّ مكتبة الملك سلمان، وأسواقًا ومجمعات تجارية، فضلاً عن المطاعم ومواقع الاحتفالات.

الدرعية .. رمز وطني وشاهد على تاريخ المملكة الأولى:

وتمثل الدرعية، رمزًا وطنيًا بارزًا في تاريخ المملكة العربية السعودية، فقد ارتبط ذكرها بالدولة السعودية الأولى، وكانت عاصمة لها، وشكّلت منعطفًا تاريخيًا في الجزيرة العربية، بعد أن ناصر الإمام محمد بن سعود دعوة التجديد الديني، التي نادى بها الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب عام 1157هـ (1744م)، فأصبحت الدرعية قاعدة الدولة ومقر الحكم والعلم، واستمرت كذلك إلى أن اختار الإمام تركي بن عبد الله الرياض مقرًا جديدًا للحكم وذلك عام 1240 هـ (1824م)، لتصبح اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مشروعًا سياحيًا ثقافيًا حيويًا، يضم أكبر متحف إسلامي في الشرق الأوسط.

وتقدر مساحة مشروع بوابة الدرعية، أكثر من المليون وخمسمائة ألف متر مربع، وستكون مشروعاً حيوياً ومقصداً لسكان وزوار مدينة الرياض.

مجتمع الواحات في البيئة الصحراوية:

نشأت الدرعية على ضفاف وادي حنيفة، وارتبطت به حضاريًا وبيئيًا، مما أوجد نوعًا من التفاعل الإيجابي بين الإنسان والبيئة أثر بدوره على النشاط الإنساني والوضع الاجتماعي للمنطقة، فأصبحت الدرعية نموذجًا لمجتمع الواحات في البيئات الصحراوية.

وجسدت الدرعية، من خلال ذلك التفاعل، الهوية الثقافية للمنطقة، فأضحت رمز أصالتها وعنوان حضارتها، فضلاً عما تتميز به من المظاهر الطبيعية الجميلة، كالروافد والشعاب والأراضي الخصبة، وكلها معالم خلابة من التراث البيئي الذي يرتبط بتجربة الإنسان الحضارية في الاستقرار والبناء والتعمير.

ويظهر المنجز الحضري من الدور السكنية وأنظمة الري والقنوات والأنفاق والقرى الزراعية بالدرعية ومحيطها الجغرافي، إضافة إلى كونها مكانًا نسب لأهله، فهي حَصن الدروع، والدروع قبيلة استوطنت وادي حنيفة وحكمت حجر والجزعة.

صدارة الطريق التجاري السعودي:

وسرعان ما احتلت الدرعية الصدارة على الطريق التجاري من شرق الجزيرة إلى غربها، إضافة إلى تحكمها في طريق الحج إلى مكة المكرمة، فامتد سلطانها على عدد من قرى وادي حنيفة وبلغ نفوذها إلى ضرماء في الجهة الغربية من جبل طويق وإلى أبا الكباش شمال الدرعية.

رسالة الإصلاح:

وانطلقت دعوة الإصلاح في ربوع الدرعية، بعد أن أحتضن حاكمها الأمام محمد بن سعود مؤسس الدولة السعودية الأولى (1157-1233هـ/1788-1818م) دعوة الأمام المجدد الشيخ محمد بن عبد الوهاب، لتبدأ صفحة جديدة في تاريخ الدرعية، التي أصبحت أقوى مدينة في بلاد نجد، تحمل رسالة الإصلاح وتحقق الكثير من النجاحات.

وازداد مركزها السياسي والعسكري والديني، قوّة منذ ذلك الحين، وتدفقت عليها الثروة، وتقاطر التجار على أسواقها وغدت منارة للعلم والتعليم، وتوافد عليها طلبة العلم من جميع الأقطار.