قطر تطلب تدويل الحج.. الحقد والتآمر يسقطان آخر ورقة توت عن الدوحة

الأحد ٣٠ يوليو ٢٠١٧ الساعة ٩:٢٧ مساءً
قطر تطلب تدويل الحج.. الحقد والتآمر يسقطان آخر ورقة توت عن الدوحة

مع كل موسم حج، تحبك المكائد، وتروّج الأكاذيب وتوقد مشاعل الفتنة، وتستعر أبواق الأنظمة الحاقدة على نجاحات المملكة العربية السعودية، لتنطلق دعوات تدويل مسؤولية الحج، إلا أنّها كانت تصرفات رعناء، يتم التصدي لها عربيًّا وإسلاميًّا وتوأد في مهدها، أما في هذه المرّة، فقد تحوّلت إلى بُعد آخر، بعد جعلها بمثابة إعلان حرب، لاسيما أنّها لم تأتِ من مصدرها المعتاد، بل من دويلة مارقة، نسيت حجمها الطبيعي، وتسعى إلى مقارعة الأسود، كيف لا وهي قطر، التي امتاز حكامها على مدار العقود الثلاثة الماضية بالصبيانية والتآمر على المملكة العربية السعودية والعالم العربي، لتسجّل اسمها في التاريخ، من أقذر الأبواب.

وعلى الرغم من تأكيد السعودية عشرات المرات، أنَّه ليس هناك أي مانع من تأدية القطريين مناسك الحج، وأنَّه لا علاقة للمقاطعة بالحج أو العمرة، سجّلت دويلة قطر، اسمها في سجل التاريخ بأنها أول دولة خليجية عربية ومسلمة تتقدم بشكوى في الأمم المتحدة ضد المملكة العربية السعودية، متهمةً إياها بأنها تمنع القطريين من الحج هذا العام، زاعمة أنَّ ذلك تسييسًا للشعائر الدينية واستخدامها لتحقيق مكاسب سياسية.

حقد مبيّت:

وتكشف خطوة صبيان طهران في الدوحة، التي تضاف لسجلها ضد المملكة العربية السعودية ودول المنطقة، مدى العدائية التي تحملها السلطات القطرية ضد جيرانها، وتؤكد أن خطوات المقاطعة وما تلتها، وما ستليها من قرارات ضد قطر كانت في محلها، لاسيما أنَّ قطر فقدت أي عقل أو منطق في تصرفاتها.

وأسقطت الدوحة بشكواها هذه، ورقة التوت الأخيرة، التي كان بعض المشككين يتعلّقون بها، كاشفة عن وجهها الحقيقي القبيح، ضد المملكة العربية السعودية وخدمتها لأجندات دول إقليمية وخارجية، سائرة على نهج نظام الملالي، الذي فشل في كل مرّة دعا فيها إلى تدويل الحج، وإدارة الحرمين الشريفين.

 التآمر.. طهران تخطط ونظام الحمدين يبث السم:

اتهامات نظام المالي السنوية قبل كل موسم حج، لم تظهر هذا الموسم، لأنَّ الدوحة تولّت عنها هذا الأمر، لتكون هي السكين في الخاصرة الإسلامية، بعد أعوام من دأب طهران على إفساد مناسك الحج، حتى نجحت المقاطعة في إخراج ما في إناء الدوحة من حقد وتآمر، تحوّلت إلى أحلام جعلت قطر تعتقد أنها تستطيع أن تدير شؤون ملايين الحجاج والمعتمرين، بعد تمكّنها بالرشاوى من الفوز بتنظيم كأس العالم.

أما إيران، والحديث عنها يطول ويتعمّق إلى العام 1979، منذ أن ظنّت أنها دولة “إسلامية”، بعد ثورة الخميني على الشاه، وهي تسعى إلى الوصول لإدارة الحرمين الشريفين، تارة بتفجير الحجاج، وأخرى بافتعال الحوادث، وغيرها كثير، تورّط فيها دبلوماسيّو طهران، وحجاج عاديّون، فقط من أجل أن تتمكن من السيطرة على الحرمين، لتكون ذريعة في فرض مذهبها على المسلمين.

خلل المبدأ والعقيدة يضع قطر في مصفوفة الإرهاب العالمي:

الصواب جانب الدوحة، في اختيارها الارتماء في أحضان الملالي، وطلب الدعم العسكري التركي، الحليفين الغريبين ضد الشقيق والجار، ظنًّا منها أنها بهذه الخطوة ستشكل ضغطًا على الدول الأربع المقاطعة، إلا أنّها بذلك تدخلت في شؤون المملكة الداخلية بشكل سافر، وقامت بخطوة أغضبت بها أكثر من مليار مسلم ممن يرفضون العبث بالحرمين الشريفين والزج بهما وبشعائر الحج في الخلافات السياسية، ما يجعل إعلانها هذا إعلان حرب صريحًا ضد المملكة العربية السعودية، ويؤكّد انخراطها في مصفوفة الإرهاب العالمية.

وإذا كانت قطر، وبسبب علاقاتها الخاصة مع طهران وأنقرة، قد انسلخت عن نسيجها ونسيت تاريخ المنطقة، فالتاريخ والحاضر يعرف أنَّ كل من يشهد أن “لا إله إلا الله وأنَّ محمدًا رسول الله”، يعرف أن المسؤول عن شؤون الحج وخدمة الحجاج والمعتمرين في العهد الإسلامي، وقبل ذلك في الجاهلية، كان أهل مكة، والدولة التي تتبعها تلك البقعة الطاهرة، فمن السذاجة ما تقوم به قطر، ومن المعيب أن تنفذ الأجندة الإيرانية ليس في دعم الإرهاب فقط، وإنما في التعدي على قبلة المسلمين، ومسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وتقديمهما هدية للفرس، بعدما لعبت دورًا تآمريًّا في اليمن، أدى إلى إطالة أمد إنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم من طهران على الشرعية المنتخبة ديمقراطيًّا.