تنظيم الحمدين من قيادة دولة إلى جندي في لعبة التآمر والخيانة للخليج

الإثنين ٣١ يوليو ٢٠١٧ الساعة ١١:٣٥ مساءً
تنظيم الحمدين من قيادة دولة إلى جندي في لعبة التآمر والخيانة للخليج

لم يفكّر تنظيم الحمدين بمنطق الدول السويّة، الذي يتلخّص بحماية مصالح شعبه، بل صبَّ جام تفكيره على تدبير المكائد، واختلاق الخيانات، ونقض العهود، حتى بات يسلك سلوك جماعة “الإخوان المسلمين”؛ بغية تحقيق حلمه بدور إقليمي عربي متناسيًا طبيعة الجغرافيا السياسية لهذه الدولة.

الخيانة للمحيط الخليجي:

على الرغم من أنَّ دول مجلس التعاون الخليجي، لم تتخّذ إجراءات صارمة للحد من سياسات الدوحة الغادرة، على مدار العقود الثلاث الماضية، حفاظًا على شعب قطر، ومشاعره وتماسك الوحدة الخليجية، إلا أنّها وجدت نفسها مجبرة على التحرّك الحازم، بعدما طفح الكيل من سياسات قطر التخريبية في المنطقة.

ولا يمكن أن تدّعي قطر أنها مع تحرّر الشعوب وهي تدعم وتؤوي رموز الفكر الإرهابي من “القاعدة” و”داعش” وما يسمى بـ “حزب الله” وجماعة “الإخوان المسلمين”، وغيرهم، ولا يمكن أن تكون جزءًا من منظومة خليجية، وترتمي في أحضان نظام الملالي في طهران، ولا نعني هنا أن يكون لها مصالح اقتصادية مع طهران، فهذا حق مشروع لكل الدول، بل المعني هنا تبني مواقف الملالي ضد دول الخليج، لاسيّما المملكة العربية السعودية.

المملكة، التي عانت من الإرهاب منذ 1995، وتحارب “القاعدة” و”داعش”، لا يمكن أن تسمح لدولة جارة، تجمعها معها منظومة خليجية، أن تتآمر عليها، فالسعودية عبرت، وأكّدت مرّة أخرى، من خلال قمة الرياض التاريخية العربية الإسلامية الأميركية، جهودها المتواصلة في محاربة الإرهاب، الأمر الذي تجلّى كإشراقة الشمس، بإنشاء مركز “اعتدال”، وعمليًّا قبلها بإنشاء التحالف الإسلامي عسكري ضد الإرهاب.

نقض العهود:

التعاطي مع الطيش والصبيانية القطرية، تطلب الحزم والصرامة، لاسيّما أنَّها تنكث الوعود، وفي هذا الظرف الدولي باتت محاربة الإرهاب، والتصدي لأشكاله، أمرًا حتميًّا، ولذا كان لابد من اتّخاذ قرار المقاطعة، الذي أعلنته الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، بعدما دأبت الدوحة، في تعاملاتها واتفاقياتها على نقض “عهود” العلن، سرًّا، ضاربة عرض الحائط بالالتزامات والمواثيق والعلاقات الأخوية.

وانتهجت قطر أساليب تضليلية إعلامية عدة في التنصل من عهودها، إذ تذرعت دائمًا بالمطالبة بالديمقراطية في البلدان العربية، وادعاء الوقوف مع حرية الشعوب، على الرغم من اعتقالها للمطالبين بالحرية داخل أراضيها، وواصلت التدخل بالشأن الداخلي لدول الخليج والدول العربية، عبر تمويل كل معارض وإيواء كل طريد، ودعم كل متطرف، تاركة مساجدها لرموز “محدثة”، يستخدمونها ضد دول المجلس.

تحرّكات مريبة يذكرها التاريخ:

وضاعفت مواقف قطر وتحركاتها المريبة من أزمات المنطقة، ففي الشأن الإيراني، طالبت عام 2007 بعدم استعجال البت في ملف إيران النووي، وأكدت عام 2009 حرصها على التشاور مع إيران في شتى المجالات، كما أعلنت في عام 2010 رفضها استخدام القاعدة الأميركية ضد إيران، وأخيرًا وليس آخرًا، دافعت عن النووي الإيراني أمام الأمم المتحدة عام 2015.

ويزعم الخطاب السياسي للدوحة، أنَّ الدول الأربع اتخذت قرار المقاطعة بسبب المواقف القطرية الداعمة للحريات وحقوق الإنسان، ويركز الإعلام القطري، لاسيّما القنوات التي تبث من الدوحة وإسطنبول، على إبراز المشكلات والمعضلات الداخلية في الدول الأربع (ولنلتفت إلى هذه القضية على أنّها شؤون داخلية، على سبيل المثال أحداث العوامية السعودية والمظاهرات في البحرين)؛ بهدف إثارة الفوضى وتأليب الناس على الحكومات.

وكشفت أحداث ما يسمى بـ”الربيع العربي”، أنَّ قطر كانت أداة مهمة في توجيهه وتحويله من مجرد مظاهر للاعتراض على قرارات أو سياسات إلى نار أكلت الأخضر واليابس، وأطاحت أنظمة وقسّمت دولًا وفتتت مجتمعات ونشرت الخراب، لتكون هي معول الهدم، لا المعين على البناء، والتعاضد الأخوي.

ومضة “المواطن”:

قال أحد المفكّرين العرب يومًا: “إذا ماتت السعودية ماتت العقيدة، وإذا ماتت مصر ماتت الشهامة، وإذا ماتت الإمارات ماتت الإنسانية، وإذا ماتت الجزائر ماتت الشجاعة، وإذا ماتت قطر ماتت الخيانة”.

مقولة أثبتت الأحداث المتلاحقة، منذ طرد النظام الناصري المصري الإخوان المسلمين في الستينات من القرن الماضي، وآوتهم الدوحة، حتى أصبحوا هم النظام، ومنهجهم في الخيانة والتقيا، هو الحقيقة الثابتة في سياسات الدوحة، لنتأكّد اليوم كيف أنَّ قطر هي دولة التآمر والإرهاب، والسكين المزروع في قلوبنا جميعًا وليس في أراضينا فقط.