حمد بن جاسم .. كبير المتآمرين في قطر ومروج ” المظلومية”

الثلاثاء ٤ يوليو ٢٠١٧ الساعة ٨:٢٨ صباحاً
حمد بن جاسم .. كبير المتآمرين في قطر ومروج ” المظلومية”

لم يعد يجد الدوحة نفعًا ما تسعى إلى خلقه من الترويج لمظلوميتها، بعد قرار المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، مقاطعتها، حتى أنَّ كبير متآمريها حمد بن جاسم، لم يجد سبيلاً إلى إنقاذها من الفخ الذي حفرته لجيرانها، إذ وصلت أزمة المقاطعة الخليجية المصرية للدوحة، بعد رفض الأخيرة لقائمة المطالب العربية التي قدمت لها، إلى نقطة حرجة، ربما قد تؤدي إلى سيناريو أكثر فداحة في القريب العاجل.

وفشلت مساعي قطر بشتى الطرق للخروج من الأزمة التي وقعت بها، جراء دعمها وتمويلها للإرهاب، حتى عودة صانع سياسات الغدر حمد بن جاسم للظهور، لم تقدم أو تؤخر في الحدث الجلل شيئًا، إلا أنَّها أثبتت محدودية فكر الأسرة الحاكمة في قطر، التي تدفعها دومًا إلى ارتكاب الحماقات، الواحدة تلو الأخرى، فيما يعدُّ اللجوء مجددًا إلى حمد بن جاسم، الموجود حاليًا في الولايات المتحدة، انقلابًا داخليًا في قطر، بل هزيمة لحاكم الدوحة تميم بن حمد آل ثاني.

 

تقزّم حكّام قطر يستدعي رأس الفتنة ويعكس الانقلاب الناعم

وواصلت قطر سياسة التصعيد والتسخين، فلم تكتفِ فقط بتجاهل مناقشة الطلبات المقدمة من طرف فريق المقاطعة لها، ولو إثباتًا لحسن النوايا، بل بدت أكثر إصرارًا على خرق الإجماع الخليجي العربي، بتأكيد سعيها لتوطيد علاقتها بإيران. ولأنَّ الدوحة، باتت في حاجة لشخصية تبدو بعيدة عن التفاصيل الراهنة، بغية ضمان “مصداقيتها”، ظهر حمد بن جاسم، ليتحدث عن “مظلومية قطر”.

ويتناسى ابن جاسم، كيف بنيت هذه الدويلة، على الرغم من أنّه ساهم في تأسيس عهد ازدواجية المواقف والخبث، إذ إنّه كان مكلفًا بوزارتي الزراعة والكهرباء في عام 1990، إلى أن وصل ذروة مجده بالجمع بين رئاسة الوزراء وحقيبة الخارجية القطرية في العام 2007، ليغادرها في العام 2013، أي قبل أربعة أعوام.

واستنادًا إلى خبرة حمد بن جاسم، الذي كوّن أسلوبًا في السياسة الخارجية يتماشى مع الشعور بالتقزم لدى الأسرة الحاكمة في الدوحة، اعتمدت قطر عليه، ليظهر مع مذيع قناة “بي بي إس” الأميركية تشارلز روس، ليدافع متسلحًا بالتناقضات، عما اعتبره علاقة عادية لقطر مع إيران، مستشهدًا بوجود دول أخرى في الخليج لديها علاقات مع طهران (ويعني هنا الكويت).

 

رئيس المتآمرين في فوهة مدفع الدوحة:

السعودية هي عقدة قطر، وإيران هي الأداة لحل العقدة من وجهة نظر شخصية مريبة مثل حمد بن جاسم، الذي حرّك “الحوثيين” في اليمن، واستثار الشيعة في البحرين، وطبّل لقيادات عراقية نشأت في إيران، ووصلت على ظهر الدبابات الأميركية، كما جعل من نصر الله و”حزب الله” الإرهابي فوق الجميع، معظّمًا شأن الإرهاب.

أمعن في الكيد وبنى جامعًا وأطلق عليه اسم الإمام محمد بن عبدالوهاب، فقط بغية أن تطوق السعودية، حتى بات حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، وزير خارجية قطر السابق، المعروف بمواقفه الكارهة للمملكة العربية السعودية، وقضى وقتاً طويلاً وهو يعمل على جعل الدوحة متآمرًا على الرياض، هو مدفعية الإرهاب، التي تستخدمها الدوحة بغية الخروج من عنق الزجاجة الذي ضاق بها، بعدما موّلت ودعمت الإرهاب بشتى السبل والطرق.

“الإخوان” كانوا السلاح “الشعبي” بعد أن كانت إيران سلاح الدويلة القطرية، إذ أطلقت الجماعة الإرهابية بمال قطري، في كل مكان، وكلّما انهارت دولة من الدول العربية، كانت كاميرا الجزيرة تنتظر “الخميني الإخواني”، وتقدمه بطلاً وصل بلده لحل كل المشاكل، مرة من سجون مصر (مرسي)، ومرة من طائرة تحمل الغنوشي أو بلحاج في تونس وليبيا.

ويعرف القارئ لتاريخ حمد بن جاسم، أنّه شخص نهم للسلطة، في تراكم لعقدة أحقية فرع أسرته في الحكم، وهو ما يبرزه في كل مرة يضع في نهاية اسمه “ابن جبر” ليذكر الناس بما يراه حقًا. لكنه كان دائمًا أضعف من أن ينقلب على “الأمير الوالد” حمد بن خليفة، وبقي بدرجة رئيس المتآمرين.

وتركَ حمد بن جاسم جميع مناصبه في الدولة، مع تنحي حمد بن خليفة لصالح ابنه تميم. وتفرغ لأعماله التجارية من خلال ثروة فلكية، التي تصل إلى 30 مليار دولار، هي حصيلة ثروته الشخصية ومبلغ مقطوع مُنح له ترضية للاستبعاد. ليقيم في أغلى شقة في العالم، إذ يتجاوز ثمنها 300 مليون دولار، وتطل على حديقة “هايدبارك” في العاصمة البريطانية لندن.

خلاصة الاختلال القطري:

ويعدُّ حمد بن جاسم، الشخصية المضطربة، الانعكاس الأخير للاختلال القطري في النظرة للأمور، فإذا كانت قناة “الجزيرة” هي صورة الاختلال على الشاشة، فإن حمد بن جاسم هو صوت الاختلال. فهو الصديق الصدوق لإسرائيل والفلسطينيين معًا، وهو الباكي على مصير صدام، والملوّح بعلامة النصر للطائرات الأميركية التي تقلع على مقربة من بيته في الدوحة، وهي ذاهبة إلى العراق.

لديه اهتمام خاص بمصر، ولم يترك فرصة إلا وقد استغلها لضرب استقرارها، مرة بمساعدة جماعة “الإخوان المسلمين” الإرهابية، وأخرى عبر التمرد في سيناء، أو جنوبًا من السودان، أو عبر ضخ المال في مشاريع تحويل النيل وإقامة السدود على شريان الحياة في مصر.

المال واللعب على المشاعر كانا طريق حمد بن جاسم إلى الخراب، إذ يمكن أن يستفز الفلسطيني بأن يجلس مع قيادات إسرائيل، لكنه يحرص على أن يرسل حصّة “حماس” المالية، كيدًا لحركة “فتح”. ويتحدث عن حقوق الإنسان وهو الذي يعتقل مدير مكتبه، ويسعى لإلصاق صفة الجنون به، وهو ما كشفته وثائق “ويكيليكس”، عبر الشخصية التآمرية لحمد بن جاسم الذي يغازل الأميركيين، ويحرّك الجزيرة لتكون منبر إرهابيي القاعدة ومن بعدها “داعش”، بغية التحريض على الولايات المتّحدة.